بقلم علي الشريمي: حين يحول شبابنا الحوادث لقصص ملهمة
نحن أفضل بكثير مما يتصور ويُصوّر البعض عن شباب هذا الجيل الذي غالبًا ما يتحدث عنه أنه يميل إلى التفاهة، لقد أصبح نظرة مجتمعاتنا إلى شبابنا أنهم يميلون كثيرًا خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي إلى المحتويات الهابطة وغير الهادفة، في الواقع شبابنا ليسوا مجموعة من الأشخاص السلبيين، لكن بعض المحتويات المبتذلة من بعض شبابنا تعيدنا دائمًا إلى التركيز على صناعة التفاهة والتعميم في الحديث عن سلبية بعض شبابنا، منذ سنوات تغيرت نظرتي للشباب السعودي والشابات السعوديات 360 درجة، والأعمال البطولية التي يقومون بها وهنا أذكر ذلك الشاب السعودي قبل عشر سنوات المبتعث في كندا والذي أنقذ طفلًا كنديًا قبل دقائق من انفجار السيارة، وكذلك الممرضتان السعوديتان اللتان نجحتا في إعادة طفل للحياة عقب حادث مروري مروع أصيب خلاله بقية أفراد أسرته والممرضتان كانا يمران في الطريق ذاته من باب الصدفة، وأحداث السيول المتفرقة في المملكة وآخر هذه البطولات كان في بداية الشهر الفضيل وتحديدًا في محافظة الخرج جنوب منطقة الرياض وتضحية المواطن السعودي عبد الله مدلول العنزي الذي عرض نفسه لحادث سير كي يمنع مأساة كبرى بكثير عندما كان يقود سيارته. وأظهر الفيديو -الذي حقق انتشارًا واسعًا- ردة فعل العنزي حينما كان يقود سيارته في المسار الوسط ولمح طفلًا عمره نحو سنتين -اسمه معاذ صلاح العويذ- يقطع الطريق السريع، وحاول لفت انتباه سيارة مسرعة متجهة للاصطدام بالطفل، ولكن سائقها لم ينتبه. فما كان من العنزي إلا أن انعطف يسارًا ليضيق مسار السيارة القادمة ويخفف من سرعتها، ويحمي الطفل من الموت المحقق، فأعاق السيارة ونجح في إيقافها معرّضا نفسه لخطر حادث مروري. في الحقيقة لم أعد أستغرب قراءة أي خبر لعمل بطولي يقوم به أحد هؤلاء الشباب أو الشابات في وطننا العزيز لقد قاموا بأعمال إنقاذ بطولية تستحق الإعجاب والثناء والتخليد. هؤلاء الشباب الذين ننتقدهم بشكل فج ليل نهار بسبب ملابسهم وقصات شعورهم، هم بذرة صالحة ونواة طيبة. تحتاج فقط للتوجيه والإرشاد والرعاية وزرع الثقة في أنفسهم.. لكننا تعودنا أن ننظر دائما للبعد السلبي.
صادفت حادثًا مروريًا أمامي قبل أيام وفي غضون دقائق معدودة وإذا بشباب يوقفون سياراتهم يقومون بتعديل السيارة التي حصل فيها الحادث وإخراج المصاب.. كانوا عرضة لخطر محقق، لكنهم لم يفكروا بالعواقب. لذا، ينبغي علينا جميعًا الاعتزاز والاحترام لتلك الشخصيات الشجاعة والبطولية التي تجسد الصفات الحميدة للشباب السعودي. إن دعم وتشجيع هذه الجهود الإنسانية هو واجبنا كمجتمع لبناء مستقبل أفضل وأكثر تعاطفًا وتكافلًا. يفترض أن تعنى فعاليات رسمية سنوية وبرامج خاصة يكرم فيها كل الشخصيات البطولية ويتم دعمهم وتكريمهم من كل المؤسسات الحكومية أو الشركات الخاصة بهذه المواقف البطولية التي تجسد قيم النخوة والرجولة هؤلاء هم النماذج الواجب تقديمها للمجتمع، يجب الاهتمام بهم وتكريمهم.
علينا جميعًا الاعتزاز والاحترام لتلك الشخصيات التي تجسد الصفات الحميدة للشباب السعودي. ودعم وتشجيع هذه الجهود الإنسانية هو واجبنا كمجتمع لبناء مستقبل أفضل.
نقلا عن الوطن السعودية