صلاة
الجمعة واجبة على كل مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ ذَكَرٍ مقيمٍ صحيحٍ، فلا تجب على
الصبي، ولا المرأة، ولا المسافر، ولا المريض، وعلى هذا اتفاق فقهاء المذاهب
الأربعة. وقد شرع لها الاغتسال فما هو أفضل وقت للاغتسال يوم الجمعة وهل يأثم تاركههذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية
حكمة الاغتسال يوم الجمعة
شُرِع في الجمعة الظهور بالـمَظْهَر الحَسَن الذي يستدعي الاغتسال
والتطيب، حتى لا يتأذَّى الناس من بعضهم برائحةٍ كريهة
آراء الفقهاء في غسل الجمعة
اتفق فقهاء
المذاهب الأربعة أيضًا على أنَّ درجة هذه المشروعية من حيث الأصل هي
السُّنَّة والاستحباب، وليس الوجوب؛
بينما ذهب إلى القول بوجوب غُسْل الجمعة: الظاهرية، وهو رواية عن الإمام أحمد، ومروي أيضًا عن بعض السَّلَف.
قال العلامة ابن قدامة المقدسي في "المغني" (2/ 256): [قال ابن عبد البر:
أجمع علماء المسلمين قديمًا وحديثًا على أن غُسْل الجمعة ليس بفرض واجب.
وحكي عن أحمد رواية أخرى أنَّه واجب، وروي ذلك عن أبي هريرة، وعمرو بن سليم
رضي الله عنهما، وَقَاوَلَ عمار بن ياسر رضي الله عنه رجلًا، فقال عمار:
أنا إذًا أَشَرُّ ممَّن لا يغتسل يوم الجمعة] اهـ.
أدلة سنية الاغنسال يوم الجمعة
وردت عدة أحاديث نبوية تؤكد سنية الغُسْل لصلاة الجمعة منها:
ما
رواه الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى
الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ
أَتَى الْجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ
وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ».قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (6/ 146، ط. دار إحياء التراث العربي): [فيه فضيلة الغُسْل وأنه ليس بواجب] اهـ.
ومنها ما رواه الإمام النسائي والترمذي في "سننيهما" عن سمرة بن جندب رضي
الله عنه أَنَّ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ
تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنِ اغْتَسَلَ
فَالْغُسْلُ أَفْضَلُ».
رأي الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز في الاغتسال يوم الجمعة
غسل الجمعة سنة مؤكدة للرجال؛ لقول النبي ﷺ:
غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم وأن يستاك ويتطيب وقوله ﷺ:
من راح إلى الجمعة فليغتسل في أحاديث أخرى كثيرة، وليس بواجب الوجوب الذي يأثم من تركه، ولكنه واجب بمعنى: أنه متأكد؛ لهذا الحديث الصحيح،
ولقوله ﷺ: من
توضأ يوم الجمعة ثم أتى المسجد فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من
خطبته غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام وقوله ﷺ: من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل.
وبذلك يعلم أن قوله ﷺ: واجب ليس معناه
الفرضية، وإنما هو بمعنى: المتأكد، كما تقول العرب في لغتها: حقك علي واجب،
والمعنى: متأكد، جمعًا بين الأحاديث الواردة في ذلك؛ ومن اغتسل عن الجنابة
يوم الجمعة كفاه ذلك عن غسل الجمعة، والأفضل أن ينوي بهما جميعًا حين
الغسل.
أفضل أوقات الغسل يوم الجمعة
وقت الاغتسال يوم الجمعة يبدأ من بعد طلوع الفجر، قال ابن قدامة في المغني: وقت غسل الجمعة بعد طلوع الفجر، فمن اغتسل بعد ذلك أجزأه وإن اغتسل قبله لم يجزئه، وهذا قول مجاهد والحسن والنخعي والثوري والشافعي وإسحاق. انتهى. واشترط المالكية لصحة الغسل أن يكون متصلاً بالرواح
السنة يوم الجمعة غسل يوم الجمعة، والأفضل
عند الذهاب عند التوجه إلى المسجد، هذا هو الأفضل، وإذا اغتسل في أول
النهار؛ أجزأ، يوم الجمعة سنة مؤكدة،
وقال بعض أهل العلم بالوجوب، فينبغي
المحافظة على هذا الغسل يوم الجمعة في يوم الجمعة، والأفضل أن يكون عند
توجهه، وعند قصده الذهاب إلى الجمعة؛ لأن هذا أبلغ في النظافة، وأبلغ في
قطع الروائح الكريهة، مع العناية بالطيب، واللباس الحسن.
حُكْمُ الاغتسالِ بعد صلاةِ الجمعة
لا
تَحصُل سُنَّةُ الاغتِسالِ إلَّا قبلَ صلاةِ الجُمُعةِ؛ فلو اغتَسلَ بعدَ
الصلاةِ لم يكُن آتيًا بفضيلةِ الغُسْلِ المأمورِ به، وهذا باتِّفاق
المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة: الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة، وحُكي الإجماعُ على ذلك.
الأَدِلَّةُ مِنَ السُّنَّة:
1- عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((مَن اغتَسَلَ يومَ الجُمُعةِ غُسلَ الجنابة ، ثم راح في السَّاعةِ الأُولى، فكأنَّما قرَّب بَدنةً... ) قوله: (ثم راح) يدلُّ على أنه لا تَحصُل سُنَّةُ الاغتسالِ للجُمعةِ إلَّا قبلَ صلاةِ الجُمُعةِ
2- عنِ ابن عمر رَضِيَ اللهُ عنهما، أنَّه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ((مَن جاءَ مِنكُم الجُمُعةَ فلْيَغْتَسِلْ )