الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

بقلم مريم النويمي: الإسعافات الأولية وحقيقة أرواح القطط السبعة

الأربعاء 01/نوفمبر/2023 - 01:15 م
هير نيوز

هل رأيت أحدًا على وشك الموت؟ أو ربما كنت أنت هذا الشخص! وفتحت لك الحياة أبوابها مرة أخرى، كثيرون هم الذين عادوا من الموت لأن في العمر بقية، أو كما يقول البعض إنه «كالقطط بسبعة أرواح»!، ولكن صحيح.. هل للقطط فعلاً سبعة أرواح؟!.

أغلب الحضارات من الصين إلى جزر المالوين «الفولك- لاندز» لديها أثر من هذه الأسطورة، وقيل أن لها تسعة أرواح، ثلاث لتلعب، وثلاث لتهرب وثلاث أخيرة لتبقى، لكن روح الإنسان سماوية لذلك هي مختلفة، هي روح واحدة، يتنازع عليها الموت والحياة، فأيهما سبق الآخر، مات الإنسان أو نجا.

ولأن حب الحياة غريزة، حاول الإنسان مقاومة الموت، فاخترع طرقًا عديدة للبقاء حيًا، فكانت بداية الإنعاش القلبي الرئوي بطرق بدائية في القرن الثامن عشر، ومن بينها تدفئة المصاب، فتح المجرى التنفسي بإمالة الرأس للخلف ودفع الهواء عن طريق الفم، وتدليك الصدر، وقد وُصِفت تقنيات مماثلة يعود استخدام بعضها إلى أوائل القرن السابع عشر في أوروبا والصين.

في الإمبراطورية الرومانية كانت هناك تعليمات تُقرأ في الكنائس، تصف خطوات مساعدة الأشخاص الغرقى، والمخنوقين، والمتجمدين، ويعتبر أول مثال على تدريب الإسعافات الأولية.

في عام 1782، نُشرت قصة عودة طفل بعمر خمسة أعوام للحياة بعد غرقه كمعجزة، وذلك بعد مرور عشرين دقيقة، سلم الطفل لوالديه بعد انتشاله من النهر على أنه متوف، حيث لم تظهر عليه أي علامات للحياة، ولكن والداه أدركا أنه حي، فخلعا عنه ملابسه وضربا ظهره وفركا جسده بقماش مغموس في الكحول، وغمرا قدميه بماء دافئ، وحاولا إخراج الماء من فمه، فتنفس الطفل وعاد للحياة وكأن لم يصبه شيء.

وبقدوم القرن العشرين أصبحت الحياة أكثر تطورًا، والمخاطر التي تحيط بالإنسان أكثر تعددًا، فزادت حوادث الدهس، الغرق، الإصابة بالصواعق الكهربائية والاختناق بالمواد السامة، فكان لابد من تطور وسائل الإنعاش القلبي الرئوي والإسعافات الأولية، وإنتشار مراكزها وزيادة نسبة المدربين عليها.

واخترع الجراح الأمريكي كلود بيك الإنعاش بواسطة جهاز الصدمات الكهربائية لتمكين الجراحين من إنقاذ مرضاهم إذا ما توقف قلب أحدهم أثناء عملية جراحية، وأثبتت جدواها، فانتشرت أجهزة للصدمات الكهربائية في شوارع الدول الأوربية مرفقة بهاتف للاتصال بالإسعاف وتنفيذ الخطوات اللازمة للانعاش بواسطة الجهاز تحت إشراف طبي مباشر.

عملية الإنعاش القلبي الرئوي، واحدة من التقنيات الضرورية التي من الممكن أن يتعلمها كل الناس، بهدف إنقاذ حياة إنسان على وشك الموت، التأخير في إجراء الإنعاش القلبي الرئوي للمصاب، يضعف فرص إعادة القلب للعمل بنسبة تصل لنحو 10% لكل دقيقة تأخير، أي أنه في حالة التأخير لمدة 10 دقائق كاملة، فإن فرص بقاء المصاب على قيد الحياة تكون ضئيلة جدًا إن لم تكن معدومة.

في كل شارع لا بد أن يتواجد شخص يستطيع إجراء الإسعافات الأولية والإنعاش الرئوي، وعلى متن كل طائرة يجب أن يكون هناك شخص يعرف كيف ينقذ حياة إنسان، بدلاً من البحث عن طبيب من بين الركاب.

أكد عدد من الخبراء أن تعليم تلاميذ المدارس الابتدائية طرق الإسعافات الأولية، خاصة إنعاش القلب وغيرها من المهارات المنقذة للحياة من سن التاسعة يساعد فى انخفاض معدلات السكتة القلبية، لذلك اقترح أن تكون مادة الإسعافات الأولية والإنقاذ من ضمن ما يتعلمه طلاب المدارس، وإعطاء دورة الدعم الأساسي للحياة (BLS) لكل المتقدمين للحصول على رخص القيادة.

نحن نتصور مستقبلًا يمتلك فيه كل مواطن أو مقيم في السعودية المعرفة والمهارات اللازمة للاستجابة الأولى الفعالة في حالات الطوارئ، ولا يمكن تحقيق هذه الرؤية أو هذا التصور إلا من خلال الدعم عبر كل القنوات والوسائل، وزيادة برامج التدريب وفرصه، وتوفير المعدات التي يسهل الوصول إليها في كل مكان على أن تتم صيانتها بشكل جيد.

نقلا عن الوطن السعودية

ads