في يوم المرأة العمانية.. 6 مبدعات كتبن التاريخ عالميا

في يوم المرأة العمانية، يجب علينا تذكر أهمية سلطنة عمان بين الدول العربية، فقد عزز اكتشاف رسومات الكهوف من العصر الحجري والكتابات القديمة من عصر ما قبل الإسلام، في عام 1975، من أهمية سلطنة عمان في مشهد التراث العالمي، ومنذ ذلك الحين انطلقت السلطنة العمانية في رحلتها الفنية العالمية.

ولم يبرز هذا الاكتشاف التاريخي التراث الثقافي الغني لعُمان فحسب، بل جعلها أيضًا مركزًا للحضارات القديمة. وفي الآونة الأخيرة، ظهرت العمانيات وسط المشهد الثقافي المتغير باستمرار واستكشفن إبداعاتهن بطرق عديدة، حيث يشكل الفن أحد جوانب الحياة الإبداعية العمانية، وتنسج هؤلاء النساء الموهوبات روايات تتجاوز الحدود، لإثراء التراث الفني المتنوع للبلاد.

واحتفالا بيوم المرأة العمانية اليوم، جمعت «هير نيوز» قائمة تضم ستة مبدعات عمانيات يصنعن التاريخ على مستوى العالم.

يعد معرض علياء فارسي، خير مثال يُحتذى به عند الحديث عن يوم المرأة العمانية، والذي تم افتتاحه وسط جائحة كورونا، أكبر مساحة فنية خاصة في عمان، وقد قاد هذا المشروع البصري الفنانة الموقرة التي امتدت مسيرتها المهنية لعدة عقود إلى سلم الشهرة.

وقامت المصممة علياء بالذهاب برحلتها الفنية إلى جميع أنحاء العالم، حيث عرضت أعمالها في مدن مرموقة، بما في ذلك باريس وبروكسل وسيول والبندقية وطوكيو، وعلى مدار عقدين مثمرين، عرضت إبداعاتها في أكثر من 20 دولة، تاركة بصمة لا تمحى على الساحة الفنية العالمية.

كما أسهم فهم علياء فارسي العميق للهوية والفن في جعلها قوة حيوية، خاصة بالنسبة للنساء في هذا المجال، ونموذجًا يحتذى به للمبدعين في السلطنة الذين يحلمون بمهنة تأخذهم برحلات إلى العديد من أنحاء العالم.

في يوم المراة العمانية، نذكر أن ميس الموسوي فنانة تشكيلية موهوبة من مسقط، عمان، يتمحور عملها حول التعبير البصري عن جوهر الذات الأنثوية، وهو موضوع مستوحى بعمق من ملاحظاتها الشخصية عن المرأة في المجتمع العماني وخارجه. 

وتعتبر هوية ميس ذات أهمية كبيرة لفنها، حيث تعمل على تحقيق التوازن بين نقاط الضعف والتحديات التي تواجهها المرأة، مع تمكين مجتمعها أيضًا. 

كما يجسد فنها الروابط واللحظات التي تتقاسمها النساء في الأماكن الخاصة، وتعد أعمالها بمثابة شهادة على النسيج الغني لتجارب المرأة في المجتمع العماني المعاصر.

لاقت رواية الكاتبة جوخة الحارثي "سيدات القمر" استحسانا كبيرا وفازت بجائزة البوكر الدولية المرموقة في عام 2019. وتتتبع هذه الرواية الجذابة بدقة حياة ثلاثة أجيال داخل عائلة عمانية واحدة، وتتنقل في نسيج الأحداث المعقدة التي شكلت عمان على مدى عقود.

وتجسد جوخة الحارثي عن طريق السرد الإبداعي لروايتها، بمهارة الجوهر المتعدد الأوجه لوطنها، فيما تدرس بلمسة رقيقة المشهد الاجتماعي والثقافي المتطور تحت أعين السلطنة العمانية، ومن خلال سردها القصصي المتقن، ترسم الحارثي صورة حية لتعقيدات عمان، مما يجعل من "سيدات القمر" جوهرة أدبية يتردد صداها خارج صفحاتها.

إيمان علي هي مصورة وفنانة بصرية عمانية مقيمة في لندن، ومن خلال عدستها، تنتقد المجتمع، وتتعمق في تاريخ الخليج متعدد الطبقات.

ويعد فنها بمثابة مظهر قوي لتراثها العماني، مما يثير صدي واسع مهم في جميع أنحاء العالم عن أعمالها، وتصنع إيمان على روايات مقنعة، وتربط بين الثقافات وتتحدى الصور النمطية في صورها وأعمالها البصرية. مما يجعلها قوة رائدة في الخطاب العالمي حول التغيير الاجتماعي واكتشاف الذات.

وبالحديث عن يوم المرأة العمانية، نذكر مشاركة المهندسات المعماريات العمانيات علياء البطاشي ورحاب الزكواني في تأسيس شركة ISTUDIO ومقرها مسقط في عمان. ويشتهران الثنائى بابتكاراتهما ودمج الثقافة العمانية في تصميماتهما، وقد ظهر ذلك في جناح عمان في إكسبو دبي 2020، حيث حظيت إبداعاتهما بإشادة دولية، وهو إنجاز كبير بالنظر إلى أنهم كانوا أصغر المتقدمين في ذلك الوقت. وتعد مساهمتهما لا تجسد موهبتهن فحسب، بل تلهم أيضًا جيلًا جديدًا من المبدعات في عمان.