الأحد 29 سبتمبر 2024 الموافق 26 ربيع الأول 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

وعد الخطيب.. المخرجة الحاصلة على جائزة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان كان

الأربعاء 27/يناير/2021 - 11:01 ص
هير نيوز


"تجرأنا على الحلم ولن نندم على الكرامة".. بهذه الكلمات التي نقشت على فستانها استطاعت شخصية السطور التالية، لفت أنظار الجميع في حفل الأوسكار العالمي، بل تصدرت إطلالتها عناوين الصحف، غير مكتفية بفيلمها الوثائقي "إلى سما" الذي حصد الجوائز بعد أن أثار تعاطفا كبيرا وضجة واسعة، وقد أثارت هذه الجوائز، الحوار حول سوريا بين جمهور جديد، فكل جائزة حصلت عليها لها خصوصيتها، والتواجد في حد ذاته ومحاولة تسليط الضوء على قضيتها بأسلوب مختلف، ومقابلة أناس رائعين في مشوارها، كل هذا بالطبع أحدث اختلافًا في حياتها عامة وفي مجال عملها بشكل خاص.. إنها المخرجة السورية وعد الخطيب.

وعد الخطيب، صحفية ومخرجة وناشطة سورية، انتقلت وعد في عام 2009، حيثُ كانت تبلغُ من العمر حينها 18 سنة، إلى مدينة حلب لدراسة الاقتصاد في جامعة حلب، وبدأت في عام 2011، وهو العام الذي اندلعت فيهِ الحرب الأهلية السورية بنشرِ أخبار الحربِ على القناة الرابعة البريطانية.

اختارت البقاء وتوثيق حياتها على مدارِ خمس سنواتٍ في حلب، وذلك بعدما وقعت في حُبِّ حمزة الذي كان يعملُ طبيبًا وتزوجت منه، وأنجبَت ابنتها الأولى سما في عام 2015؛ وبعد فرارها من حلب في ديسمبر من عام 2016؛ انتقلت وعد الخطيب رفقة زوجها حمزة وابنتيهما للإقامةِ في لندن بالمملكة المتحدة، واستخدمت اسم مستعار في تغطيّة حصار حلب، ما مكّنها من الفوزِ بجائزة إيمي الدولية للشؤون الجارية والأخبار للقناة الرابعة عن تقاريرها الإخباريّة لتكون بذلك أول سورية تحصل على هذه الجائزة.

جاءت "وعد"، إلى لندن قبل عام ونصف، بصفتها لاجئة، وتم تكريمها من الأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون "البافتا" ونال فيلمها أربعة ترشيحات، ولم يسبق أن حاز أي فيلم وثائقي آخر على كل هذه الترشيحات، حيث قامت "وعد" بإنتاجِ فيلمها الوثائقي من أجل سما عام 2019، من إخراج إدوارد واتس، والذي فاز بجائزة أفضل فيلمٍ وثائقي، وبجائزة العين الذهبيّة كأفضل فيلم وثائقي في مهرجان كان السينمائي لعام 2019.

وحصل هذا الفيلم على جلسة تصفيقٍ لمدة ست دقائق، خلال حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية السينمائية رقم 73، وأصبح فيلمُ من أجل سما الفيلم الوثائقي الأكثر ترشيحًا في تاريخ جوائز الأكاديمية البريطانية السينمائية بأربعِ ترشيحاتٍ كما فاز بجائزة أفضل فيلمٍ وثائقي، وترشح أيضًا لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ 92، وجائزة الروح المستقلة لافضل فيلم وثائقي.

وكان الفيلم الحاصد للعديد من الجوائز الدولية، خير ناقلًا للمأساة السورية بعد أن شرح ما عايشته وعد الخطيب من تجربة مرعبة صورت سنوات من حياتها في المستشفى الميداني الذي أسسه زوجها الدكتور حمزة الذي كان يستقبل ضحايا القصف الروسي وغيره.

وقد لفتت "وعد"، الأنظار بإطلالتها على السجادة الحمراء في حفل توزيع جوائز الأوسكار، في دورته الثانية والتسعين بلوس أنجلوس، وأثارت المخرجة السورية الشابة، جدلًا واسعًا، بمجرد وصولها لمسرح دولبي بلوس أنجلوس، لحضور الحفل،بفستانها الذي أرادت منه توجيه رسالة سياسية وإنسانية عبر الملايين ممن تابعوا الحفل حيث كتبت عليه "تجرّأنا على الحلم ولن نندم على الكرامة"، في إشارة منها إلى استبداد نظام الأسد في سوريا.

واعتمدت وعد الخطيب" في فيلمها على أرشيف ضخم يقدر بـ500 ساعة تصوير من لقطات خلال الفترة من 2011 إلى 2016، رصدت خلاله معاناة المرأة السورية في الحرب بحساسية أنثوية وإنسانية، ولفت الفيلم الأنظار له بقوة عقب فوزه بجائزة البافتا البريطانية، حيث يروي الفيلم قصة حياة وعد الخطيب خلال خمسة أعوام من اندلاع الأحداث في حلب، وتتناول الأحداث رحلة الزوجين منذ وقوعها في الحب ثم الزواج وإنجاب الطفلة سما،ويوضح الفيلم كيف يعيش الناس في فترات الأزمات والحروب.

والتقت "وعد"، بعد العرض، بمستشارة البيت الأبيض، وتحدّثت معها عن تجربتها في محافظة حلب شمال سوريا، وعن الوضع في إدلب، كما كشفت وقتها لإيفانكا ترامب قصص معاناة أهل سوريا والهجمات التي يتعرّضون لها، مطلعة ابنة الرئيس والسيناتور البارز على صور لنزوح آلاف السوريين بسبب القصف العشوائي الذي يتعرّضون له، وبعدها، شكرت "وعد" عبر حسابها في تويتر، إيفانكا لحسن استماعها، منوهة إلى أن ابنة الرئيس السابق أعطتها وعدًا بمشاهدة فيلمها الحائز جائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام "بافتا"، كأفضل فيلم وثائقي.

وعن أكبر تحد واجهتِه تقول "وعد"، إن فيلمها كان بمثابة تحدٍ عاطفي بالغ بالنسبة لها، فهو ليس مجرد فيلم، بل يمثل حياتها، وأحيانًا يعتريها شعور وكأنها تقول لنفسها ما الذي أتى بي هنا، ثم تتذكر بعدها أهمية رسالتها، والشيء الوحيد الذي يشعرها بالارتياح هو أنها تحاول نقل صورة ما يجري في سوريا للجميع بدقة وصدق.

ads