بقلم مها عبدالله: الحاجة مقابل الرغبة
كما قال المتنبي «تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ»، الحياة لا تسير على رغباتنا وهوانا، كلنا لدينا واجبات أو التزامات «مجبرين عليها» إما بسبب طبيعة ظروفنا الشخصية أو عن طريق الصدفة، من أمثلتها العمل الشاق، المجال غير المرغوب، الادخار القسري، المسؤولية المتراكمة، المجاملة، المخاطرة.. وغيرها الكثير، أي كل ما تفعله بسبب أنك مجبر عليه ولا تطيقه!
سأبسطها.. «حاجاتنا» هي قائمة الطلبات المشروطة لتحقيق «رغبة ما»، مثلا: لديك الرغبة بالعيش الرغد؟، إذاً سيكون لديك قائمة طلبات يجب تحقيقها: عليك أن تتعلم وتعمل وتدخر وتستمر بالتطوير، يعني هذا أن العيش الرغد «رغبة» وما يجب عليك فعله لتحقيقه «حاجة»، والإشكالية هنا أنك تشعر فيها بالملل والإكراه لإنك مجبر على تنفيذها ولست هاوٍ لها، فما هو الحل؟
ببساطة اربط كل رغبة سامية لديك بقائمة الحاجات المشروطة بها، هذا ليس تمرينا أو عادة تحتاج وقتًا، هذا تجنيد عسكري صارم لحياتك قبل أن تنحرف عن مسارها الصحيح - هذا إذا لم تكن قد انحرفت بالفعل-، اجلس مع نفسك واسألها ما هي رغباتك؟ وما هي متطلبات كل رغبة منها؟ ارسم خططك السنوية لتحقيقها (بعقلانية)، حياتك أنت الشخص الوحيد المسؤول عنها، وظروفك الجيدة أنت من ستصنعها، وظروفك السيئة أنت من قَبِلَ بها، هنا ستشعر بقيمة جهدك كل يوم، حتى محاولاتك الفاشلة ستقدرها جيدا، ستستمتع بكل تحركاتك أو على أبسط حال ستقبلها ولن تشعر أنها عبء عليك ومجبر على فعلها، وبالتالي رضا تام عن تقلبات الحياة وظروفها لأنك تعرف أسبابها ومآلاتها.
أخيرا
من لا يعرف رغباته؛ لن يميّز حاجاته!، وبالتالي حياته بلا قيمة ولا هدف!، وسيقاد داخل قطيع يتشابه أفراده كما البضاعة الرخيصة، رديئة الجودة وكثيفة الإنتاج.