الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

رواية كادت أن تتسب فى موت نجيب محفوظ «القصة الكاملة لأزمة أولاد حارتنا»

الخميس 31/أغسطس/2023 - 09:31 م
نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

نجيب محفوظ، احتفلت مصر وكل محبي الأدب العربي أمس الأربعاء 30 أغسطس بذكرى رحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ، والذي رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم 30 أغسطس 2006.

 

نجيب محفوظ وجائزة نوبل


وتعد جائزة نوبل هي الحدث الأبرز في مسيرة الأديب العالمي نجيب محفوظ، حيث ساعدته في التربع على عرش الرواية العربية، لكن، ومع ذلك فقد تسببت جائزة نوبل في العديد من المتاعب لزعيم الحرافيش، وخاصة من بعض الأدباء الذين انتقدوا حصوله على الجائزة، وقالوا إن هناك الأحق بها منه.

 

هجوم على نجيب محفوظ بسبب أولاد حارتنا

إضافة إلى ذلك، فقد هاجمت الجماعات المتشددة نجيب محفوظ بشكل عنيف، وقالت إن حصوله على جائزة نوبل مثل مكافأة له على رواية أولاد حارتنا التي قالوا إنها تهاجم الإسلام والأديان السماوية.
أما عن رواية أولاد حارتنا، فهي من أشهر أعمال نجيب محفوظ، وأحد أسباب شهرتها أنها أثارت الكثير من الجدل منذ نشرها بشكل متسلسل في صفحات جريدة "الأهرام"، ثم صدورها لأول مرة عن دار الآداب ببيروت، وذلك عام 1962، إلا أن نشرها في مصر تأخر حتى عام 2006، لتقرر دار الشروق إصدارها أخيرا أواخر ذلك العام.



ومن الناحية الأدبية والفنية، فقد جمعت رواية أولاد حارتنا، عناصر العمل الأدبي المتميز، من الرمز والحبكة والتصوير والخيال، كما تعد من الروايات الجريئة في تناولها.

هيكل يساند نجيب محفوظ

وكانت أزمة رواية أولاد حارتنا اشتعلت في نهاية الستينيات من القرن الماضي، بعدما نشرها نجيب محفوظ على حلقات في جريدة "الأهرام" وهاجمها شيوخ الأزهر وقتها، وطالبوا بوقف نشرها؛ ولكن الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل رئيس تحرير "الأهرام"، وقتها، ساند نجيب محفوظ ورفض وقف نشرها، فنشرت أولاد حارتنا كاملة على صفحات "الأهرام"، ولكنها لن تنشر في كتاب واحد في مصر إلا بعدها بسنين طويلة.

ولم يصدر قرار رسمي بمنع نشر رواية أولاد حارتنا في مصر، ولكن بسبب الضجة التي حدثت وقتها، اتفق نجيب محفوظ مع حسن صبري الخولي، الممثل الشخصي للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، على عدم نشر الرواية في مصر إلا بعد الحصول على موافقة الأزهر، ثم طبعت الرواية في لبنان، وأصدرتها دار الآداب عام 1967، ومُنع دخولها إلى مصر، بالرغم من أن العديد من النسخ المهربة دخلت مصر بعد ذلك.

 

عودة أزمة أولاد حارتنا مع فوز نجيب محفوظ بنوبل

وهدأت أزمة أولاد حارتنا العديد من السنوات بعد ذلك، ولكن، ومع فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل عام 1988، وإعلان حيثيات فوز الأديب العالمي بها، ذكر من بينها رواية أولاد حارتناـ الأمر الذي أشعل الأزمة مرة أخرى.

بعدها بأعوام، وتحديدا في فترة منتصف تسعينات القرن الماضي، وفي 18 أكتوبر 1995، حاول بعض الإرهابيين اغتيال أديب نوبل نجيب محفوظ، أثناء خروجه من منزله في حي العجوزة بالجيزة، ولكنه نجا من الموت بأعجوبة ونقل إلى المستشفى.

وأثناء التحقيق مع المتهمين بعد ضبطهم، تفجرت مفاجأة مدوية، حيث اتضح أن الإرهابيين قرروا اغتيال نجيب محفوظ بسبب رواية أولاد حارتنا، وكانت المفارقة أن المتهم الذي نفذ الجريمة كان أميا لا يقرا ولا يكتب، ويعمل نجارًا مسلحًا، ولم يحضر الاجتماع الذي تم تقرر فيه اغتيال نجيب محفوظ، ولكن صدر له تكليف بذلك.


ads