الأربعاء 26 يونيو 2024 الموافق 20 ذو الحجة 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

ما حكم إطعام غير المسلمين من الأضحية؟ «الإفتاء تُجيب»

الأحد 19/مايو/2024 - 06:00 م
هير نيوز

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية ، عبر موقعها الرسمي ، جاء نصه: "ما حكم إطعام غير المسلم من لحم الأضحية؟ حيث اعتاد والدي كل عام في عيد الأضحى أن يهدي جارنا غير المسلم شيئًا من لحم الأضحية، وظل على ذلك إلى وقتنا الحالي، ثم اعترض عليه بعض الناس بعدم جواز إطعام غير المسلمين من الأضحية، فما حكم الشرع في هذه المسألة؟ ".

وتعرض "هير نيوز"  تفاصيل الإجابة على هذه الفتوى لتوضيح رأى الشرع والدين فى هذا الأمر ، وذلك من خلال السطور التالية..


ما حكم إطعام غير المسلمين من الأضحية؟





قالت دار الإفتاء إن إطعام غير المسلم من الأضحية أمر جائز شرعا على وجه الاستحباب، لأنه من البر الذي أمر به الشرع ويعتبر من ضمن حقوق الجار على جاره والذي يولد التآلف والتأخي فيما بينهم وبث الروح الوطنية وحسن العشرة والجيرة.

وأشارت الدار أيضا أن الشرع حث على كل عمل يوطد العلاقات بين الناس وبعضهم منهم التهادي والتواد بغض النظر عن دين أو جنس أو لون وبذلك فإن إهداء غير المسلم من الأضحية أمر ثبت مشروعيته بالكتاب والسنة واشتهر به الصحابة رضوان الله عليه.


اقرأ أيضاً..


أما ما رواه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه: أنه رأى حلة سيراء تباع عند باب المسجد، فقال: يا رسول الله لو اشتريت هذا ليوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة، قال: فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد منها بحلل فكساني منها حلة فقال: يا رسول الله كسوتنيها وقد قلت فيها ما قلت؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: لم أكسكها لتلبسها إنما كسوتكها لتكسوها أو لتبيعها، فكساها عمر أخا له من أمه مشركا، رواه البخاري ومسلم والنسائي واللفظ له.

وقال النووي: في هذا دليل لجواز الهدية إلى الكفار، وفيه جواز إهداء ثياب الحرير إلى الرجال، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم ذلك إلى عمر وعلي وأسامة ـ رضي الله عنهم ـ ولا يلزم منه إباحة لبسها لهم، بل صرح صلى الله عليه وسلم بأنه إنما أعطاه لينتفع بها بغير اللبس، والمذهب الصحيح الذي عليه المحققون والأكثرون: أن الكفار مخاطبون بفروع الشرع، فيحرم عليهم الحرير كما يحرم على المسلمين. اهـ.




ويدل على ذلك قوله تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الممتحنة / 8..

وعَنْ مُجَاهِدٍ: "أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ذُبِحَتْ لَهُ شَاةٌ فِي أَهْلِهِ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: أَهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ؟، أَهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ) رواه الترمذي (1943) وصححه الألباني.


 قال ابن قدامة: "وَيَجُوزُ أَنْ يُطْعِمَ مِنْهَا كَافِرًا؛ لِأَنَّهُ صَدَقَةُ تَطَوُّعٍ، فَجَازَ إطْعَامُهَا الذِّمِّيَّ وَالْأَسِيرَ، كَسَائِرِ صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ". انتهى من "المغني" (9/450).

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: "الكافر الذي ليس بيننا وبينه حرب، كالمستأمن أو المعاهد: يعطى من الأضحية، ومن الصدقة، انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (18/ 48).

ومنه فإنه لا حرج من إطعام غير المسلم من الأضحية وإعطاؤه لحم الأضحية من البر الذي أذن الله لنا به.

اقرأ أيضاً..

هل يجوز إهداء ثواب قراءة القرآن لأكثر من ميت ؟ أمين الفتوى يُجيب (فيديو)

ads