إسماعيل محمد | قصة طفل فقد والده ففعل ما لا يتوقعه أحد
الخميس 03/أغسطس/2023 - 11:24 م
وائل كمال
عندما نفقد الأب ويرحل عن دنيانا، قد نشعر لأول وهلة بالضياع، وبأننا فقدنا السند، وأن الحياة قد انتهت عند هذا الحد، وقد يستمر هذا الشعور لفترة طويلة جدا، بل وقد يقلب حياة الابن الحزين على والده، وقد يضيع في غياهب الدنيا التي لا ترحم.
الأب معروف أنه القدوة والسند والحماية والأمان لأبنائه، وبالتأكيد فقدانه كارثة حياتية من النادر أن نجد من يتحملها أو يتقبلها بسهولة، فما بالكم بطفل ما زال في عمر الزهور، فالأطفال يتعلقون بآبائهم، وينتظرونهم بشغف متوقعين أن يجلب لهم الأب الحلوى وما لذ وطاب وهو عائد عمله أو من سفره، فماذا يفعل الطفل عندما يفقد هذا الأب الحنون؟.
بطل قصة اليوم هو بطل بمعنى الكلمة، إنه الطفل إسماعيل محمد إسماعيل، فقد والده وهو بعمر صغير جدا، وفور علمه بهذه الكارثة، ظل يردد، هل لن أرى والدي مرة أخرى؟، هل انتهت قصته عند هذا الحد، من سيشتري لي الحلوى؟ من سيعطيني كل ما أتمنى؟ من سيصحبني للتنزه واللعب مع أصدقائي؟.
كلام الطفل إسماعيل أثار تعاطف كل من حوله، وانهالت دموع الأقارب والأصدقاء تاثرًا بما قاله، وظنوا أن إسماعيل سيستسلم لحزنه، وسيكون حبيسا له، ولن يخرج من هذه الأزمة النفسية بسهولة، ولكن كانت المفاجأة فيما رآه الجميع بعد ذلك وخلال أيام قليلة من وفاة والد الطفل إسماعيل.
خرج إسماعيل الذي لم يكمل عماه التاسع بعد من أزمته سريعًا وأثبت أنه أقوى طفل على وجه الأرض، حيث أعاد لوجهه ابتسامته، وواصل دراسته، وعاد لهواياته في وقت قياسي، وحين ظن الجميع أنه لا يدرك ما حدث لوالده، تفاجأوا بأنه يعلم تمامًا ما حدث، بل وقال إنه يفعل ذلك حتى يفخر به والده، لأنه يعلم تماما ما كان يحبه والده، وقرر أن يفعله في موقف أثار دهشة الجميع لأنه تصرف بشكل لا يعبر عن سنه.
ما فعله إسماعيل وما قاله عند وفاة والده، جعل الجميع يتحدثون عنه وعن قصته وقوته الرهيبة أمام هذه الصدمة التي قد لا يتحملها إنسان بالغ، ففخرت به مدرسته في المدرسة، وتحدثت عنه بكل اعتزاز وحب، قائلة إنه طفل قوي، وعلى وأسرته أن تفخر به، ونشرت عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي صورته مع تعليق يعبر عن إعجابها الشدي بإسماعيل وابتسامته التي لم تفارق وجهه.
المثير في قصة إسماعيل أنه رأى انهيار والدته أمام عينيه بعد علمها بفقدان والده، ورغم ذلك، لم يهتز، وتعامل كرجل قوي، فشعرت والدته أنها أنجبت رجلا يعتمد عليه، وفرحت به كثيرا رغم إلمها على فراق زوجها، ولكنها قالت في سريرة نفسها، إنه العوض الذي منحها الله غياه ليكون خير سند لها في هذه الدنيا.
قصة إسماعيل نرويها لنعلم أبناءنا كيف يكونون أقوياء، وكيف يواجهون الصدمات، فالتدليل المبالغ فيه يعلم الطفل اللامبالاة، فعلموا أولادكم كيف يكونوا أقوياء، علموا أبناءكم كيف يصبحون إسماعيل.
اقرأ أيضا..
ونقدم لكم من خلال موقع هير نيوز، أخبار وتقارير، صاحبة المعالى، منوعات، فن وثقافة، كلام ستات، بنات، هير فاشون، حوادث، رياضة، صحتك، مال وأعمال، توك شو، مقالات، دنيا ودين.