حريق العراق.. العروس فقدت عائلتها بالكامل واستمرار مواكب التشييع في فاجعة الحمدانية

زار رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، المصابين وعائلات ضحايا حريق العراق بعد أيام من حريق نينوى المميت، حيث أشتعل حريق العراق في حفل زفاف أدى إلى مقتل حوالي 100 شخص، كما توفى شخصان آخران من المصابين اليوم متأثرين بجراحهما، وذكر التلفزيون الحكومي العراقي أن السوداني، وصل إلى محافظة نينوى في ساعة مبكرة من صباح الخميس مع وفد من الوزراء والمسؤولين الأمنيين، والتقى بالجرحى وذوي الضحايا في مستشفى منطقة قضاء الحمدانية والمستشفى الجمهوري، وزار بعد ذلك دير مار بهنام الكاثوليكي بمدينة نينوى، لتقديم تعازيه للضحايا.

وبسبب حريق العراق، اندفع حوالي 900 ضيفًا مذعورين للخروج من قاعة أفراح في مدينة نينوى، ليلة الثلاثاء الماضي، واندفع المدعوون للفرار من قاعة هيثم الملكية للأفراح في منطقة قضاء الحمدانية ذات الأغلبية المسيحية بالقرب من الموصل بعد أن اشتعلت النيران في ألواح السقف فوق رؤوس المدعوين.

 وأعلنت السلطات العراقية إن حوالي 100 شخص لقوا حتفهم في الحادث، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى فى الأيام المقبلة، مع إصابة ما لا يقل عن 150 آخرين، والعديد منهم في حالة حرجة نتيجة الإصابة بالحروق أو استنشاق الدخان الخاص بالحريق، وأيضا يعاني الكثير من المصابين من الكدمات، نتيجة التدافع، عندما حاول 900 مدعو الهروب من المخارج القليلة للقاعة.

استمرت مواكب التشييع اليوم الخميس في كنيسة مار بهنام الكاثوليكية، وأظهر مقطع فيديو متداول على وسائل إعلام عراقية ومواقع التواصل الاجتماعي العروسين في حالة حداد بين الجمهور.

وكشف صديق العروسين جميل الجميل لوكالة فرانس برس إن العروسين نجاا من الحريق، وكانت "الحروق الطفيفة" التي أصيبا بها أكبر بكثير من الضربة الساحقة التي خلفتها خسارة الكثير من أفراد عائلتهما.

حيث صرح جميل: "لقد فقدت العروس عائلتها بأكملها: ثلاثة أشقاء، وجميع أعمامها وأبناء عمومتها الصغار. وفقد العريس والدته".

واندلع الغضب بسبب ارتفاع عدد القتلى، والذي ألقت السلطات باللوم فيه بشكل كبير على سوء الالتزام بقواعد السلامة، وعدم كفاية عدد مخارج الحريق، واستخدام مواد بناء شديدة الاشتعال.

 

كشفت وزارة الداخلية إن مواد البناء شديدة الاشتعال ساهمت في اشتعال حريق العراق، واتهمت أصحاب قاعة الأفراح بانتهاك بروتوكولات السلامة والأمن، فيما دعت بلدية الموصل يوم الأربعاء إلى إغلاق الفنادق والمطاعم والأماكن الأخرى التي ليس لديها موافقات السلامة أو التي تجاهلت التحذيرات.

وصرح مسؤول أمني لوكالة أسوشييتد برس إن أحد مالكي المكان و13 عاملاً وموظفًا، بالإضافة إلى 3 أشخاص يشتبه في قيامهم بإشعال الألعاب النارية، يخضعون حاليًا للتحقيق، فيما بين المسؤول إن الإهمال تسبب في الحادث وأن الحكومة تستعد لتعويض الناجين وأسر الضحايا.

 

وقد صرح أحد أصحاب قاعة أفراح الهيثم بمنطقة قضاء الحمدانية بمدينة نينوى، والتى حدث بها مأساة حريق العراق، تشوني سليمان نابو، لوكالة أسوشيتد برس إن ماسًا كهربائيًا تسبب في الحريق ونفى إهمالهم لإجراءات السلامة.

بينما أعلن متحدث باسم الحكومة إن السلطات ستجري عمليات تفتيش صارمة على الفنادق والمدارس والمطاعم وأماكن الفعاليات بجميع أنحاء العراق، للتأكد من امتثالها لمعايير السلامة، حتى لا تتكرر مأساة حريق نينوى بمنطقة قضاء الحمدانية.

تشهد دولة العراق غالبا عدم مراعاة لمعايير السلامة بشكل جيد في المدن العراقية، حيث في عام 2021، قُتل عشرات الأشخاص في حريقين منفصلين اندلعا في أجنحة المستشفيات.

بينما شهدت الموصل مأساة كبرى سابقة في عام 2019، عندما لقي ما لا يقل عن 100 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، حتفهم عندما غرقت عبارة مكتظة في نهر دجلة.