ما حكم ذبح الأضاحي وترك مخلفاتها في الطرقات؟ «الإفتاء تُجيب»
الجمعة 17/مايو/2024 - 05:01 م
أيه عدلى
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية ، عبر موقعها الرسمي ، جاء نصه : "ما حكم ذبح الأضاحي في الشوارع وترك مخلفاتها في الطرقات وعدم القيام بتنظيف هذا؟".
وتعرض "هير نيوز" تفاصيل الإجابة على هذه الفتوى لتوضيح رأى الشرع والدين فى هذا الأمر ، وذلك من خلال السطور التالية..
ما حكم ذبح الأضاحي وترك مخلفاتها في الطرقات؟
أجابت دار الإفتاء ، على ذلك السؤال كالتالى : إن هذا العمل يعتبر من السيئات العظام، لأنه فيه إيذاء للناس والمارة، فقد قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ الأحزاب: 58
وأشارت أيضا أن من يفعل مثل هذه الأمور يبتعد عن أخلاق المسلمين فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما رواه عنه عديدٌ من الصحابة رضيَ اللهُ عنهم": المُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِه" رواه الشيخان وغيرهما.
ونهى الإسلام عن مثل هذه الأشياء لأن الدم المسفوح نجس بنص الكتاب ويعرض الناس لإصابة بمخاطر عديدة، كما ورد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى فيه عن ذلك " عن أبي برزة رضي الله تعالى عنه قال: قلت: يا نبيَّ اللهِ، عَلِّمنِي شيئًا أَنتَفِعُ به، قال": اعزِلِ الأَذى عن طَرِيقِ المُسلِمِينَ".
إقرأ أيضاً..
ما حكم إماطة الأذى عن الطريق
وإماطة الأذى عن الطريق سنة مستحبة وتكون أحيانا واجبة، كما جاء في طرح التثريب: أن المراد بإماطة الأذى عن الطريق إزالة ما يؤذي المارة من مجرد شوك وكذا قطع الأشجار من الأماكن الوعرة، ومن ذلك ما يرتفع إلى درجة الوجوب كالبئر التي في وسط الطريق ويخشى أن يسقط فيها الأعمى والصغير والدابة، فإنه يجب طمسها، أو التحوط عليها وإن لم يضر ذلك بالمارة.
قال الحافظ العراقي في "طرح التثريب في شرح التقريب" (2/ 304، ط. دار إحياء التراث العربي): [المراد بإماطة الأذى عن الطريق إزالة ما يؤذي المارة من حجر أو شوك، وكذا قطع الأحجار من الأماكن الوعرة كما يفعل في طريق، وكذا كَنْسُ الطريق من التراب الذي يتأذى به المار وردم ما فيه من حفرة أو وَهْدَةٍ وقطع شجرة تكون في الطريق، وفي معناه توسيع الطرق التي تضيق على المارة وإقامة من يبيع أو يشتري في وسط الطرق العامة] اهـ.
وقال الإمام النووي في "شرح مسلم" (2/ 6، ط. دار إحياء التراث العربي-بيروت): [والمراد بالأذى كل ما يؤذي من حجر أو مدر أو شوك أو غيره] اهـ.
ويقول الإمام ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (5/ 114، ط. دار المعرفة): [ومعنى كون الإماطة صدقة: أنه تسبب إلى سلامة مَن يمرّ به من الأذى، فكأنه تصدَّق عليه بذلك، فحصل له أجر الصدقة] اهـ.
وجاء في مجمع البحوث الإسلامية ذكر الأحاديث الواردة عن إماطة الأذى، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة منكم إلا رحيم قالوا يا رسول الله كلنا رحيم قال ليس رحمة أحدكم نفسه وأهل بيته حتى يرحم الناس".
ففضل إماطة الأذى عن الطريق، فضل عظيم كما ورد في السنة النبوية الشريفة منها:
1- أنها من أسباب دخول الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ، فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ» رواه مسلم.
2- أنها سبب لمغرفة الذنوب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له» رواه مسلم.
3- أنها من الإيمان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ - شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ». رواه مسلم.
4- إماطة الأذى عن الطريقة صدقة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ» رواه البخاري ومسلم.
5- أنها شعبة من شعب الإيمان، كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ - شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ".
إقرأ أيضاً..
هل الخروج من الطواف من أجل الوضوء يؤثر على عدد الأشواط؟ «الإفتاء تُجيب»