إلواد إلمان.. داعية «السلام» في الصومال تواصل مشوار العائلة
أينما توجد المرأة، توجد الإرادة والصمود والتحدى، خاصة إذا كانت تعيش فى مجتمع محاط بظروف استثنائية كالحروب، وهنا تظهر نماذج نسائية مشرفة، تضع اسمها على قوائم التقدير، وهو حال إلواد إمان، الناشطة الصومالية الكندية.
ولدت إلواد إلمان على أحمد، في العاصمة الصومالية مقديشو، لأبوين شاركا في العمل الإنساني والدعوة إلى السلام، مع ثلاث شقيقات أخريات.
إلواد، هى ابنة لناشط السلام البارز الراحل إلمان علي أحمد، الذي لقب بـ"والد السلام" في عام 1999 في مقديشو، وقُتل بعد حرب التسعينيات وبداية الألفية الثانية في الصومال، بسبب نشاطه المتمثل في إعادة تأهيل الشباب والدعوة للسلام، وكان اهتمامه في إسقاط السلاح وعودة الأطفال إلى المدارس بعد سنوات الصراع.
كما لقيت أختها الناشطة الصومالية إلماس إلمان، مصرعها أيضا إثر إصابتها برصاصة "طائشة" داخل مجمع حلني في العاصمة الصومالية مقديشو، في حين حصلت مع والدتها وشقيقاتها على حق اللجوء إلى كندا.
عادت إلواد إلمان إلى الصومال عام 2010، وهي في الـ19 من عمرها، وواصلت عمل والدها في مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة، وسعت لإحلال السلام في البلاد، وواصلت القيادية الشابة مشوار والدها، فتصدرت عملية صنع السلام في الصومال، وكان لها ثقل دولي في مجال إنهاء الصراع والمصالحة بين المجتمعات المحلية، كما أنها ناشطة اجتماعية عملت في مركز إلمان للسلام وحقوق الإنسان في مقديشو إلى جانب والدتها فرتون آدم، مؤسسة المنظمة غير الحكومية، فانتقلت إلى الصومال من كندا في عام 2010 للالتحاق بوالدتها لمواصلة مسار الدفاع عن السلام في البلاد من خلال دعم الفئات الضعيفة المتضررة من الحرب الأهلية التي استمرت أكثر من عقدين.
تدير إلواد إلمان البرامج في منظمة "إيلمان بيس" التي أسسها والدها لمناصرة قضايا تجنيد الأطفال والنساء المستضعفات والمنشقين من الجماعات المتطرفة في الصومال، وعملت فى العديد من المنظمات الدولية، كما تولت منصب مستشارة الأمين العام لـ "الأمم المتحدة"، وساهمت فى إعداد برنامج عمل الشباب لمكافحة التطرف العنيف، إلى جانب عملها كمديرة للبرامج والتنمية فى مركز إلمان للسلام وحقوق الانسان، الذى يساهم فى عملية صنع السلام فى الصومال وإنهاء الصراع والمصالحة بين المجتمعات المحلية.
من أهم الإنجازات التي حققتها إلمان في الصومال، تأسيس أول مركز لمساعدة ضحايا الاغتصاب، ويسعى المركز لإعادة تأهيل الناجيات من الإساءة والعنف القائمين على أساس النوع الاجتماعي، وفي عام 2013 ظهرت في الفيلم الوثائقي "من خلال النار"، وفي العام الذي يليه شاركت في فيلم "مباشر من مقديشيو"، وكذلك تقلدت وسام زمالة البيت الأبيض الرائدة للقيادات الإفريقية الشابة، واختيرت سفيرة للشباب الصومالي، مما وضعها على قائمة أكثر مئة سيدة مؤثرة في أفريقيا.
وعام 2015 دعيت إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، للمشاركة في مناقشة حماية المدنيين، وكانت هذه المرة الأولى التي يتم فيها دعوة ممثلين بالنيابة عن المجتمع المدني للتحدث حول هذه القضية، وشاركت في كتابة برنامج عمل الشباب بشان مكافحة التطرف والعنف، والذي ورد ذكره في قرار مجلس الأمن بشأن الشباب والسلام والأمن، وعيّنت عام 2016 مستشارة في شؤون الشباب في الأمم المتحدة.
حصلت على عدّة جوائز سابقة، بينها جائزة شباب إفريقيا لعام 2016، وتم إدراج اسمها ضمن قائمة مختصرة نشرها معهد أوسلو للسلام في النرويج، وكانت ابرز للمرشحين للحصول على جائزة نوبل للسلام عام 2019، وجاءت ايضا ضمن أكثر 100 شخص تأثيرا فى إفريقيا فى عام 2019،تم إختيارها ضمن قائمة الـ " بى بى سى "، لأكثر100 إمرأة ملهمة ومؤثرة لعام 2020.