«اختلاط الأنساب» يضع الحقن المجهرى فى قفص الاتهام ..والأطباء :«عارفين ربنا»
مواطنون: نسعى لاختيار مراكز موثوق فيها.. ونتحرى عنها جيدًا
أطباء: لدينا وزاع ديني قوي يمنع حدوث أى أخطاء.. ونتابع الحالات بدقة
الجميع يحلم بطفل بعد الزواج، ليملأ الدنيا سعادة فى البيت، والبعض ممن لم يرزقه الله يسعى بكل الطرق، للأخذ بالأسباب، ليحظى الأبوين بكلمتى "بابا" و"ماما"، وفى هذا السبيل قد يضطر بعض الأزواج لإجراء عمليات الحقن المجهرى باعتبارها أحد أبرز الوسائل الطبية التى تحقق نتائج جيدة ضد موانع الإنجاب.
لكن هناك أسئلة كثيرة تحيط بهذه العملية، وخاصة بعد انتشارها بصورة كبيرة جدا، وتتضمن الأسئلة: ما هى طبيعة العمل داخل مراكز التلقيح المجهري، وهل يوجد جهة عليا للإشراف عليها، أو قانون منظم للعمل بداخل هذه المراكز وما الإجراءات الاحترازية التي يتم اتخاذها لضمان عدم اختلاط الانساب بداخلها، ولماذا يوجد تفاوت في أسعار هذه العمليات من مكان لآخر برغم أن الخدمة واحدة، ولماذا تفشل هذه الخدمة في كثير من الأحيان، برغم اتباع الزوجين جميع التعليمات المطلوبة منهما، أسئلة واستفسارات كثيرة تدور في ذهن الزوجة باستمرار حول عملية الحقن المجهري نفسها، تسعى "هير نيوز" للإجابة عنها فى هذ التحقيق، ولعل أبرزها ما الضمان لعدم اختلاط الأنساب.
أسئلة محيرة
انتقدت للياء مؤمن، حالة، التي أجرت عمليتي حقن مجهري دون جدوى، رغم ارتفاع الأسعار، الذي اضطرها لبيع كل ما تملك لإجرائهما، وقالت: لو الحقن المجهري سعره متوسط وغير مرتفع التكاليف، لقررت إجراء عملية ثالثة، متساءلة عن السبب وراء ارتفاع هذه العمليات بهذا الشكل الجنوني؟
أما محمود رمضان، فأوضح أنه أجرى عملية التلقيح المجهري 3 مرات وفي المرة الثالثة وفقه الله، وأنجب 3 أبناء دفعة واحدة ولدين وبنت، ولكن اضطره ارتفاع أسعار هذه العمليات إلى بيع بعض الأملاك لديه، إلى جانب مساعدة والده.
وتساءل رمضان ما مصير الحيوانات المتبقية من الزوج والبويضات المتبقية من الزوجة بعد إجراء العملية.
وأكدت شيماء عبدالمحسن، أن لديها عامل بالمدرسة التي تعمل بها، لا يملك من حطام الدنيا شىء، ولكنه يسأل جميع من حوله، وبعد يلبوا له النداء يقوم بتجميع الأموال ليجري بها عمليات الحقن المجهري وتفشل، لدرجة أنه أجراها 3 مرات بدون جدوى.
انتقلت "هيرنيوز" إلى بعض مراكز الحقن المجهري، والتقت بعدد من الأطباء هناك، لعلها تجد إجابة شافية لجميع هذه التساؤلات التى تدور في أذهان السيدات المترددة على هذه المراكز.
أسباب ارتفاع الحقن المجهرى
فمن جانبه، أرجع الدكتور هاني حسن كامل أستاذ النساء والتوليد، ارتفاع أسعار الحقن المجهرى وتقنيات الإخصاب المساعد نسبيا نظرا لارتفاع أسعار الأدوية المستخدمة فهي هرمونات طبيعية مصنعة بتقنية عالية جدا، لافتة إلى أن المريضة تحتاج لما يقرب من 20 إلى 30 جرعة حقن ويتراوح سعر الواحدة من 200: 300 جنيه.
