الثلاثاء 08 أكتوبر 2024 الموافق 05 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

صفاء قمرى.. عالمة النباتات التي أوقفت «انهيار الفول»

السبت 30/يناير/2021 - 10:59 ص
هير نيوز


دائمًا ما تكشف المخاطر والصعاب عن معادن الأشخاص، وعندما يتعلق الأمر بالتغلب على المستحيل، فإن الموضوع يعود لقدرات لا أشخاص، وهنا يتأكد للجميع أن مساهمات النساء مساوية لمساهمات الرجال، وقدمت الكثيرات من كل أنحاء العالم تضحيات كبيرة لمساعدة الآخرين، وفقدت أخريات حياتهن وهن يحاولن إحداث فرق من خلال ما يقمن به، خاصة فى عام استثنائى بسبب جائحة كورونا.

وتعد صفاء قمرى صاحبة السطور التالية واحدة منهن، فكانت أولى النساء السوريات في قائمة الـ BBC"، السنوية لأكثر 100 امرأة مؤثرة في العام 2020،، بوصفها عالمة متخصصة في علم الفيروسات النباتية.

صفاء محمد غسان قمري، ولدت فى ايكاردا، محطة تربل، زحلة، البقاع، لبنان، وهى عالمة متخصصة في علم الفيروسات النباتية، وتبحث عن علاجات للأوبئة التي تعبث بالمحاصيل الزراعية فسادًا.

أرادت في الأصل أن تكون طبيبةً بشريةً تعالج الناس، وليس النباتات، ولكن درجاتها التحصيلية حددت اختياراتها، وانتهى بها المطاف في كلية الزراعة، وفي أوائل الثمانينيات، كانت قلةٌ من السيدات يلتحقن بالجامعة في حلب، منهن عددٌ أقل يدرس الزراعة، وكانت إحداهن، وحصلت على بكالوريوس، كلية الزراعة، جامعة حلب، سوريا 1982 -1985.

ونالت درجات علمية متعددة، منها دبلوم وقاية نبات، كلية الزراعة، جامعة دمشق1990-1991، وحصلت أيضا على ماجستير وقاية النبات، كلية الزراعة، جامعة تشرين، اللاذقية، سوريا 1992-1994، وكان عن الفيروسات التي تنتقل بواسطة بذور العدس في سوريا: الانتشار، الخسائر الاقتصادية، الكشف، نسبة النقل بالبذور ومعاملة البذور بالحرارة كطريقة للمكافحة، أما فى عام 1996-2002، فنالت درجة الدكتوراه في وقاية النبات، كلية الزراعة، جامعة حلب، سورية. عنوان الأطروحة: دراسة الفيروسات المسببة للاصفرار التي تصيب المحاصيل البقولية الغذائية الشتوية.

وفي عامها الثالث بالجامعة، فتحت رحلة ميدانية تطويرية إلى "المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة" بحلب، ثم انضمت إلى المركز عقب التخرج، وتدرجت في السلم الوظيفي من اختصاصية فنية إلى عالمة فيروسات نباتية.

تقيم صفاء قمرى، الآن في لبنان، حيث ينقسم وقتها بين بحوث علم الفيروسات النباتية ورئاسة "المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)" (ICARDA)، ويتمحور عملها هناك على ضمان أن تكون البذور صحيةً وخاليةً من الأمراض وتتوافق مع المعايير الدولية المعمول بها لحماية النباتات، وينصب تركيز بحوثها في علم الأوبئة النباتية على المحاصيل الأساسية للأمن الغذائي العالمي.

أما عن خبراتها العلمية، ففى الفترة بين عامى 1987-2015، عملت في مجال الأمراض الفيروسية التي تصيب المحاصيل البقولية والحبوب لدى المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ايكاردا)، وعلمت على حصر الأمراض الفيروسية في منطقة وسط وغرب آسيا وشمال أفريقيا، والكشف عن الأمراض الفيروسية، المدى العوائلي، النقص في الانتاج، انتخاب أصناف مقاومة للفيروسات، نقل الفيروسات، المكافحة، الاختبارات السيرولوجية، إنتاج أمصال مضادة للكشف عن الأمراض الفيروسية التي تصيب المحاصيل البقولية والحبوب، ومنذ عام 2015 وحتى الان هى رئيسة مختبر صحة البذورالأمراض الفيروسية لدى المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ايكاردا).

