الخميس 02 مايو 2024 الموافق 23 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

حميدة بانو.. حكاية أول مصارعة هندية «خاضت 300 مباراة ولقبت بقاهرة الرجال»

الأربعاء 04/أكتوبر/2023 - 11:56 م
حميدة بانو
حميدة بانو

حكاية اليوم عن حميدة بانو، وهي مصارعة هندية لُقبت بلقب قاهرة الرجال، وبينما خاضت ما يقرب من 300 مباراة، فإن حميدة، التي حازت على شهرة واسعة في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، كانت بالفعل تكتب التاريخ وهي تقتحم هذه الرياضة لا كانت تزال حكرًا على الرجال آنذاك.

وبالرغم من اختفائها الغامض، فقد استطاعت تلك المرأة على حصد لقب أول مصارعة محترفة في تاريخ الهند.. فما هي قصتها وما هو سر اختفائها؟


بداية حميدة بانو كـمصارعة ضد الرجال 

دخلت حميدة بانو، مجال رياضة المصارعة عندما كانت في أوائل الثلاثينيات من عمرها، وخاضت أول مبارزة لها في فبراير عام 1954، وعلى عكس ما يحدث اليوم بالمصارعة النسائية، فقد كانت تلك المرأة مصارعة للرجال.

هزمت بانو، بعد أو مباراة لها اثنين من أبطال المصارعة الذكور - أحدهما من باتيالا في ولاية البنجاب الشمالية والآخر من كولكاتا (كالكوتا آنذاك) في ولاية البنغال الغربية الشرقية.

وفي مايو من نفس العام، وصلت إلى فادودارا (بارودا آنذاك) في ولاية غوجارات الغربية لخوض معركتها الثالثة. وكانت زيارتها ذات شهرة كبيرة حيث تم الإعلان عن نبأ وصولها من خلال اللافتات والملصقات على الشاحنات.


مصارعة حميدة بانو الثالثة

كان من المفترض أن تصارع حميدة بانو، اثنين من المصارعين الذكور آنذاك، وبعد انسحاب المصارع الأول من المصارعة (لأنه لا يرغب في مصارعة امرأة)، خاضت بانو، معركتها ضد منافسها الثاني بابا باهالوان.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس في 3 مايو 1954، أن المباراة استمرت لمدة دقيقة واحدة و34 ثانية، قبل أن تسقط المرأة، وأعلن الحكم أن باهالوان، وخسرت بانو، المبارة.

حزت بانو، بسمعة كبيرة في ذلك الوقت، وذكرت صحيفة بومباي آنذاك، بأن ما يقرب من 20 ألف شخص قد شاهدوا إحدى مباريات بانو، ضد خصمها جونجا باهالوان. ولكن تم إلغاء القتال في اللحظة الأخيرة بعد مطالب "مستحيلة" من قبل جونجا باهالوان والتي تضمنت المزيد من المال والوقت للتحضير للمباراة. وقام الجمهور الغاضب بتخريب الملعب بعد إلغاء القتال.


حميدة بانو لقبت بقاهرة الرجال

يُقال بأن حميدة بانو، قد لعبت أكثر من 300 مباراة. وأطلقت عليها الصحف لقب "أمازون عليكره" نسبة إلى البلدة التي تعيش فيها في ولاية أوتار براديش. وكتب أحد كاتبي الأعمدة آنذاك، أن نظرة واحدة إلى بانو، كانت كافية لإثارة الرعشة في العمود الفقري.

وكان يصل وزن بانو، إلى ما يقرب من (108 كجم) وكان طولها 5 أقدام و3 بوصات (1.6 مترًا). وكانت تحتسي أكثر من 5 لترات من الحليب و3 لترات من الحساء، و1.8 لترًا من عصير الفاكهة، ودجاجة، وما يقرب من كيلوجرام واحد من لحم الضأن واللوز، ونصف كيلو من الزبدة، و6 بيضات، ورغيفين كبيرين من الخبز، وطبقين من البرياني.

وإلى جانب نظامها الغذائي الضخم، كانت بانو، تنام تسع ساعات يوميا وتتدرب ست ساعات أخرى. وفي كتاب صدر عام 1987، كتب المؤلف ماهيشوار ديال، أن شهرة بانو، جذبت الناس من كل مكان حيث خاضت عدة مباريات في ولاية أوتار براديش والبنجاب. وكتب: "لقد كانت تقاتل تمامًا مثل المصارع الذكر".


مصارعة بانو في التاريخ

ذكرت صحيفة "تايمز أوف إنديا" أنه في مدينة بيون بولاية ماهاراشترا، تم إلغاء مباراة مع المصارع رامشاندرا سالونكي بسبب اعتراض اتحاد المصارعة المحلي. وفي مرة أخرى، تعرضت بانو، لصيحات الاستهجان والرجم من قبل المشجعين بعد أن هزمت خصمًا ذكرًا. وبحسب الصحيفة، اضطرت الشرطة للتدخل والسيطرة على الحشود.

وفي كتابه "الأمة في اللعب: تاريخ الرياضة في الهند"، درس الأكاديمي رونجوي سين كيف أدى وجود بانو، إلى تعقيد هذه الرياضة. وأكد أن بانو، تقدمت بشكوى  إلى مورارجي ديساي، رئيس وزراء ولاية ماهاراشترا آنذاك، بشأن "الحظر" غير الرسمي على مباريات المصارعة التي كانت تشارك بها.

وفي قصتها القصيرة عن بانو، والتي نشرت بعنوان "دالان والا"، كتبت الكاتبة النسوية الأردية كوراتولاين حيدر، عن ذهاب مساعدتها المنزلية لمشاهدة مباراة مصارعة في مومباي وعودتها لتقول إنه لم يتمكن أحد من هزيمة "اللبؤة بانو".

ووفقا للتقارير، في عام 1954، هزمت بانو، المصارعة فيرا تشيستلين، المعروفة باسم "أنثى الدب" في روسيا، في أقل من دقيقة في مباراة في مومباي. وفي نفس العام، أعلنت أنها ستذهب إلى أوروبا لمحاربة المصارعين هناك.


روايات عن اختفاء حميدة بانو

بعد فترة وجيزة من إعلان حميدة بانو، عن نيتها للسفر إلى أوروبا، اختفت المرأة من حلبة المصارعة بشكل مفاجي، وتتعدد الروايات حول اختفائها. ففي إحدى الروايات يُقال بأن بانو، تزوجت من "سلام باهلوان" مدربها الخاص، وأنها عاشت معه حتى وفاتها.

ولكن هناك من يعترض على رواية زواجها، حيث يفيد بعض جيرانها أنها عاشت معه ولكنهما لم يتزوجا، وانفصلا في النهاية بعدما سافر سلام باهلوان، إلى عليكرة بينما بقيت بانو، في كاليان.

وفي رواية ثالثة، يُقال بأنه تم منعها من السفر إلى أوروبا، وظلت باقي حياتها تكسب قوت يومها من بيع الحليب وتأجير المباني وعندما نفدت أموالها، كانت تبيع وجبات خفيفة محلية الصنع على جانب الطريق.


ads