المرأة الفلسطينية | أيقونة تاريخية من النضال والبطولات
لم تكن مشاركة المرأة الفلسطينية في المقاومة في الوقت الراهن، ما هي إلا امتداد للدور التاريخي الذي لعبته على مر السنين، حيث كانت أيقونة القضية على مر العصور فهي الأم المناضلة والمرابطة والأسيرة والشهيدة وأم الشهيد وزوجة الشهيد، واللاجئة التي عانت مرارة التهجير المحاصرة التي صمدت سنوات من الحصار.
ونرصد في السياق التالي بدايات نضال المرأة الفلسطينية
عبر تاريخها المفعم بالتضحية والنضال.
وعد بلفور
مع بداية الانتداب البريطاني على فلسطين في عام 1925 كان للنساء أول تحرك مؤثر لهن وذلك من خلال مشاركتهن في الاحتجاج لإدانة زيارة وزير الخارجية البريطاني “آرثر بلفور” إلى القدس والتخطيط لزيارة المسجد الأقصى، ومنذ ذلك الحين شهد النشاط السياسي النسائي المنظم نقلة نوعية.
انتفاضة
البراق
في أعقاب انتفاضة البراق عام 1929، عُقد أول
مؤتمر نسائي فلسطيني في القدس أُنشئ من خلاله ، ثم
أنشئ في العام نفسه الاتحاد النسائي العربي في
القدس، وفي عام 1964 تم تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية، وفي
عام 1965 تم تشكيل الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية حيث
ساهمت تلك المؤسسات في فتح قنوات المشاركة للمرأة الفلسطينية في الدور النضالي
السياسي ضد الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب ذلك تم استحداث وزارة شئون المرأة
الفلسطينية التي تُعتبر أداة لتطوير السياسات المحلية المتعلقة بوضع المرأة.
التهجير 48
مع قيام ما يسمى بدولة إسرائيل في عام 1948،
أُجبر غالبية الفلسطينيين على الفرار، وفي ذلك الوقت لعبت النساء دورًا رئيسيًا
كحامية لعائلاتهن ومستودعات “للقصة الوطنية” من خلال نقل
ذكرياتهن عن فلسطين إلى الأجيال اللاحقة حتى لا ينسى الفلسطينيون أينما كانوا في
أي مكان في العالم ما حدث ليستمروا في الإصرار على حقهم في العودة إلى وطنهم.
المناضلة ليلى خالد
في الستينيات، مع ظهور
الحركات التحريرية لاستعادة الأراضي المفقودة ظهرت المناضلة "ليلى خالد"
أول امرأة تقوم بخطف طائرة في تاريخ البشرية، والتي تعتبر أيقونة المرأة المناضلة،
ففي أغسطس 1969 قامت بخطف طائرة شركة العال الإسرائيلية، وتحويل مسارها إلى سوريا،
بهدف إطلاق سراح المعتقلين في فلسطين، ولفتت أنظار العالم أجمع إلى القضية
الفلسطينية.
بطولاتها في
الحصار
مع كل حصار كانت تتضافر جهود النساء والرجال والأطفال لمقاومة احتلال أراضيهم بأساليب مبتكرة، من خلال إنشاء مرافق تعليمية بديلة للأطفال بعد إغلاق جميع المدارس، وخلق اقتصاد بديل يعتمد على الإنتاج المنزلي فكانت المرأة تلعب الدور الرئيسي فيه.
نضال
الأسيرات
على الرغم من
الظروف الصعبة للأسيرات داخل السجون، إلا أنهن استمررن في المقاومة والقيادة، ففي
أبريل 1970 شنت الأسيرات الفلسطينيات في سجن نفيه ترتسا أول
إضراب جماعي عن الطعام لحركة الأسرى الفلسطينيين عندما رفضن الطعام لمدة تسعة
أيام، وطالبن خلال ذلك الاحتجاج بالحصول على المستلزمات الصحية للسيدات، وكذلك وضع
حد للضرب والحبس الانفرادي، وتوالت بعد ذلك الإضرابات العامة عن الطعام وأعمال
الاحتجاج، في أعوام 1985 و2004 و2019، كما أنه على الرغم من حرمان الاحتلال
الإسرائيلي لهنّ من التعليم الرسمي طورت الأسيرات الفلسطينيات تعليمًا موازيًا
لجميع الأسيرات.