الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«التاروت» عالم من الخبايا والأسرار.. حقيقة أم كذب؟

الأحد 29/أكتوبر/2023 - 03:02 م
أوراق التاروت
أوراق التاروت

انتشر فى الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعى قراءة أوراق التاروت، حيث يلجأ لها الكثير من الأشخاص لمعرفة ما يخبئ لهم المستقبل من أحداث ، فما حقيقة التاروت و هل حلال أم حرام ؟،  لذلك سلطت  هير نيوز" الضوء على هذا الأمر من خلال السطور التالية..

ما هو التاروت؟




أوراق التاروت Tarot Cards هي مجموعة من الصور الرمزية التي لها دلالات يستخدمها العراف ليقرأ منها قصة حياة الشخص المستهدف فيقرأ له طالعه أو مستقبله "حسب ما يزعم" إعتماداً على ما تأتي به تلك الأوراق وطريقة ترتيبها، ويرى البعض أن دراسة التاروت يزيد من غموضه لإختلاف الآراء في تحديد معاني رموزه ولإختلاف طرق العمل به .

أصل التاروت


يُعتقد أن أوراق التاروت ظهرت في إيطاليا، خلال القرن الرابع عشر الميلادي، كإحدى ألعاب الورق، وشاع استخدامها للعب في فرنسا وبريطانيا، قبل أن تشهد تصاميم حزم الأوراق تطورا كبيرا، خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، إثر الانفتاح على تأثير الثقافات والأديان الأسيوية والمصرية القديمة واليهودية والهندية.



ولا يُعرف، على وجه التحديد، متى استخدمت أوراق التاروت لأغراض العرافة، للمرة الأولى، ولا توجد أي أدلة موثقة على ذلك حتى بداية القرن الثامن عشر، غير أن الباحثة شريهان الأخرس، التي تحمل درجة الدكتوراه في الميثولوجيا والأدب المقارن من جامعة درم البريطانية، تقول إن الربط، الذي لا يقوم على أدلة تاريخية، بين أوراق التاروت والثقافات الشرقية، خلال القرن الثامن عشر، لعب دورا في تسويق تلك الأوراق وجذب الأوروبيين إليها بوصفها "حاملة أسرار الحضارات القديمة وتمتلك قيمة روحانية".

أوراق التاروت


أوراق التاروت عبارة عن مجموعات تتكون من 78 ورقة وكل ورقة تعكس أو تظهر جانب أو جزء من تجارب الإنسان داخل العالم المحيط به بما في ذلك كل اتصالات الشخص مع العالم المحيط به في الحياة وتفعالاته مع البيئة وأسرار عن شخصيته وجزء من تصرفاته وكل ورقة تحمل رمزاً ورقماً مختلف كما أن الأرقام ترمز إلى معاني عديدة في علم الأرقام وتعني الصور او الرموز معاني وتفسيرات خاصة بعلم التنجيم أو علم الفلك كما يسمونه العرافون ويقسم العرافون أوراق التاروت إلى قسمين القسم الأول وهو يضم 56 ورقة ويطلق عليها أسم السر الأصغر وأوراق الأسرار الصغرى تنقسم إلى 4 مجموعات وكل مجموعة تحتوي على 14 ورقة وفي كل مجموعة من الأربع مجموعات سوف تتكرر وجود صورة الملك أو صورة الملكة أو صورة الجندي أو صورة الفارس وكل واحدة من هذه الرموز تعني عنصر من عناصر الطبيعة المحيطة مثل (التراب والهواء والماء والنار).


والقسم الثاني يضم 22 ورقة ويطلق عليها أسم السر الأعظم ويوجد لأوراق التاروت ترتيب مخصص حتى يتمكن العرافون من خلال هذا الترتيب قرأءة القصة والأسرار الخاصة بالشخص وكل ورقة في قسم الأسرار العظمى مستقل بذاته وأوضحت خبيرة في أوراق التاروت أن خلال قرأءة أوراق التاروت الخاص بقسم الأسرار العظمى فيتم قرأءة الكارت أو الورقة على حسب ما ظهرت إذا كان معدولاً او مقلوباً يقرأ كما هو وعلى كل وضعية يكون لها دلالة محددة سواء من الناحية العاطفية أ و من الناحية العملية أو أياً كان فالوضعية المعدولة تعطي معاني معاكسة تماماً لوضعية المقلوب مثل إذا كان معنى الكروت أو الأوراق بالمعدول القوة أو المهارة فسوف تكون المعنى لنفس هذه الكروت أو الأوراق بالمقلوب فقد القوة أو فقد المهارة.

سبب تسمية أوراق التاروت بهذا الاسم


هناك العديد من الأختلافات وراء سبب التسمية فالبعض ظن أن كلمة تاروت هي مركبة من جزئين الجزء الأول هو (تا) والجزء الثاني (رو) وهي ترجع إلى كلمة هيروغليفية ومعناه الطريق الملكي في مصر القديمة وظن البعض الآخر بقولهم إن كلمة تاروا هي مقلوب لكلمة توارة أي إشارة إلى كتاب التوراة السماوي والبعض ظن أن أصل كلمة تاروت هي ترجع إلى أصل هندي ويعني البطاقات أو الأوراق والبعض يقول إن تارا هي أسم الآلهة الهندوسية ويوجد من يقول أنها مأخوذة من كلمة لاتينية وهي روتارو وتعني الدائرة وقال العديد إن كلمة تارو ترجع لنهر موجود في شمال إيطاليا لأنها كانت من الأوائل في البلدان التي انتشر فيها أوراق التاروت.




