الأحد 13 أكتوبر 2024 الموافق 10 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

بقلم نوال الجبر: التطرف المعلن

الإثنين 06/نوفمبر/2023 - 10:46 م
هير نيوز

عدم مشروعية استخدام الأسلحة النووية في ضوء ميثاق دولي يأتي في سبيل حماية الإنسانية على كل بقعة من بقاع الكون، ولكن التصريح الإسرائيلي باستعمال القنبلة النووية في قصف غزة كان خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني الذي أتى مرافقاً لاستهجان كبير حول مفهوم "التهديد" في استخدام القنبلة النووية بشكل غير قانوني للإبادة الجماعية، حيث دولياً يكمن تصنيف الأسلحة النووية إلى جانب الأسلحة البيولوجية والكيميائية على أنها أسلحة دمار شامل، ويعد التهديد بالأسلحة النووية أو استخدامها مخالفاً بشكل عام لقواعد ومبادئ القانون الدولي المطبقة في النزاعات المسلحة، وبالتالي فهو أمر غير مشروع وغير مقبول وغير قانوني.

في حين يُطلق مصطلح "الأسلحة النووية" عموماً على القنبلة الذرية، أو القنبلة الهيدروجينية أو النووية الحرارية، والقنبلة النيوترونية.

وفق المعاهدات الدولية يبرز قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (القرار 34/68، 5 ديسمبر/كانون الأول 1979) الذي يرحب باعتماد معاهدة حظر الأسلحة النووية ويدعو جميع الدول إلى التوقيع مرافقة مع العديد من المعاهدات الدولية المعنية بهذا القرار، حيث تأتي معاهدة حظر الأسلحة النووية (معاهدة تلاتيلولكو، المكسيك، 14 /فبراير 1967)، وفي أفريقيا تأتي معاهدة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في أفريقيا (معاهدة بليندابا، جنوب أفريقيا، 2 /يونيو 1995).

المملكة أدانت تصريح وزير حكومة الاحتلال الإسرائيلي عميحاي إلياهو الذي وصف إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة بأنه "أحد الخيارات" لتحقيق هدف القضاء على حركة "حماس"، تصريحه بشأن إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة المحاصر أظهر تغلغل التطرف والوحشية لدى أعضاء في الحكومة الإسرائيلية. وأكدت المملكة أن عدم إقالة الوزير من الحكومة فوراً والاكتفاء بتجميد عضويته يعكس قمة الاستهتار بجميع المعايير والقيم الإنسانية والأخلاقية والدينية والقانونية لدى الحكومة الإسرائيلية.

لا شك بأن هذه الدعوة المتطرفة إلى الإبادة الجماعية تمثلت باعتبارها جريمة كراهية كبرى وخطابات متحيزة من أجل الدفع بعجلة الحرب لا السلم، ومنافية لأسس العيش المشترك والتي تمارس ضد الفلسطينيين، وبمثابة تحريض مدانٍ على القتل وارتكاب أبشع جرائم الحرب ضد أهالي قطاع غزة.

هذه التصريحات اللامسؤولة تمثل خرقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتصعيداً خطيراً للبقاء في دائرة الحرب طويلاً، تتطلب من المجتمع الدولي العمل فوراً على موقف موحد للتصدي العاجل لمثل هذه الانتهاكات وهذا النوع من خطابات الكراهية، هذا الموقف من شأنه أن يلزم إسرائيل أن تعدل سياساتها الحالية وتوقف سلسلة اعتداءاتها المتواصلة على الشعب الفلسطيني في غزة.

نقلا عن الرياض السعودية

ads