بين التاتوه ورسم الحواجب.. تقاليع البنات في الشوارع.. ومواطنون: "وقاحة"
الإثنين 01/فبراير/2021 - 06:37 م
محمد فؤاد
تحرص الفتيات بين الحين والآخر للظهور بشكل مُلفت، سواء من باب الأناقة الخاصة أو من أجل الحبيب أو لأي سبب من الأسباب، ومنهن من تحترفن في فن الظهور، خاصة إذا كانت الفتيات من هواه رسم الحواجب.
قال محمود حمدان، أحد المواطنين: "إن ما تقوم به تلك الفتيات شيء في غاية في "الوقاحة" على حد وصفه، وبرر ذلك لانعدام القيم المجتمعية".
وقالت سالي عياد، كوافيرة حريمي: "إن كثيرًا من السيدات يأتين لها لرسم أطراف الحواجب، وإزالة "وصل" الحاجبين، فهذا أمرًا معتادًا لها بشكل يومي، وتابعت: أكثرهن من الفتيات الصغيرات أعمارهن ما بين الـ18 إلى 22 عامًا، وأكثر طلباتهن يكون على الوشم خاصة في موسم الأعياد.
كما قالت أسماء حمدي، طالبة جامعية: "إن الأمر لن يتوقف على الوشم ورسم الحواجب بل في رسم التاتوه في أسفل الأقدام، ومع ارتداء البنطال القصير وتمشير غيره من البناطيل تظهر الفتيات التاتوه، وبيرسينج في الأنف والأذن".
أما عن الحكم الشرعي لـ"النّمص" ويعني إزالة الحواحب، فلابد أن نبدأ بذكر الحديث الشريف الصحيح، الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله النامصات والمتنمّصات صدق رسول الله واللعن الوارد في الحديث يعني أنَّ النمص من الذنوب الكبائر، والنامصة هي المرأة التي تزيل شعر حاجبيها أو وجه غيرها اما المتنمّصة هي التي تطلب أن يُنتف شعرُ حاجبيها.
واختلفوا بعد ذلك في حكم نمص جزءٍ من شعر الحاجبين إلى عدة أقوال فذهب بعض الفقهاء إلى أنَّ النمصَ المحرَّم هو نتف أي شيءٍ من شعر الحاجبين، قلَّ النتفُ أم كثر، واعتبروا ذلك تغييرًا لخلق الله، وأنه من وحي الشيطان، لقوله تعالى (ولآمرنهم فليغيرُّنَّ خلقَ الله)، فيوحي الشيطانُ للمرأة أن تغيّر من خلقتها، بأن تزيل شيئًا من شعر حاجبيها.
ومن الواضح أنَّ إزالة الحاجبين وإعادة رسمهما أو تغيير شكلهما بطريقةٍ فنيةٍ، يغير من شكل المرأة، حتى ليظنّ الناظر إليها أنها ليست هي ومن هنا رأى بعض الفقهاء أنَّ في العبث بالحاجبين تغييرًا لخلق الله عزّ وجل.
بينما أجاز الماوردي وابن الجوزي للمرأة أن تزيل بعضًا من شعر حاجبيها، فترقّقهما تزينًّا لزوجها، وعلةُ التحريم عندهما التدليس على الخطّاب والتزينُ لغير الزوج، فإذا انتفت العلّة جاز للمرأة نمص شيءٍ من شعر الحاجبين، على اعتبار أنَّ هذا من باب التزيّن الجائز للزوج.
أما الحنابلة فذهبوا إلى تحريم إزالة شعر الحاجبين مطلقًا، وجّوزوا حلق شيءٍ منهما بالموس، لأنَّ النمص المحرم هو نتف شيءٍ من الحاجبين، أما حلق شيءٍ منهما بالموس أو الشفرة فليس محرمًا.
وأفتى بعض العلماء المعاصرين بأنه يجوز للفتاة عريضة الحاجبين بشكلٍ معيبٍ وخارجٍ عن المألوف، أن تهذّبهما وتعيدهما إلى شكلهما الطبيعي، وهذا رأيٌ وجيهٌ بسبب حاجة المرأة التي تعاني من عيبٍ في حاجبيها، (ولو كانت غير متزوجةٍ أو مخطوبةٍ)، إلى أن تزيل الشعرات الطائشة والمعيبة، لتعيد حاجبيها إلى أصل خلقتهما، دون أن تبالغ في ترقيقهما.
أما عن إزالة قفل (قَرن) الحاجبين فبعض النساء لديهنَّ قفلٌ في الحاجبين أو ما يسمى في اللغة ب (قَرن الحاجبين)، كما اختلف الفقهاء المعاصرون في حكم إزالة قفل الحاجبين، فذهب أغلبهم إلى أنَّ قفل الحاجبين جزءٌ من الحاجبين، وهو يأخذ حكمهما في جواز النمص أو حرمته.