نوال الدجوي.. رائدة التعليم الخاص في مصر بشهادة السيسي
السبت 23/يناير/2021 - 02:39 م
رضا يوسف
إنسانة لا تعرف المستحيل، رسمت أحلامها واقعا على أرض صلبة، دخلت إلى عالم لا بيع فيه ولا شراء، فهو عالم الرسائل والقيم، والسوق فيه لا يتعامل بمنطق العرض والطلب، لكنه يتعامل بمنطق جودة ما تقدمه من أفكار ومبادىء، تخصصت فى صناعة من أنبل وأصعب الصناعات على وجه الأرض، وهي صناعة المعلم وقبله التلاميذ، وتشكيل أفكار وعقول الشباب، تحملت أمانة عظيمة وحدها أدتها ومازالت تؤديها على أكمل وجه.
اختارت مهمة مقدسة خاضتها بإرادتها، وحولت حلمها إلى واقع يدعو للفخر، فحلمت بدار للحضانة، فمدرسة، ثم حلمت بشكل الجامعة " قبتها..قاعاتها.. معاملها.. حدائقها"، وباعت ما وراءها وما أمامها كى تحقق الحلم "، ونالت لقب رائدة التعليم الحديث فى مصر، إنها دكتورة نوال الدجوى أو " ماما نوال" كما يناديها كل من حولها
نوال الدجوي، رائدة التعليم الخاص في مصر، حاصلة على بكالوريوس فى الآداب، كما حصلت على الدكتوراة الفحرية فى التربية عام 1999 من كلية وادى ميرورى، فى الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الدكتوراة الفخرية فى التربية عام 2006، من جامعة " جرينتش، فى المملكة المتحدة.
هى تلميذة نجيبة لوالدها الأستاذ الدجوي، وكيل وزارة التربية والتعليم، والذى تورثت منه عدد من الوصايا منها، الحرص على أن يكون وراء العمل دائما قيمة معنوية لأنها ستكون في النهاية القمة الحقيقية للعمل، كما أن الإنسان غني بعدد من يحبه من الناس ويحترمه.
كانت البداية في دار الطفل، ثم امتد نشاطها إلى مدارس للمرحلة الإعدادية والثانوية، ثم انضم اليهم التعليم الجامعى، والذى حرصت نوال على الاستفادة فيه من الخبرات الأجنبية، بالإضافة إلى سابق خبراتها التى تراكمت عبر السنين.
تقلدت عدد من المناصب منها، رئيسة مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، مؤسسة جامعة العلوم الحديثة MSA، عام 1996، وكانت «نوال» مسئولة عن تنفيذ ورسم الطراز المعماري والإداري بأركان الجامعة، حتى نالت التصديق على الجامعة من المملكة المتحدة مع الاعتماد الدولي، والآخر مصري يمنح خريجيها العضوية في النقابات المهنية، وهى أيضا مؤسسة مدارس دار لتربية، ورئيس لجنة التعليم قبل الجامعى فى أمانة اللجان المتخصصة فى حزب مستقبل وطن منذ ديسمبر 2018.
كانت أول من فكرت ونفذت مشروع مدرسة لغات مصرية خاصة في القاهرة عام ١٩٥٨ ٬ وذلك وسط منافسة شديدة من المدارس الأجنبية، ومؤسِسة مدارس "دار التربية"، رئيسة مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA).
حصدت العديد من الجوائز وشهادات التكريم لما قدمت من إسهامات للنهوض بالتعليم في مصر، حيث منحتها جامعة ميديل سيكس البريطانية درجة الأستاذية الفخرية لدورها الرائد في تطوير التعليم الأهلي في مصر والالتزام بمعايير الجودة العالمية، وحصلت على الدكتوراه الفخرية من جامعة ميزوري بأمريكا عام ١٩٩٧، وكان ذلك من اتحاد الجامعات الأمريكية والتي تضم ٨٧ جامعة.
اندرج كل نشاطها تحت العمل الأهلى العام، والمجتمع المدنى لمساندة الدولة والحكومة، لكنها لم تكتف بذلك، وكانت تبحث دائمًا عن كل جديد تستطيع أن تقدمه سواء كان عملًا خيريا أو اجتماعيا، منذ أن علمت بجمعية رعاية أطفال السجينات، لعبت دورًا مهمًا فى حماية اطفال صغار من مصير أمهاتهم، وشاركت فى حملة سجينات الفقر وتبرعت بِـ 41 ألف جنيه لمساعدتهم.
كان أحدث نجاحاتها، هو فوز إحدى خريجات جامعتها بجائزة أفضل خريجة للجامعات الخاصة، وتسلمت الطالبة جائزتها من رئيس الجمهورية فى احتفال عيد العلم، فكانت نوال قدوة طيبة فى العمل والنجاح، وكرمها الرئيس السيسي، خلال احتفالية تكريم المرأة المصرية والأم المثالية 2019، ضمن أفضل النماذج النسائية المشرفة، وكرائدة التعليم الخاص، وواحدة من أهم الشخصيات العالمية والبارزة في مجال التربية والتعليم عن دورها وإنجازاتها ومساهمتها الفعالة في النهوض وتطوير التعليم بمصر.
تبرعت بـ10 ملايين جنيه لصالح صندوق "تحيا مصر" من أجل دعم المستشفيات والأطقم الطبية في مجابهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وقالت "نوال": "إن تبرعها نابع من إيمانها بالمشاركة المجتمعية الواجبة على كل مصري في هذا الوقت، وسبق وتبرعت بـ3 ملايين جنيه في الفترة الأخيرة من أجل مجابهة الفيروس"، مشددة على ضرورة أن يفكر كل شخص فيما سيقدمه اليوم من أجل الخروج من الأزمة بأسرع وقت ممكن وبأقل الخسائر الممكنة.
وعن حلم حياتها، قالت "نوال": "أحلم بإنشاء كلية متخصصة في الجينات وعلى الرغم من استكمال مناهجها، فإنها لم تر النور حتى الآن، بالإضافة إلى حلمها الخاص المتمثل في إنشاء كلية للطب البشري، مع إضافة بعض العلوم المتخصصة في الجينات".