الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

خبيرة نفسية: علم الإرشاد النفسي والأسري حقق نجاحًا كبيرًا

الأربعاء 27/يناير/2021 - 05:23 م
صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


"الإرشاد الأسري" هو العلم المتخصص بتأهيل الأسرة اجتماعيًا ونفسيًا، وحل مشكلاتها عن طريق برامج تطبيقية وبمعاونة المرشد الأسري الذي يتابع الحالات بنفسه بأسلوب علمي وعملي حتى يصل بهم لتحقيق النجاح المطلوب.

وقالت الدكتورة دعاء يحيى، أخصائي علاج نفسي وتعديل سلوك وإرشاد أسري: "إنه للأسف الشديد لازال الإيمان بالإرشاد الأسري والتعامل معه ضعيف في مجتمعاتنا نتيجة قلة الوعي والثقافة والفكر بأهمية الأمر وخطورة تجاوزه، فهنا السيدات تتبع مبدأ أن الحيوانات تربي أبناءها فكيف لا أستطيع أنا هذا؟، وهنا تكمن الخطورة، فحينما شبهت نفسها بالحيوانات ألغت العقل الذي ميزها الله به، ومنعت التدبر والتأمل الذي أمرها الله به أيضًا".

وأضافت: "أكثر الفئات التي نتعامل معها هي الأطفال التي تجلبهم أمهاتهم لتعديل سلوكهم أو لبعض الاستشارات النفسية التي تخصهم، تليهم فئات السيدات التي تأتي في محاوله منها لتصحيح مسار حياتها الزوجية، بينما تقل زيارة الأزواج معا والرجال لأنهم عادة في مجتمعاتنا الشرقية يرون أن المشكلة ليست فيهم بل في زوجاتهم، فضلًا عن رفض المجتمع للتعامل مع المتخصصين النفسيين وبالطبع النساء هن الأكثر تعاونا".

وحول نسبة النجاح التي تتحقق في معالجة تلك الحالات، قالت: من الله علي بتحقيق نسب نجاح عالية ومكتملة الأركان فيما يخص تعديل السلوك أو حل المشكلات النفسية، وذلك بفضل الله تعالى ثم الأخذ بعلم الإرشاد النفسي الذي يتعمق لجذور الحالات مع برامج اعتناء مكثفة للوصول للنتائج المرغوبة وخلق الشخصيات المتزنة والسوية والقيادية في الأسرة والمجتمع.

وتابعت: أكثر الحالات صعوبة التي تعاملت معها كانت سيده تزوجت من رجل مريض نفسي لا تحبه من أجل أن تهرب من سوء معامله أهلها لها، استمر الأمر قرابة ثلاثة أعوام لتعديل سلوكها وتصحيح نفسيتها لتصبح شخصًا متزنًا وتتقبل هذا الرجل كزوج وأب لأبنائها ولكي تنقذ أولادها من جحيم تعاملاته بسلوك سوي وإيجابي، وأكثر الحالات غرابة كانت لشاب متزوج منذ يومين فقط ويريد أن يطلق زوجته ويقول إنه لا يستطيع التعامل معها مطلقًا ظنًا منه أنه كان يحبها وعندما تزوجها واكتشف أنه لم يكن يحبها في الأساس هو حب الروح وليس حب المادة، ولذلك كان يريد الإنفصال ولكنني ساعدته ليتخطى هذا الأمر ويصل للمعنى الحقيقي من الزواج وهو المودة والأمان والرحمة.

واختتمت: علم الإرشاد النفسي والأسري أثبت نجاحه في التعامل مع المشكلات جميعها وحلها، لذا أقول لهم لابد أن تؤمنوا أنه (فوق كل ذي علم عليم)، وأنك إذا وجدتِ نفسك في مشاكل لا تستطيعين حلها فلابد من اللجوء للمتخصصين في ذلك ولا تنتظري حتى يتفاقم الأمر أو ينتهي بسوء، لابد أن تتخلصي من نظرة المجتمع المتشائمة والمتخلفة للسيدات اللاتي يزرن العيادات النفسية، لابد أن يكون لديكي الوعي والفكر والنضج الكافي لتغيير هذه الأفكار الهدامة والتي لن تساعدك في تخطي أزماتك.