بقلم هند الشومر: ذكرى أغسطس الأليمة
يحل علينا الثاني من أغسطس بذكراه الثالثة والثلاثين الأليمة والتي غدر فيها جار على جاره واحتل أرضه ونهب أمواله واعتدى على شعبه وحاول أن يطمس هويته في عدوان أدانته جميع دول العالم، وخاصة أن الكويت لم تتوان عن مساعدة العراق بكل الوسائل وفي جميع الظروف وعلى مدى سنوات طويلة، فهل جزاء الإحسان هو النكران والاعتداء؟
لقد مرت هذه الفترة منذ الغزو العراقي الغاشم على الكويت في عام 1990 ولم ينس الشعب فاجعة النظام الغادر ولم ينس الشهداء الأبرار ولم ينس من تعذبوا وأصيبوا ببعض الإعاقات من جراء ما فعله جنود الغدر بهم. وكان هذا اليوم هو أفضل الأمثلة لتلاحم الشعب الكويتي وتعاضده من أجل دحر العدوان وكانت الدروس واضحة للجميع فقد أثبت الشعب الكويتي تكاتفه مع السياسة الكويتية لحماية الكويت وتعزيز استقرارها وسجل الأشقاء الخليجيون ومن معظم الدول العربية والأصدقاء في العالم صفحة ناصعة البياض والتي ستبقى محفورة للأبد في أذهان الأجيال القادمة وتشهد على نصرة الشرعية الكويتية ودعمها ودحر العدو الذي انتهك أصول الأخوة والجيرة.
وهناك شخصيات كثيرة ساندت الكويت بكل ما تملك ويجب ألا ننساها حيث إن من هذه الشخصيات خادم الحرمين الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز آل سعود والذي فتح قلبه وأرضه بكل الحب للقيادة الكويتية الشرعية وللشعب الكويتي ولا ننسى مقولته المعروفة «إما الحياة والعيش مع الكويت وإلا الموت والفناء لكلينا». ومن الشخصيات أيضا الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب الذي تعهد بعودة الكويت حرة مستقلة، والجنرال نورمان شوارزكوف والذي قاد عملية «عاصفة الصحراء» حيث كان قائدا للقوات المركزية الأميركية ومسؤولا مباشرا عن عمليات المعركة عام 1991 ولا ننسى الفريق الأمير خالد بن سلطان قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات في حرب تحرير الكويت وكانت له بصمة مهمة في التحرير وكذلك جميع رؤساء وملوك دول الخليج ودول العالم والذين ساعدوا الكويتيين بشتى الطرق أثناء تلك المحنة.
وفي هذه المناسبة، يستذكر الكويتيون تضحيات أبنائهم وبناتهم ووقوفهم ضد محاولات الغزو العراقي الغادر لمحو بلادهم من خريطة العالم بكل الطرق الممكنة ويستذكرون التدمير والقتل ومحاولة الإبادة الثقافية واستهداف المؤسسات الرسمية الثقافية الكويتية لتحقيق مآربه الضالة في إعادة كتابة التاريخ وتزوير الحقائق بالإضافة إلى التدمير البيئي والذي فرضت بموجبه الأمم المتحدة على العراق دفع تعويضات للكويت.
إن الدروس المستفادة من هذا الغزو الغاشم يجب ألا نغفلها على مدى الدهر وخاصة أن تحقيق التضامن الخليجي والعربي كان مهما جدا في إقناع المجتمع الدولي بالتدخل لدحر قوات النظام الغادر ولابد من استمرار هذا التضامن لدحر أي اعتداء من أي جهة أخرى قد تسول لها نفسها الاعتداء وأن تشمل المناهج التعليمية كل التفاصيل عن الغزو العراقي الغاشم وعن كيفية دحره والقضاء عليه بالإضافة إلى غرس الوطنية في نفوس الأبناء للدفاع عن الوطن وممتلكاته مستشهدين بما فعله شهداؤنا الأبرار، رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته، وأدعو الله أن يديم على بلادنا الكويت الأمن والاستقرار ويرحم شهداءنا الأبرار ويبعد عن بلادنا أي اعتداء أو شر، وحفظ الله بلادنا والشعب الكويتي في ظل قيادته الحكيمة.
نقلا عن الأنباء الكويتية