لُقبت بـ«قاهرة الأزمات».. «جاسيندا» أصغر رئيسة وزراء في العالم
السبت 30/يناير/2021 - 08:38 م
ساندي جرجس
ذاع صيتها في الآونة الأخيرة على الساحة السياسية بكونها أصغر رئيسة وزراء في العالم، فهي من النساء اللاتي حققن نجاحًا ساحقًا في المجال السياسي، وكسبن تأييدًا شعبيًا بسبب المواقف الإيجابية والتاريخ المشرف.. هكذا هى جاسيندا أرديرن، رئيسة الوزراء النيوزيلندية، والتي تعد أصغر رئيسة وزراء في العالم.
حققت جاسيندا، فوزًا ساحقًا في الانتخابات التشريعية في البلاد، في أكتوبر الماضي، بعد نجاح حزب العمال، الذي تنتمي إليه في تحقيق أغلبية ساحقة، حيث أصبحت تلك هي المرة الأولى منذ نحو ربع قرن، التي ينجح خلالها حزب في الحصول على الأغلبية المطلقة، وتشكيل الحكومة منفردًا دون الإنخراط في ائتلاف حاكم.
ولكن من هي جاسيندا أرديرن التي تتمتع بكل هذه القوة في السيطرة على حكم نيوزلندا وكسب الشعب في صفها؟.
لُقبت جاسيندا أرديرن بـ"قاهرة الأزمات"، وذلك نظرًا لتاريخها المشرف في حكم نيوزلندا وتخطي العديد من الأزمات بنجاح وجدارة.
ومن أبرز هذه الأزمات حادثة "مذبحة مسجد النور" في مدينة كرايستشرش في 15 مارس 2019، التي لم ينساها العالم حتى الآن والتي أثرت في قلوب الجميع، حينما أقدم متطرف أسترالي على قتل 50 مصليًا أثناء صلاة الجمعة.
وكانت تلك هى أولى الأزمات التي تعاملت معها جاسيندا بشكل مذهل وقوي وحاسم أثار ضجة في العالم كله مما جعل الناس يطلقون عليها "صديقة المسلمين"، وأصبح لها محبين في كل مكان بالعالم.
وتعاملت "أرديرن" مع الأزمة بصورة مثاليةٍ، ونجحت في امتصاص أي غضب عند الشعب، فكان يمكن أن يتفاقم الوضع والغضب في البلاد حتى يصل الأمر إلى التطرف، ولكنها اكتسبت بمواقفها الإنسانية حيال الأزمة شهرة واسعة وتضامنا في كثير من بلدان العالم الإسلامي.
وتصدرت صور أرديرن الصفحات الأولى في العديد من الصحف العربية، حيث أبرزت تعاملها مع الأزمة، مثل زيارتها لأهالي الضحايا ومواساتها لهم، ومخاطبتها لهم بلغتهم.
وكذلك وعدها بعدم ذكر اسم مرتكب الجريمة أبدًا، كما أمرت برفع الآذان على نطاق البلاد كل يوم جمعة، كما تعهدت أرديرن بتعديل القوانين الخاصة بحيازة وامتلاك السلاح بعد الهجوم على المسجدين تجنبًا لتكرار هذه المأساة.
وأشاد أيضًا بعض الكتاب العرب بالدور الذي قامت به رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أردرن، من حيث إدانتها الفورية للحادث على أنه إرهاب، وأسلوب تعاملها مع المجتمع المسلم في بلدها.
وقالت الصحف العربية عن جاسيندا في تلك الفترة: "إن مواقفها أظهرت شعورها الإنساني المحض، والقيادي المتميز، سواء في ملامحها، ولغة جسدها تحركا ومواساة، وحزنًا وفجيعة وخجلًا ومشاركة، ونزولًا للميدان أو في خطابها، وتصريحاتها خاصة للمسلمين، ولعامة المجتمع الدولي تعبيرًا ناطقًا حاسمًا لدورها القيادي، ولحضورها الفوري، وللغة خطابها المسؤول".
وتولت جاسيندا أرديرن، البالغة من العمر 40 عامًا، رئاسة الوزراء في نيوزيلندا في عام 2017، بينما كانت هذه السنوات مليئة بالعديد من الأزمات في حكم نيوزيلندا، ولكنها نجحت في التغلب عليها، وكانت أخر الأزمات هي جائحة كورونا.
وبدأت جاسيندا طريقها السياسي في عام 2008، عندما تم انتخابها كعضوا في مجلس النواب النيوزيلندي، حيث تم انتخابها بالإجماع للحصول على منصب نائبة زعيم حزب العمل عقب استقالة أنيت كينج، الذي كان ينوي التقاعد في الانتخابات الموالية.
وعملت "جاسيندا" زعيمة للمعارضة في نيوزيلندا عند انتخابها كرئيسة لحزب العمال، وأصبحت بذلك ثاني امرأة في تاريخ الحزب تتولى هذا المنصب بعد هيلين كلارك. وفي عام 2020 نجحت جاسيندا في الحصول على ولاية ثانية كرئيسة وزراء في نيوزيلندا بعد ثلاثة سنوات من عملها في منصبها وتاريخ حافل بالإنجازات والمواقف الصارمة.