وأضاف أستاذ النساء والتوليد: هذا بالإضافة إلى أجر المراكز التي تتعامل بهذه التقنية فقد يصل سعر المركز من 7 آلاف إلى 15 ألف جنيه حسب خبرة واسم المكان وأيضا تكلفة التحاليل الهرمونية وإجراءات التخدير وحفظ البويضات والأجنه ولو احتاجت السيدة لعمل منظار رحمى أو بطني بالطبع ستزيد التكلفه ونسبه نجاح الإخصاب المصاعد قد يصل الي ٤٥٪ في أفضل الأماكن بالعالم وهذا يعنى ان هناك حوالي ٥٥٪ قد يحدث عدم تخصيب أو حمل وبالتالي قد يتكرر ما حدث مسبقا بنفس التكلفة.
ويتفق معه الدكتور أحمد رمضان أخصائي النساء والتوليد، فى أن السبب في ارتفاع تكاليف الحقن المجهري، هو أن الأجهزة الخاصة به والكيماويات المستخدمة وكذلك أدوية التنشيط غالية جدا.
ضمانة عدم اختلاط الأنساب
وقال أخصائي النساء أن مراكز الحقن المجهري تابعة لوزارة الصحة، وهي الجهة المنوطة بالإشراف على هذه المراكز ومتابعتها، وتشن حملات تفتيش باستمرار لمتابعتها، ولكن الضمان الأكبر هو ثقة الحالات في المركز والطبيب نفسه، فضلا على أن الدكاترة والأطباء أنفسهم ينتموا إلى مجتمع شرقي ولديهم وزاع ديني قوي يمنعهم من ارتكاب أي أخطاء فادحة مثل اختلاط الأنساب.
ولفت أخصائي النساء إلى أن المراكز تتحرى الدقة في كل أعمالها، ومثلما تخشى الحالات على نفسها من اختلاط الأنساب، فأن هذه المراكز تخشى أيضًا من غش الحالات وتعمل له ألف حساب، لأن توجد حالات تتعمد الغش والتزوير، مثل رجل ليس لديه حيوانات منوية، ويحضر سائل منوي من شقيقه، وسيدة ليس لديها ترحم، وتريد زرع الأجنة في رحم شقيقتها.
السنجل مازر تشعل الأزمة
وتابع أخصائي النساء إلى أن هذا المجال يشهد باستمرار طرق جديدة في الغش والتزوير، والجديد هو قيام بعض الآنسات اللاتي يرغبن في حدوث حمل برغم عدم زواجهن، وتبحث عن رجل يبيع لها حيواناته المنوية، وهو ما يطلق عليه "السنجل مازر"،وهذه المراكز تقوم بالتدقيق الشديد وتحري الدقة لكشف ألاعيب هذه الحالات، وإبعادها عن المراكز بكل ما أوتيت من قوة.
وعن مصير البويضات والحيوانات المنوية المتبقية، بعد عمليات التلقيح، لفت أخصائي النساء إلى أنه يتم إعدامها بناء على موافقة المريضة.
سبب آخر لارتفاع التكلفة
في حين أن الدكتورة وفاء عبدالجليل، استشاري النساء والتوليد، كان لها رأى آخر في السبب في ارتفاع عمليات الحقن المجهري، حيث ارجعته إلى التفاوت في تقديم الخدمة نابع من مكان تلقى الخدمة نفسها، هل في مكان راقي، أو في مكان شعبي، وراجع أيضًا إلى نوع الأجهزة المستخدمة، فبعض الأطباء يستخدم أجهزة غالية جدًا والبعض الآخر يستخدم أدوية منخفضة التكاليف.
ولفتت استشاري النساء إلى أن السبب وراء ارتفاع تكاليف الحقن المجهري، قد يكون احتياج بعض الحالات إلى نوعًا آخر من التلقيح، وهو تلقيح النواة نفسها، وهذا النوع من التلقيح مكلف جدًا.
وأوضحت استشاري النساء، أن السبب فى نجاح بعض الحالات وفشل أخرى هو إرادة الله سبحانه، التي تأتى فوق كل شيء، وما الدكاترة والأطباء مهما كانوا على درجات عالية من العلم إلا سبب.