وشغلت" صفاء"، عضوية عدد من اللجان العلمية والدولية، فهى عضوة فى المجلة العربية لوقاية النبات؛ مساعدة تحرير 1996-2003، رئيس تحرير مشارك 2003-حتى الآن، وكذلك عملت بالنشرة الإخبارية لوقاية النبات في البلدان العربية والشرق الأدنى،والتى تنشر بواسطة الجمعية العربية لوقاية النبات ومنظمة الأغذية العالمية (الفاو)؛ رئيسة لجنة التعريب في الجمعية العربية لوقاية النبات 2006-2009، وفى اتحاد علم أمراض النبات المتوسطي، رئيسة تحرير النشرة الاخبارية 2006-2009، وممثل غرب آسيا لمجموعة العمل الدولية لوبائيات الأمراض النبات الفيروسية 2007-2010، ثم ورئيسة لجنة المطبوعات في الجمعية العربية لوقاية النبات 2004-2009 و2017-2020.

أشرف على طلاب الدراسات العليا خلال الـ20 عاما الماضية، بينهم 8 طلاب ماجستير، و7 طلاب دكتوراه في مجال الأمراض الفيروسية، كما شاركت فى تدريب 300 باحث من دول مختلفة في منطقة وسط وغرب آسيا وشمال أفريقيا على مواضيع مختلفة في مجال الأمراض الفيروسية وصحة البذور.

لها العديد من الأبحاث العلمية والمقالات منذ 1987-2018، ومنها مقالات في مجلات محكمة 112 مقالة، وفي مجلات محلية 12 مقالة، وفي منشورات مؤتمرات علمية 13 مقالة، بالاضافة الى فصول في كتب علمية 8 فصول، وتدقيق وتأليف كتب علمية أو كتب ملخصات 9 كتب، واجادت فى الملخصات في مؤتمرات علمي 111 ملخصة.

خلال الموسم الزراعي 2010-2011، اكتشفت "صفاء" أصنافًا من نبات الفول مُحصّنة لمقاومة الفيروس، ويعد هذا الاكتشاف من أبرز إنجازاتها العلمية، حيث يُعتبر نبات الفول الطبق الأساسي في الأنظمة الغذائية بمختلِف أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومنذ أوائل تسعينيات القرن العشرين، كان فيروس اصفرار وموت الفول الذي تنقله الحشرات قد دمّر المحاصيل عبر أنحاء المنطقة، ما تسبب بضرر بالغ بسبل كسب الرزق للسكان ذوي الدخول المنخفضة، وزاد بشدّة من انعدام الأمن الغذائي.

وبعد استعادة البذور، واصلت بحوثها في تونس، وعملت في ظل ظروف صعبة، وتشتُّت أسرتها بين سوريا وتركيا وألمانيا، حتى توصلت في النهاية إلى تحصين النبات بمناعة مستقرة في عام 2015.

وقد كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، عن قائمتها السنوية لأكثر 100 امرأة مؤثرة في العام 2020، حيث ضمت القائمة اسم "صفاء قمري"، وكانت أولى النساء السوريات في القائمة، بوصفها عالمة متخصصة في علم الفيروسات النباتية، حيث تبحث عن علاجات للأوبئة التي تعبث بالمحاصيل الزراعية فسادًا، فقضت سنوات طويلة في اكتشاف فصائل نباتية مقاومة للفيروسات، ومنها فصيل من الفول بإمكانه مقاومة فيروس "السوس الأصفر FBNYV"، وبعد اكتشافها بذورًا تتمكن من ضمان الأمن الغذائي في بلدها سوريا، خاطرت بحياتها من أجل إنقاذ هذه البذور من مدينة حلب، وكان تكريمها ليس فقط عن إنقاذها البذور، بل عن مجمل بحوثها على مدار 20 عامًا لتطوير الصنف المقاوِم للفيروسات.

ads