الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

امرأة بمليون رجل.. رحلة كفاح أم بشار للوصول بابنيها إلى بر الأمان

الأربعاء 24/أبريل/2024 - 07:51 م
هير نيوز

لم تكن أم بشار تتخيل يوما أن أول فرحتها ومولود لها طفل من ذوي الهمم، وأية إعاقة! إنه مرض نادر بالنخاع الشوكي تسبب في إعاقة حركية والموت ينتظره في كل لحظة، تجربة شديدة القسوة على أهله، بل مريرة، وخاصة بالنسبة إلى أي أم، ولكن أراد الله سبحانه وتعالى أن تمر بهذا الاختبار الصعب.


 
واستطاعت أن تتحدى إعاقة "بشار"، وتنتصر عليها، وأن تتعامل معها بكل قوة وإرادة ومثابرة، وبفضل الكثير من الصبر أصبحت مثالاً للأمهات المكافحات الصابرات والتي أدى صبرها إلى أن يكون "بشار" ذو الستة عشر عاما، من المتفوقين دراسيًا، ومخترعًا صغيرًا، وبطلًا في السباحة ومؤخرًا صاحب المركز الأول في بطولة الترايثلون على مستوى الجمهورية "بارالمبيك".



تقول أم "بشار" لـ"هير نيوز" : " الجميع يقول لي إن "بشار" ابني محظوظ لأنني أمه ولكنني أقول بأنني محظوظة لأن "بشار" ابني، وأنا أشكر الله كثيراً لأنه أعطاني "بشار" واعتبره هدية من الخالق، مشيرة إلى أن البداية كانت صدمة كبيرة لها، وشعرت بالانكسار، وخاصة أن "بشار" أول فرحة لها، ولكن سرعان ما تقبلت الأمر وتعايشت مع الحالة، وبدأت رحلة المشوار الصعب، ومع ذلك لم تدخل كلمة معاق بيتها".



وأوضحت أم "بشار" أن نجلها "بشار" ولد مصاباً بمرض خروج السائل الشوكى بعيداً عن النخاع ما أحدث ضموراً فى أعصاب القدم السفلية سبب له إعاقة حركية، وأجرت له عملية وهو ابن 15 يوما إلا أن العملية نتج عنها ارتشاح فى المخ لا يزال يعيش به إلى الآن، ولكنها لم تستسلم، قررت أن تغير حياتها وحياة ابنها لجعله ناجحاً مهما كلف الأمر ليصبح فاعلاً ومنتجاً في المجتمع ويستطيع الاعتماد على نفسه، وبفضل من الله وكرمه المحنة صاحبتها منحة من الله عز وجل، حتى أصبح "بشار محمد رمضان" الصف الأول الثانوي بمدرسة شرم الشيخ الرسمية لغات التابعة لإدارة شرم الشيخ التعليمية يشار إليه بالبنان؛ لتحقيقه انجازات علمية ورياضية عن قرنائه من الأسوياء ليكون مثالًا للطفل النابغ، ومتحدي الإعاقة المثالي منذ نعومة أظافره، مؤكدة أن أعظم نجحاتها في الحياة هي" بشار" .

وتابعت: كما أكرمني الله بـ"عمار" الأخ الأصغر لـ"بشار" وهو ولله الحمد بصحة جيدة، في الصف الرابع الابتدائي بالمدرسة المصرية اليابانية، وهو أيضًا متفوق دراسيًا، وبطلًا في السباحة وهو السند والداعم لأخيه الأكبر "بشار"، واحنا الثلاثة بنكمل بعض، داعية المولى عز وجل ان يبارك فيهما وأن يحققا كل أحلامهما، لافتًا إلى أن "عمار" و"بشار" هما مكافئة المولى سبحانه وتعالى لها.

وأشارت أم بشار إلى أن نجلها "بشار" وحصل على عضوية شرفية من اللجنة العلمية بنقابة المهندسين بالسويس، والتحق بأكاديمية مواهب، تعلم فيها الروبوت واشترك في مسابقات عدة وفي احدى المسابقات كسب فريقه والمفروض كان يسافر ولاية كنتاكي بالولايات المتحدة؛ لكن لعدم توافر داعم تعذر السفر، مضيفة أن تكريمات "بشار" وجوائزه لا حصر لها ولكن من ابرزها منحه  درع  جامعة السويس؛  لمشاركته باسم جامعة الطفل في مهرجان افريقيا في عيون الفن،  وتكريمه لمشاركته في المعرض السادس الدولي للعلوم والابتكار مع زملائه من جامعة الطفل، وتكريم نقابة المهندسين من قبل المهندس طارق النبراوي، فضلًا عن جوائزة في السباحة على مستوى الجمهورية ومسابقة الخاصة بالتربية والتعليم ومنها المخترع الصغير وغيرها.

ads