استشاري نفسي يكشف تأثير طوفان الأقصى على الأطفال
يتابع أطفالنا الصغار بكل شغف
ما يجري من أحداث على الأراضي الفلسطينية، بعد عملية طوفان الأقصى، التي أذهلت الجميع - ولاتزال -، مفعمين بالحماس والشعور بنشوة الانتصار، ويهرولون إلى الكبار
يسألوهم عن كل جديد، ويتابعون بكل شغف أبرز المستجدات. فقد أصبح الحديث عن القضية الفلسطينية
جزء من مفردات حياتهم خلال الأيام القليلة الماضية، فإلى أى مدى يمثل هذا المنحنى
الإيجابي فرصة للآباء يمكن استثمارها في غرس قيم الولاء والوطنية في نفوس الصغار؟
وفي هذ السياق يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب
النفسي، في تصريحات خاصة لموقع هير نيوز، أن شغف الصغار على مختلف
أعمارهم بما يجري من أحداث على الأراضي الفلسطينية يؤكد حقيقة هامة وهي أن القيم
الوطنية وما تتضمنه من انتماء وولاء وتضحية، هي قيم راسخة ومتأصلة في كل الأجيال
صغار وكبار، لكنها تحتاج فقط لمحرك يستثيرها ويبرزها، مؤكدًا أن الأحداث الأخيرة
أظهرت ذلك بشكل جلي وواضح، حيث استحوذت على اهتمام الأجيال الصغيرة وشغلتهم عن
اهتماماتهم أخرى لا جدوى لها.
وأشار إلى أن استمرار الأحداث الحالية وما ستتضمنه من بطولات جديدة
بمشيئة الله "عزوجل" ستزيد من هذا النضج الثقافي والمعرفي لدى الأجيال
الجديدة، لتستعيد القضية الفلسطينية مكانتها كأهم قضية للعرب.
ولفت إلى أنه في الأحداث الجارية بعض الرسائل التي يجب أن يتم توصيلها
بشكل جيد لهذه الأجيال، منها موقف بعض الدول التي كانت تهرول من أجل كسب محبة
الكيان المحتل، وما تلاقيه الأن من رفض وضغوط من شعبها، بما يؤكد أصالة الشعوب
وايمانها بقضيتها الرئيسية مهما بدت عوامل الضعف التي أصابتها.
وأشار إلى أنه على الأباء دور هام في تنمية هذه المشاعر لدى أبنائهم
من خلال التحدث معهم عن تاريخ القضية وما
تضمنته من بطولات سابقة من خلال سرد لهم الأحداث بما يتوافق مع قدرتهم على الفهم
والاستيعاب، مؤكدًا أن الأمل معقود في هذه الأجيال إذا ما شبت على مثل هذه القيم
العظيمة من الانتماء والولاء للأوطان والمقدسات.