الداعيات النساء.. نماذج ناجحة وأخرى فاشلة بسبب التسرع وعدم الصبر
يطالعنا دائما التاريخ الإسلامي بنماذج نسائية يحتذى بها في مجال الدعوة،أبرزهن السيدة عائشة التي قال عنها عطاء بن أبي رباح، " كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة، وقال الزهري لو جمع علم عائشة إلى علم جميع العالمين المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل "، وهذا يبرز مكانة المرأة في مجال الدعوة وعدم تمييز الإسلام بين رجل وامرأة في ذلك المجال، وفي الوقت الحالي هل عبرت الداعية الإسلامية عن المرأة وقضاياها أم اكتفت المرأة بالخطاب الموجه من الدعاه الرجال.
الدكتورة دينا محمود مدرس الإذاعة والتليفزيون بقسم الإعلام جامعة أسيوط،أوضحت أن الفرق بين علماء الدين المتخصصين وبين الدعاة حيث قالت، " لدينا فئتان من مقدمي المضمون الديني بالبرامج،فئة دارسين في المؤسسة الدينية كل الأسس والمناهج والمذاهب الدينية وهؤلاء هم الأجدر بإصدار الفتاوى الدينية.
وتابعت، ورأينا برامج كثيرة على الشاشات لعلماء الدين الكبار ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ على جمعة مفتي الجمهورية السابق والشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، وسابقًا كان فضيلة الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه، والفئة الثانية هناك بعض الأشخاص الذين تخرجوا من كليات التجارة والهندسة وقرأوا في الدين ثم أتيحت لهم فرصة الظهور في البرامج لكن هم ليسوا رجال دين.
واستطردت "دينا"، وبالنسبة إلي الفئة الثانية أصنفهم "مقدمي برامج دينية" وليسوا "دُعاة"، ولابد أن نوضح أن من يتحدث في الدين وإطلاق الفتاوي لابد أنه يكون دارس ومتعمق وليس مجرد قارئ في الدين، فنجد أن وسائل الإعلام مثل ما قدمت برامج لكبار مشايخ الأزهر الشريف وأفادت الناس، للأسف قدمت بعض الأشخاص الآخرين غير الدارسين للدين بشكل كاف، وكانوا السبب في إصدار فتاوى مضللة للناس ومثيرة للجدل.
وأردفت"دينا" وفيما يتعلق بتفضيل السيدات لمتابعة الدعاة الرجال، فالإجابة في رأيي الشخصي تتلخص في أن سوق الإعلام يقدم نماذج من الرجال أضعاف النساء، وبالتالي فإن وسائل الإعلام تقدم نموذج واحد فقط من السيدات مقابل ٩ نماذج من الرجال، فمنطقيًا لابد أن تكون مشاهدات الجمهور للرجال أكبر، بسبب أن عددهم المقدم في الإعلام كبير، وليس السبب قلة وجود سيدات من أهل العلم.
وأضافت، فنحن لدينا سيدات أساتذة في العلوم الدينية منهم الدكتورة عبلة الكحلاوي،فهي عالمة ولديها الكثير من المشروعات والخدمات الخيرية، ولدينا أيضًا الدكتورة سعاد صالح وغيرهن الكثيرات، لكن الحقيقة أن وسائل الإعلام تطرح نماذج الرجال وتدعمهم أكثر بكثير من السيدات.
وأعربت "دينا" عن اتقادها بأن السبب في ذلك ربما يرجع إلى الصورة النمطية لدينا عن أهل الدين بأنهم "رجال" فلذلك يلجأ الإعلام دائمًا لإبراز نماذج الرجال تكريسًا لتلك الصورة الذهنية، أو ربما لأن الظهور بالبرامج يحتاج إلى تفرغ ووقت كبير، وهذا متاح للرجال أكثر من السيدات التي تنشغل ببيتها وعملها وأولادها ويكون صعب عليها التفرغ للإعداد والتصوير لساعات طويلة مثل الرجل..كل هذا مجرد تخمينات، ولأهمية هذا الموضوع نحتاج إلى دراسة علمية حتى نقف على الأسباب بشكل علمي.
" الأسلوب المشوق وجذب الانتباه " من أهم الأسباب التي ترى روضه سيد علي، دارسة للشريعة والقانون بجامعة الأزهر ومحفظة قرآن كريم، وطامحة في أن تكون داعية مستقبلًا، أنها كفيلة لتجعلك تفضلين متابعة أي داعية واستكملت، قائلة، " إنها عامل هام لزيادة الإقبال على مشاهدة الدعاة من الرجال، فتتميز طريقتهم في الدعوة بأسلوب جذاب ومشوق يجعلك تستمتع له حين مشاهدته، على عكس طريقة بعض الدعاة السيدات واللوتي تجد في أسلوبهن شئ من السرعة وعدم الصبر، خاصة حين تتصل المشاهدات للاستفسار عن أي شئ، فأحيانا حتى لا يجعلوها تكمل سؤالها، وحين يتم الرد على سؤالها تجد الإجابات مختصرة، ورغم ذلك هناك داعيات سيدات ملمين بالموضوعات الدينية الخاصة بالمرأة، فلو قدم الأمر بشكل ملائم سيصبح جميل جدًا "
الدكتورة منى الريس، حاصة على دكتوراة في القانون المدني وتعمل داعية إسلامية وتقدم برنامج " الدين حياة " على اليوتيوب بلغت نسبة المشاهدين له ١٣ مليون تحدثت معنا فقالت، " أنا دعوتي بسيطة لكي لا يتشتت الناس في أمور دينهم، فأقوم بتناول القضايا الاجتماعية والنفسية وخاصة العلاقات بين الزوجين "
وعن تفضيل الأغلبية لمشاهدة الدعاة من الرجال عن مشاهدة الداعيات حكت " منى" تجربتها كمتخصصة في هذا المجال فقالت، " هناك وجهة نظر لدى البعض أن المرأة متقلبة المزاج وليست لديها خلفية أو دراية بالأمور تؤهلها للظهور في الإعلام وعرض القضايا فرأي المرأة لا يؤخذ به، فحين عرضت خلال برنامجي قضايا شائكة حصلت على مشاهدات تجاوزت الملايين تم محاربتي رغم إني تحدثت بأسلوب علمي وديني بشكل بحت، مضيفًة:" الإعلام يفضل دائما ظهور الرجال "