روحت للدكتور من يومين وحكيتله الأعراض اللي بتجيلي يوميا اللي منها الدوخة الشديدة والدوران وضيق التنفس وإني فجأه بتقل جدا، بعد ما الدكتور أخد بياناتي وسمعني قولتله أنا كده عندي إيه يا دكتور ؟! قالي عندك طفلين ف ممسوح بيكي الأرض بس .. بصتله بدهشة رغم إني فعلا ممسوح بيا الأرض أنا وكل أم بتعمل (العادي) لولادها وقولتله بس دول طفلين مش ١٠ قالي ما طفلين في الزمن ده ب ١٠ أيام زمان. أنتم دلوقتي عايشين في جو كله تلوث في المايه والهوا والأكل صحتكم مالهاش علاقة بصحة الناس زمان طبيعي مع مسؤولية وخدمة وتربية أطفال أنك بعد الطفل التاني تحسي بكده. وبدأ يكتب فيتامينات ومقويات ويسترسل في المقارنة وأن أمهات دلوقتي كلها تعبانه وأنا سرحت في اللي بنسمعه من أمهات الأجيال اللي قبلنا (معظمهم) طول الوقت بيحسسونا قد إيه احنا بنتدلع وقد إيه احنا عندنا كل الرفاهيات دي وبنشتكي ازاي.
ده احنا كنا بنغسل علي الغسالات القديمة ده أنتم كل حاجه سهلة مكنسة غسالة أطباق حد بينضفلكو حد بيساعدكم احنا كنا بنعمل كل ده ومعانا ٥ و٦ و ٧ وأنتم طفلين وعاملين كده ! طول الوقت بيحسسونا أننا مقصرين وأنهم كانوا بيعملوا أضعاف شغلنا دون كلل أو ملل. جيل التمانينات والتسعينات أنتم أمهات زي الفل أنتم بتشتكوا من أمراض ما فوق الخمسين من ضهر وركب وضغط ومشاكل معدة وغيره ورغم ده صامدين وشايلين المسؤولية وبالعكس بتزودوا مسؤليتكم بإصراركم علي التمارين للولاد والكورسات وتنمية هوايتهم وغيره وغيره وطول الوقت عايزين ولادكم في أحسن حال رغم الإرهاق والتعب. التربية زمان كانت هينه عن دلوقتي وده مش معناه أن زمان متعبوش بالعكس تعبوا جدا وكان أولادهم قبل أي شيء بس حاليا كل حاجة حواليك ضد انك تطلع طفل سليم سوي وكمية المخاطر اللي طول الوقت بتحاصر ولادنا وبنحاول نحميهم منها حرب نفسية الأمهات بتعيشها يوميًا وحمل ذهني بجانب المجهود البدني مينفعش فوق كل ده حد يحسسك بالتقصير أو أنك "بتدلعي" وأن الموضوع أبسط من كده ويخليكي تجلدي نفسك أنك معندكيش قوة تحمل ومش منظمه يومك وكل الكلام اللي بنسمعه متسمعوش لأي حد بيقلل من اللي بتعمليه ومتخليش حد يحسسك أنك "بتعملي إيه زياده عن أي أم" لأن حقيقه الأمر كل اللي شايل مسؤولية تربية ورعاية في الزمن ده ممسوح بيها الارض.