الخميس 31 أكتوبر 2024 الموافق 28 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

عائشة عبدالله | أول كاتبة إماراتية في أدب الأطفال

الأحد 22/أكتوبر/2023 - 11:27 ص
هير نيوز

الكاتبة الإماراتية عائشة عبدالله المولودة سنة 1963م، قررت مبكراً خوض تلك التجربة الإبداعية الخاصة، وهي تقول عنها: «أصنف بأني أول امرأة إماراتية تكتب أدب الأطفال، بدايتي معه كانت سنة 1999 حين كتبت قصة ( الزهرة الأنانية)، وكان لها وقع ونجاح مهم، فقد حصلت على جائزة في مسابقة نظمتها جمعية المعلمين آنذاك».

الحكاية وعوالمها كانت الشغف، الذي رافقها منذ طفولتها، حين كان والدها يجمعها مع أخواتها ليحكي لهن حكايات تحلق بهم في عالم سحري خلاب، وهي تفسر ذلك قائلة: «والدي كان رائعاً في القص والحكاية، كان يحفظ حكايات عدة ويروي لنا من الأوديسا والإلياذة، وغيرها، إضافة إلى كونه شحذ عندي القدرة على التخييل، حين كان لا يجد قصة يرويها لنا من القصص المعروفة، يقوم فوراً باختراع قصة أخرى بكل عوالمها السحرية، التي تجتذبنا نحن الأطفال آنذاك، كانت بداية حكايتي وولعي بالقصة منه».



الكتابة للأطفال


وبالرغم من أنها تكتب القصة القصيرة الموجهة للكبار ولديها عدة مجموعات قصصية من بينها: «ما بعد الطوفان، وأوراق امرأة، وبقعة رطبة»، إلا أنها كما يبدو تجد نفسها أكثر حين تكتب للأطفال، ذلك أنها تحس بالطفلة داخلها أكثر من أي وقت مضى وتقول عن ذلك: «الكتابة للأطفال هي استمرار لروح الطفولة الكائنة في كل إنسان، إنه تحد صعب جداً، فهو لا بد أن يترافق ويُسبق بفهم كامل للطفل ونفسيته وتطلعاته وزمنه، فالزمن له الرهان الأكبر في عملية تشكيل القصص للأطفال وصياغتها إبداعياً».

المعادلة الصعبة التي يفرضها الواقع الحالي على أدب الأطفال، حظيت عند عائشة بتقدير خاص، فهي تفهم بحكم عملها كمعلمة للغة العربية التأثيرات التي تصنع الشغف الحالي لدى معظم الأطفال بالألعاب الإلكترونية، وعوالمها الحكائية المختلفة عن القصص الكلاسيكية القديمة، التي تحكى عن الغول والغابة والسندريلا والأمير الطيب، وغيرها من الشخصيات التقليدية في حكايات الأطفال العربية.

وتفسر ذلك قائلة: «تفكيري دائماً كان أكتب للطفل قصة مختلفة، تنبع من بيئته، لكنها تستجيب لتطلعاته المعاصرة وللمحيط الرقمي والإلكتروني من حوله، وقد جربت ذلك في مسرحية للأطفال تحت عنوان ( الحاسوب)، تقوم فكرتها على أن الحاسوب يطلب من الطفل أن يأتي إليه ويدخل فيه وفي عوالمه، طبعاً لا بد أن تترافق تلك التطلعات الحديثة مع المحافظة على البنية التربوية المرتبطة بقيمنا وأخلاقنا وبيئتنا المحلية والعربية».

