خبراء علم نفس واجتماع: «عنتيلة المحلة» تكشف عورة التعليم في مصر
الخميس 28/يناير/2021 - 02:11 ص
شعبان حبشى
جددت قضية «عنتيلة المحلة»، فتح ملف العلاقات الجنسية المحرمة، المسكوت عنه، بالتزامن مع التردي الأخلاقي الذي بات ينهش في جسد المجتمع المصري، خلال السنوات الأخيرة.
انتشرت خلال الساعات الماضية أخبار عن امرأة من مدينة المحلة الكبرى اشتهرت إعلاميًا بـ"عنتيلة المحلة"، وهي طبيبة بيطرية تُدعى "إيناس أ."، 32 عامًا، متهمة بممارسة الزنا، وطالب زوجها "م.م" بإسقاط نسب طفله إليها.
واقعة «عنتيلة المحلة» تضاف إلى سجل كبير من القضايا، سقط فيه أبناء التعليم العالي، ولن تكون الأخيرة التي ستكتشف، فأرجع خبراء علم النفس والاجتماع الظاهرة إلى انحدار المستوى الثقافى رغم التعليم العالى، فـ«عنتيلة المحلة» طبيبة بيطرية، ومتزوجة منذ ثلاث سنوات، فدافع الجهل الذى يسهل الوقوع في الجريمة لا يمكن الاعتبار به، خاصة بعد انتشار العديد من القضايا المشابهة.
واتفق علماء النفس والاجتماع على أن التعليم العالي الذي تتلقاه الكثير من السيدات، لا يمنعهن من السقوط فى بحار الشهوات والعلاقات المحرمة.
المجتمع يحتاج تحليلًا نفسيًا
ومن جانبها، قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: إن واقعة عنتيلة المحلة، أمر مخيفً جدَا، ويكشف أن المجتمع المصري يتعرض إلى الكثير من الصدمات خلال هذه السنوات، فالحوادث غير طبيعية، وبالتالي تحتاج إلى تحليل نفسي جيد ودراستها اجتماعيًا وعقليًا لمعرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك.
وأضافت "خضر"، أنه لو صحت الوقائع التي تناولتها وسائل الإعلام عن تعامل هذه الطبيبة المتعلمة والتي أنفق عليها الكثير من الأموال للتعلم، وكانت لسنوات في كلية من كليات القمة، ومع ذلك انحدرت خُلقيًا بهذا الشكل فالسجن المُشدد والذي لا يقل عن 25 سنة هو النهاية الطبيعية حتى تكون عبرة لأمثالها.
وقف نشر الأفكار الغريبة
ودعت أستاذ علم الاجتماع إلى عودة الأخلاق والتدين ونشر القيم والحفاظ على القدوة ومواجهة نشر التفاهات في الإعلام والدراما أو نشر ثقافات غريبة على مجتمعنا العربي مثل: العري في البرامج أو البلطجة في الدراما والتعصب بالقبلية أو العائلة ، فالمجتمع المصرى بات فى حاجة ماسة لذلك.
وطالبت أستاذ علم الاجتماع، بضرورة إعادة النظر للبرامج الثقافية في القنوات الفضائية حيث تحولت إلى مكلمة وبدون هدف وبدون تثقيف، فالحقيقة أن الثقافة "وقعت ولم تقم منذ سنوات"، فكل ما يقدم في الكثير من البرامج هو التفاهات والسطحية ومتابعة ما يحدث في الغرب بدعوى مسايرة الحداثة وهذا أحد أهم أسباب الكارثة الأخلاقية.
أما الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسي، فأشار إلى أن المرحلة التي نعيشها حاليا تسمى فترة الانهيار الثقافي، ويندرج تحته الانهيار السلوكي والقيمي والديني مشيراً إلى أن كل شئ قد تغير بالنسبة للماضي.
تغير أخلاق السيدات
وقال "فرويز": "إن أخلاق السيدات تغيرت، فأصبح بينهن البلطجية ومن تتحرش بالرجال، ومن تغتصبهم، وكذلك من تقوم بتهديد الرجال الذين تربطها بهم علاقة من النوع المخل بالآداب".
وكشف استشارى الطب النفسي، الحالة الطبية لـ"عنتيلة المحلة" مشيرا إلى أن إضطراب الشخصية السيكوباتية هو السبب وراء إقبال السيدات خاصة، على ممارسة الحب والجنس مع العديد من الرجال، وتصوير ذلك ليصل إلى حد الاستعراض، مما يسبب حالة من اللامبالاة، وعدم وجود مشاعر، أو أحاسيس، مؤكداً أن الوضع الطبيعي للسيدات الخجولات، إطفاء الأنوار، عند ممارسة الحب مع زوجها.
وأوضح "فرويز" أن أغلب السيدات اللاتي يقمن بمثل تلك الأفعال، في الغالب متخفيات في الحجاب أثناء سيرهن في الشارع، وملتزمات بالزي الطويل، لأن العاهرة لن تسير في الطرقات، تشير إلى نفسها، متابعا: بعضهن يكتبن الأدعية خاصة أدعية الخميس، وذلك نتيجته الانهيار الثقافي الذي نعيشه.
وعن تصوير السيدات للفيديوهات الإباحية، قال "فرويز" إن له أسباب تتشابه مع الأسباب التي لدى الرجل، والتي من بينها، التهديد، والربح المادي من خلال عرض أجسادهن.
القادم أسوأ
وأشار استشارى الطب النفسى إلى أن ما يحدث الآن، يبشر بأن القادم أسوء، مؤكداً على أنه لا يمكننا الآن المقارنة بين الماضي والحاضر، ولكن من المفترض أن نركز في المستقبل الذي تنذر الأحداث الجارية بأنه أسوء، ونصح "فرويز" بتربية الأبناء وإتباع الطرق الصحيحة في ذلك والاحتراس من القادم.
وعن الدور المجتمعى المطلوب، طالب أستاذ علم النفس، ب السيطرة عليه، والثقافة الموجودة، مع لعب كلاً من الأزهر والكنائس الدور التوعوي، في هذا الجانب المنوط لها به، موضحاً أن المجتمع المصري يتحدث عن مشاكل فرعية، وترك المشكلات الحقيقية الموجودة بالواقع.