بقلم نورة فيصل الشعبان: المرأة ما بين جناحي الدفاع والصناعات العسكرية
إن الفرص التي أولتها قيادتنا الرشيدة للمرأة فتحت أبواب العطاء الدؤوب أمامهن لنجاحات عظيمة من خلال استثمار حقيقي في عقول وقدرات نصف المجتمع، وتأصيل للابتكار والتفاني في بناء وطن عصري قوي، مُعلنة عن ميلاد عصرٍ جديدٍ من الشغف والنماء..
يُعتبر دور المرأة السعودية في المجالات المرتبطة بالقطاع العسكري وتفرعاته مثل قطاع الصناعات العسكرية من القضايا التي تشهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة. فقد شهدت المملكة العربية السعودية تحولاً كبيراً في وظيفة المرأة ودورها في المجتمع، وكان لذلك تأثير كبير على العديد من القطاعات بما في ذلك الصناعات العسكرية.
وفي السعودية ما يحدث الآن من توفير فرص واسعة ومقننة لتدريب وتأهيل المرأة للانضمام إلى المنظومة العسكرية بما فيها القوات المسلحة والقطاعات الأمنية، يدعو للفخر بانطلاقة بلادنا في رحلتها نحو مستقبل تمكين المرأة فعلياً في هذا القطاع.
مشاركة المرأة في القطاع العسكري تُشكل مصدر إلهامٍ وتكاملية وقوة مجتمعية، ويُسهم في رفع الفعالية الكُلية وكفاءة منظومات الدفاع. كما تقوم المرأة السعودية بأداء دور حيوي في مجال الصناعات العسكرية من خلال مشاركتها في عدة مجالات مثل الهندسة، والتكنولوجيا، وإدارة المشاريع، والأبحاث والتطوير، وإدارة العمليات.
تعكس هذه المشاركة تحولاً كبيراً من وجهة نظر المجتمع تجاه الدور المهم للمرأة في العمليات العسكرية والصناعات الدفاعية وتعزيز التكنولوجيا والابتكار في مجال الصناعات العسكرية، بعدما توفرت لها فرص للتعليم والتدريب في التخصصات التقنية والهندسية ذات الصلة. مما جعل المرأة السعودية مُشاركة في تقديم الحلول والابتكارات التكنولوجية والانخراط في منظومة الصناعات العسكرية، لا سيما في ظل الوجود غير المسبوق للمهندسات والفنيات في مختلف التخصصات التي تخدم هذا القطاع الحيوي والذي بدأ مؤخراً بتأهيل وتدريب الدفعة الثانية من مهندساتنا السعوديات على الهندسة العسكرية والإلكترونيات والاتصالات واللوجستيات، وقد انبهرت بالنتائج من خلال زيارتي مؤخراً لهيئة الصناعات العسكرية واطلعت عن قرب على تلك الجهود في برامج توطين الصناعات العسكرية، حيث العقول الوطنية التي تشارك في خلق مستقبل الصناعات العسكرية.
يشهد هذا القطاع حراكاً نوعياً على كافة الأصعدة، ويخطو بخطوات متسارعة نحو تحقيق مستهدفاته من الرؤية الطموحة، وذلك بالتوطين الذي يلعب دوراً محورياً في إنجاز مستهدفات رؤية المملكة 2030 والتي تهدف إلى تحقيق التحول الاقتصادي والاجتماعي. ويأتي ذلك من عدة نواح من ضمنها تنويع الاقتصاد عن طريق تطوير الصناعات المحلية والتي تشجع المرأة على تولي مناصب قيادية وإدارية في المؤسسات العسكرية. يتم توفير الفرص والتدريب اللازم لتطوير مهارات القيادة والإدارة لدى النساء في المجال العسكري. ويُحلق بها أيضاً للمشاركة في البحث والتطوير في مجال التكنولوجيا العسكرية، إنها انطلاقة بلادنا في رحلتها نحو المستقبل، لتصبح قوة صناعية رائدة. وأود مشاركتكم بعض قصص النجاح في مجال الصناعات العسكرية المحلية..
عائشة الشبيلي، تبلغ من العمر 52 سنة اليوم، كانت فتاة أُمية وبإذن الله قريباً سنحتفل بتخرجها من الجامعة في مجال المحاسبة وهي من أسست جمعية الأنامل المبدعة ودربت خلالها العديد من الأرامل والمطلقات وأسر السجناء والمُفرج عنهم على مهارات خياطة الزي العسكري في مصنعها، ويبقى حلمها أن يتخلص هذا المصنع من الإيجار ويتسع لأكبر عدد من ذوي الدخل المحدود من أبناء هذا الوطن العظيم.
طرفة المطيري، تملك مصنع سندس للأزياء العسكرية والتي استفادت من مواءمة المواصفات مع القطاعات العسكرية الخمسة المختلفة والمتفرعة وتوحيد عمليات الشراء والتوريد، وأيضاً خلق فرص استراتيجية للتوطين لدعم الاقتصاد الصناعي.
إن الفرص التي أولتها قيادتنا الرشيدة للمرأة فتحت أبواب العطاء الدؤوب أمامهن لنجاحات عظيمة من خلال استثمار حقيقي في عقول وقدرات نصف المجتمع، وتأصيل للابتكار والتفاني في بناء وطن عصري قوي، مُعلنة عن ميلاد عصرٍ جديدٍ من الشغف والنماء. فبإسهاماتهن القيّمة، تصبح المرأة السعودية لاعباً أساسياً في تحقيق النمو الاقتصادي والأمن، وركيزةً لا غنى عنها في بناء مستقبل صناعي يزخر بالابتكار والتميز.
وفي الأفق تلوح أجنحة العطاء، تُنبئ عن مستقبل مُزدهر يعتمد على رؤى وطاقات وإبداعات كل سعودي وسعودية، مؤكدةً أن العزم والتحدي والإيمان بالقدرات لا يعرف حدوداً، ولا يقتصر على جنس دون آخر. فلنكن كجناحي الطائر، نُحلق معاً نحو سماء وطن يعتز بماضيه ويبني مستقبله بثقة، مستمداً قوته من تمكين نسائه ورجاله على حد سواء.