ولكن قال المهتمين بالبحث على الأسباب وراء هذه التسمية أن الأسباب هى:

أكد الباحثون أن الكلمة وهي تارو تعني الطريق الملكي وذلك تبعاً إلى اللغة الفرعونية لذلك ظن بعض الناس إن هذه الأوراق تعود إلى العصر الفرعوني.

وأكد البعض الآخر من الباحثين إن السبب وراء التسمية يعود إلى أنهار موجودة في إيطاليا وخاصة بعد إنتشار أوراق التاروت في إيطاليا.

هل التاروت حقيقة أم كذب ؟


ذلك السؤال المحير الذى يجيبه فقط هو السائل، فخبراء علم التاروت يدعون أنهم لا يعلمون المستقبل بل يعملون على إتاحة مساحة من التأمل للشخص للبحث عن حقائق بداخله والتى تنعكس عليه من الخارج.. فعند إطلاق سؤالك لأوراق التاروت لمعرفة ما يدور بداخلك تجد نفسك بلا وعى تختار ورقة تفسر حالتك وتكشف إجابته الحالة المستقرة داخل وجدانك.



وبغض النظر عما يثار أن الأرواح أو الشياطين ما تختار الورقة فإنها خرافات تسببت فيها الأفلام والروايات وغموض التصميمات على الورقة، لكن التاروت الذى تراه عبر المواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية التى تتيح لك القراءة المجانية تكشف أن أسطورة التاروت ما هى إلا أوراق تفسر حالتك العاطفية وقتها تجاه الحب، الفشل، العمل، المال، الموت، الزواج.

فالتاروت هو وسيلة راقية لضرب الودع، تصلح للمثقفين واصحاب المستوي الراقي من المجتمع، فلا وسيلة لمعرفة الغيب، بل يقوم بتهيئة الشخص الطالب لقراءته وباستخدام أساليبه الإقناعية بأن تلك الأوراق ستساعده على فهم نفسه أو معرفة مستقبله، وإن دلت تلك العملية على شئ فهي تدل على أن ذلك الاستقراء ما هو إلا رأي شخصي للمنجم، وأن تلك الأوراق ما هي إلا وسيلة هزلية تستخف بعقول من يُقبل عليها.

طريقة قراءة التاروت


يوجد طريقة معروفة لدى قارئي التاروت، حيث يُطلب من الشخص أن يختار بطاقة بطريقة عشوائية حتي يتم تزويد الأوراق بقوة الشخص النفسية، إذ أن قارئ التاروت يسعى لاكتشاف شئ ما في شخصية من أمامه كي يستطيع أن يتصل به روحانيًا .


وهناك طريقة أخرى بأن يقوم قارئ التاروت بترصيص البطاقات على أشكال معينة كالصليب أو الدائرة، أو وضع عدة صفوف من البطاقات على هيئة أشكال مختلفة حتى يتحقق إدراك أفضل للقارئ لمعرفة مستقبل الشخص الذي أمامه.

ومع اختلاف المفاهيم لرموز ودلالات التاروت، ومع اختلاف وسائل قراءته، إلا أن المنجم قد يكون شخصًا ذا بصيرة أو حدس وفراسة تؤهله لقراءة الشخص الذي أمامه.





هل قراءة أوراق التاروت حرام؟


قال الشيخ محمد عبد الرجمن، خطيب وإمام مسجد بالقاهرة، إن التاروت يشبه الدجل والشعوذة، مع اختلاف الطريقة، فالهدف واحد وهو علم الغيب الذي لا يطلع عليه إلا الله سبحانه وتعالى، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم " من أتى عرافًا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" رواه مسلم، وروي بلفظ آخر "من أتى عرافًا فصدقه بما يقول، لم تقبل له صلاة أربعين يومًا"، فذلك يعني أن الله لا يقبل له صلاة لمدة أربعين يوما، كما قال الرسول في حديث آخر" من أتى كاهنًا أو عرافًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد".


وأضاف في تصريحات  صحفية ، أن من يصدق علم التاروت وغيره فقد خرج من الملة، انما من لم يصدقه لكنه أخذه على سبيل المزخة لم يقبل له عمل لمدة أربعين يوما، فلو كان هذا علم وقد استأثر به العراف لقال عنه الرسول أو علمه له الله فقد جاء على لسان الرسول الكريم" ولا أدري ماذا يفعل بي ولا بكم".



أما عن الدكتور محمد رمضان، أحد علماء الأزهر الشريف، فقال إن الجاهلية كانت تعترف بالسحر والشعوذة والعرافين، لكن جاء الإسلام ليفند كل ذلك فقد قال الله سبحانه وتعالى" قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله"، أي أن من يدعوا معرفة ذلك يشاركون الله في احد صفاته التي أكد على أنه لا يعلمها إلا هو.
 

وأضاف العالم الأزهري ، أن من يقول على السحرة وغيرهم يعلمون الغيب مخطئ، فقد كان ذلك قديما، عندما كان يستمع الجن لأخبار السماء، لكن بعد البعثة المحمدية انتهى ذلك، أي أنه من يحاول أن يستمع لأخبار السماء الآن يجد له شهاب بالمرصاد يضربه.


ads