بقلم مريم النويمي: الأعشاب الإلكترونية سموم قاتلة
هناك وصفة تعيد العجوز فتية وتعيد الشيخ صبيًا، أسعارها في متناول الجميع، ليست هناك وصفة تقنن صرفها ولا كمية تحددها، من الممكن أخذها مرة في الصباح ومرة في المساء.
أحيانًا تُخلط بملعقة من العسل لتخفيف مرارها، وإن كان المريض لديه سكر! في عالم الخلطات لا وجود للممنوعات.
هل من الممكن أن أعرف محتوياتها؟ هذه مجموعة أعشاب إن ما تنفع ما تضر!
هناك أشخاص يشعرون بالأمان مع استخدام خلطات الأعشاب أكثر من استخدام العلاج الطبي، ظنًا منهم أن الأعشاب طبيعية فليس لها تأثيرات جانبية، الطبيعة آمنة لكن من الممكن أن يموت الإنسان غرقًا في البحر أليس البحر من الطبيعة! ألم يمت أحدهم بعشبة سامة، رغم أنها من الطبيعة؟! الطبيعة تبقى آمنة إذا عرفنا كيف نتعامل معها، إذا أدركنا مكامن مخاطرها، فكل شيء له إيجابيات حتمًا ستكون له سلبيات، حتى الحياة ذاتها.
رغم التطور الطبي الكبير الذي نعيشه إلا أن التداوي بالخلطات العشبية ما زال رائجًا، يتداول الناس الوصفات عبر الواتس آب كأكثر وسيلة للتواصل الاجتماعي، يختلفون في ثقافتهم ولكن الإيمان بالخلطات متفق عليه، حتى أنك تجد طبيبًا يرسل وصفة شعبية لعلاج الصداع المزمن. العلاج بالأعشاب كمختص في الطب البديل، يخضع لمعايير معينة ولا قلق منه إلا إذا تعارض مع دواء طبي، لكن الحديث هنا عن خلطات مجهولة، كل ما نعرفه عنها أنها عشبية. أتذكر مريضًا بالسكر وصف له معالج شعبي عشبة، على أن ينقعها في الماء ثمّ يشرب ماءها فأصابه الفشل الكلوي.
أكثر ضحايا الخلطات والعلاجات العشبية هم الباحثون عن تفتيح البشرة، والراغبون في إنقاص أوزانهم، وكذلك أصحاب الأمراض المزمنة يبحثون عن حل أنجع وأسرع مفعولا من أدويتهم الطبية، فتزداد معاناتهم.
المهووسون بتفتيح لون الجلد، يقتنون كثيرًا من الخلطات يجهلون تركيبتها، وعادة تكون هذه الخلطات مُضاف إليها كمية كبيرة من كريم يحتوي على كورتيزون ليظهر مفعوله، فيفتح الاسمرار، فيزداد إيمان المستهلك به، ومع الوقت يسبب رقة في الجلد وفقدانًا للونه. كذلك زيادة نمو الشعر في تلك المنطقة مع قابلية امتصاص الدواء وارتفاع تركيزه في الدم وظهور مضاعفات له. هل يا ترى لو علم المستهلك أن هذه الخلطة تحتوي على الكورتيزون كان سيستخدمها؟ أعتقد سيقول (كله إلا الكورتيزون)، وأعتقد معه حق، فاستخدام الكورتيزون دون حاجة طبية يضر بالصحة، وتفتيح البشرة ليس أحد دواعي استخدام الكورتيزون.
خلطة للتنحيف وأخرى للتسمين، فالخلطة حسب الطلب، وتجد لدى بعض العطارين وعلى الإنترنت تسويقًا لعشبة صينية تنحف ومن آثارها فشل كلوي وضرر في الكبد. ومن البلد ذاته حبوب للتسمين ولها الضرر نفسه، تزايد عدد المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي، منهم من يغسل حتى يجد متبرعًا مناسبًا. من المسوقين من يستغل مرض هؤلاء ليعلن عن منتج سحري يعالجهم ويغنيهم عن الغسيل والزراعة، عبارة عن أعشاب صينية طبيعية ممتازة يتم تحويلها لمادة سائلة لحقنها في الدم لتنظيف الكليتين ويتم ترشيح المادة السامة (الكرياتينين) من خلالها بدل الغسيل! لوهلة تخيلتها نكتة ولكن إنه إعلان حقًا، مذيلٌ برقم للتواصل عبر الواتس آب.
الخلطات مجهولة المكونات التي يحضرها بعض مدعي طب الأعشاب، مضرة ولها تأثير خطير على الصحة، كما أن المنتجات غير المعروفة التي يسوق لها أونلاين وغير مصرح بها، أيضًا خطيرة. كذلك بعض الخلطات التي نعرف محتوياتها، ونعرف أن الجمع بينها مضر، كوصفة القضاء على الدهون، ثوم مع زنجبيل وخل وليمون! خفض الدهون وأصيب بقرحة معدية الله يشفيه، يعني (جاء يكحلها عماها)، بينما كان من الممكن اتباع حمية منخفضة الدهون مع نمط حياة صحي.
نصيحة طبية: قبل استخدام أي خلطة اعرف مكوناتها، قبل تناول أي علاج عشبي استشر طبيبك، لا تكن ضحية للتدليس.