«بهجة».. طالبات يقدمن عروضًا كوميدية تطوعية للأيتام وذوى الهمم

فتيات لم تتجاوز أعمارهن العقد الثاني بعد، جميعهن بمرحلة التعليم الجامعي، من كليات مختلفة، قررن تغيير مجرى حياتهن بعمل تطوعي هدفه إسعاد الآخرين وبث الفرحة في القلوب، ونجحن فى تكوين فرقة فنية كوميدية، أطلقن عليها اسم "بهجة" تقدم عروضا تطوعية ذات طابع كوميدي، للأطفال في عدد من دور الأيتام ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، دون الحصول على أي مقابل مادي، ويقدمن تلك العروض هذه الفترة عن بعد بسبب الاجراءات الاحترازية لفيروس كورونا.

وقالت سلمى الشامي، إحدى المتطوعات في الفريق، إن البداية كانت من مدرج كلية الآداب الذي شهد عرضا ارتجاليا لها ولعدد من زملائها، لم يكن أي منهم متفق على أي شيء لتقديمه إلا أن الموقف جعلهم يرتجلون ولاقى العرض إعجاب المدرج بأكمله، وانتشر وذاع صيتهم في الجامعة، حتى قرر الفريق تكرار العمل وتجويد عناصره ومشاهده وإجراء بعض التعديلات عليها، وانضم لهم عدد من الشباب والفتيات من كليات مختلفة.

وأضافت رانيا الصاوي، مسؤولة الاستعراضات في الفرقة، إن التسمية جاءت من فكرة الارتجال، أثناء العرض الأول لهم عندما قرر الشباب أن يختاروا الأعمال التي يقدمونها بشكل عشوائي وجميعها مبهجة، موضحة أن هدفهم الأول منها كان الضحك وإدخال البهجة، وفي نفس الوقت فتح قضايا هامة لمزج الضحك بالواقع، دون التطرق لنهاية القصة داخل أي عرض يقدموه، ولجأوا إلى العروض مفتوحة النهايات، وهو ما جعل عروضهم تلقى رواجًا كبيرًا.

وأشارت إلى أن الاتجاه إلى التمثيل المسرحي لم يكن مطروحا لدى أيًا من أعضاء الفريق، وهم في تزايد مستمر، إلا أن السمات الفنية غلبت على الجميع.

واتفقت معها ميادة أحمد طالبة الفرقة الأولى بكلية الآثار- وهي أصغر أعضاء الفريق سنًا- والتى أوضحت أنها كانت ترغب كثيرًا خلال دراستها بالمرحلة الثانوية في الإلتحاق بكلية الفنون الجميلة أو الفنون التطبيقية أو أي من الكليات التي تعتمد على العنصر الفني وخصوصًا الرسم، إلا أن الظروف لم تكن ملائمة لتحقيق الحلم، نظرًا لعدم اجتيازها اختبارات القدرات الخاصة بكلية الفنون الجميلة، ولم تكن تعلم أن لديها موهبة في التمثيل حتى جمعتها الصدفة بمصطفى شرف مهندس ديكور الفرقة الذي أخبرها بالفكرة، وبدأت الاستعداد وتفاجئ الجميع بموهبتها.