البيئة المحلية، كانت حاضرة في أعمال الكاتبة عبدالله الموجهة للطفل، فاستطاعت بعين المبدع الشفيفة، أن تلتقط بعض الحكايات المرتبطة بالمطر وأجوائه كي تصوغها وتقدمها في قالب جديد، وفي هذا الإطار كتبت عبدالله عن حشرة صغيرة جميلة تنتشر أثناء المواسم الممطرة في بعض مناطق الإمارات، وتقول: «آخر إصداراتي بعنوان: (بنت المطر)، وهو يستقي بيئة اللعب المحلية لدى الأطفال التي كانت معروفة في الماضي، وبنت المطر هي حكاية عن حشرة تأتي في بدايات الخريف عادة، وبعد المطر الغزير، وكان الأطفال يجمعونها، ذلك أنها ذات رائحة جميلة مثل الزعفران، ولونها برتقالي أخاذ، وأردت أن أربط الطفل الحالي بالماضي القديم من اللعب، وحكاياته المقتبسة من عمق البيئة الإماراتية، إنها محاولة لتوثيق الصلة بين الطفل المعاصر وثقافته المحلية ومفرداتها المتعلقة به».

وعن بدايتها في الاهتمام بحكاية الطفل، كانت المدرسة هي أم تلك البداية، ذلك أنها حاولت كمعلمة أن تجد طريقة لتقريب المنهج الدراسي من الأطفال عبر الحكاية وعوالمها الجذابة، وتقول عن ذلك: «في سنة 1986 م عملت كمدرسة للمنهج باللغة العربية، وحاولت تقريبه من الأطفال عبر مسرحته، لكني لم أستطع ذلك في البداية لصعوبة المنهج الدراسي، ثم بعد ذلك استطعت تحويل بعض القصص التي كتبتها إلى مسرحيات، ونجحت أن أعمق المستوى اللغوي لدى التلاميذ، وفي نفس الوقت أحقق الفرجة والمتعة عبر الحكاية التي تحمل في طياتها القيم والأخلاق الفاضلة، إنه أسلوبي في المزج بين وظيفتي واحترافي في مجال كتابة أدب الطفل».

بالرغم من اهتمامها البالغ بالطفل، إلا أنها لم تنس الجوانب الكتابية الإبداعية الأخرى، واجتذبتها القصة القصيرة جداً، ومرة أخرى كان السبب طفل حفزها كما تقول على كتابة ذلك النوع الأدبي الحديث، إنها الحكاية حين تكون مصدراً للإبداع، تشرح لنا ذلك قائلة: «اهتمامي بالقصة القصيرة جداً بدأ بالمصادفة، وبالحكاية للطفل كذلك، فذات مرة كنت في رهان مع ابن أختي، أن يروي كلانا للآخر قصة، ويبدو أنني أطلت عليه القصة، فحين جاء دوره قال: كانت هناك عصفورة جميلة، ثم ماتت، أعجبتني قدرته على الاختصار، البداية والنهاية وما بينهما في جملة، من هنا جاء اهتمامي بذلك النوع من القصة وكتبته».

هي تدرك أن الاختصار فن صعب، لذلك فهي ترى أنه ليس بإمكان أي كاتب أن يكتب القصة القصيرة جداً، وتقول عنها: «كتابة القصة القصيرة أصعب من الرواية، فالرواية سرد يتيح لك متسعاً لتشكيل الأحداث والشخصيات، أما القصة القصيرة جداً فلا بد أن تمتلك القدرة على التكثيف، وعلى ضبط البداية والنهاية وبقية عناصر القصة في حيز صغير جداً وقصير جداً، لذلك ليس كل كاتب يمكن أن يكتبها».



القلم واحد


بالرغم من أن عبدالله من أوائل الكاتبات في الإمارات، إلا أنها لا تعتقد أن مصطلح الكتابة النسائية لا يعتد به، ولا ينبغي الوقوف عنده، إنها تفضل النظر إلى المرأة الكاتبة على أنها قلم إبداعي فقط وتقول: «لم أتعمد في أي من مجموعاتي القصصية الانتصار للمرأة بالذات، ولا التموقع خلف ما يسمى بالأدب النسائي، أنا مجرد قلم بغض النظر عن هويتي كامرأة، أكتب في كل المجالات دون تمييز».

ads