الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

بقلم فاطمة المزيني: القناة الثقافية على الطريقة الفضائية

الأحد 20/أغسطس/2023 - 02:28 م
هير نيوز

احتفى الوسط الثقافي هذا الأسبوع بإعلان وزارة الثقافة عن إطلاق القناة الثقافية التلفزيونية الفضائية مع منصتها الرقمية، بالشراكة مع مجموعة MBC. وعلق وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان على تدشين القناة بقوله «منصة لثقافتنا، وتراثنا، وأدبنا، تعرض فنونا بصرية، وفنون الطهي، والأزياء، وأفلاما، وكتبا، ومسرحًا، وفنونًا أدائية، وموسيقى، وعمارة وتصميما».

هي أشبه بعنوان لمن أراد أن يتعرف على الشعب السعودي، طبيعته وأفكاره وتقاليده وأحلامه. يا لها من بادرة عظيمة.

ورغم أن وزارة الثقافة تجاوزت حدود الجمهور النخبوي منذ زمن بمبادراتها الثقافية الطموحة التي شاركت المجتمع في فعالياته الترفيهية وفي مقاهيه ومنصاته وحتى أعماله التطوعية، إلا أن وجود قناة تلفزيونية ثقافية خاصة يعد نقلة نوعية باتجاه توسيع دائرة التأثير الثقافي داخليا و خارجيا.

المعروف أن وزارة الثقافة تعمل وفقا لأهداف واضحة، تتمثل في تفعيل الثقافة كنمط حياة، وتوجيه الثقافة من أجل النمو الاقتصادي، وكذلك توظيف الثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية.

وكمتابعة لعمل الوزارة تدهشني الإنجازات التي تحققت في زمن قصير والتي تسير دوما على خارطة طريق رسمتها الرؤية الوطنية 2030.

وفي الحقيقة استوقفتني المستهدفات الذكية العصرية التي أعلنتها الوزارة لقناتها الثقافية والتي كان منها ترسيخ وجود المحتوى السعودي في منظومة الإبداع العالمية، وتعزيز الاحتفاء بثراء الثقافة السعودية، وتحويل المبدعين إلى أصول ثقافية، وكذلك شراء حقوق المسرحيات والاحتفالات العالمية، بالإضافة إلى رصد النقاشات الدائرة بين المثقفين ومتابعتها بشكل مستدام.

وهي مستهدفات كبرى ستنعكس بلا شك على رفع مستوى الممارسات الثقافية من جهة، كما ستطرح آليات إبداعية لتقديم التراث السعودي والتعبير عن مظاهره العريقة، واتصاله رغم كل الظروف التاريخية الصعبة التي مرت على ذاكرتنا. المتوقع أن تقدم القناة التلفزيونية الناشئة برامجا ثقافية و وثائقيات و تغطيات خاصة، كما تفسح المجال للموهوبين والمبدعين والمهتمين بالعمل الثقافي، للمشاركة في منصاتها الرقمية بتقديم إنتاجهم وأفكارهم من مقاطع فيديو أو بودكاست أو مقالات، لتدشن بذلك عصرا ينقل الثقافة السعودية إلى مستوى إعلامي مختلف. ويساهم في إتاحة الفرصة لصناعة نجوم حقيقيين تقدمهم أعمالهم وإنجازاتهم للجمهور.

ختاما.. أعتقد أن وزارة الثقافة استطاعت أن تحتكر الدهشة و المفاجآت السعيدة، إذ تعمل في صمت و تنجز الكثير دون بروباغاندا ومبالغات. ولطالما أظهرت حرصها على التواصل مع المجتمع و استلهام توجهاته الفكرية و الإنسانية، وجاءت هذه القناة الفضائية كأسلوب متجدد يضاف لما سبق من أساليب الاتصال الثقافي مع الناس ومع العالم. وفكرة ثاقبة تضعنا مجددا على أهبة الترقب لحالة ثقافية مختلفة.

نقلا عن الوطن السعودية

ads