«صبايات» | فرقة غنائية لبنانية حولت 10 طالبات إلى نجمات (فيديو وصور)
الجمعة 07/يوليه/2023 - 11:29 م
وائل كمال
فرقة غنائية بات اللبنانيون ينتظرون فيديوهاتها ويتفاعلون معها بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، فتيات أطلقن على فرقتهنّ اسم «صبايات»، تيمّناً بمقامَي الصَبا والبَياتي في الموسيقى الشرقية، وأردنَ من الاسم كذلك تأكيداً على هويتهن الأنثوية.
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط السعودية، تروي ماري لوستي نصار، العضوة بالفرقة قصتها قائلة: حدث ذلك في نهاية عام 2022، يوم قرّرت زميلات الصف، وهنّ صديقات مقرّبات، أن يجتمعن في أداء أغنية وتصويرها على الهاتف ثم تحميلها على منصة «تيك توك». لكن ما كان هدفه التسلية، انقلب نصف مليون مشاهدة بين ليلة وضحاها.
لم يكن لمجموعة الصبايا اسمٌ حينها ولا مشروعٌ واضح المعالم، غير أنّ ردود الفعل على الفيديو شجّعتهنّ على تصوير المزيد ومشاركته مع الناس. لاحقاً جاءت التسمية ومعها مزيدٌ من المُشاهَدات والمتابعين والشعبيّة. تُرجّح نصار أن يكون المشاهدون قد أحبّوا عفوية الفيديوهات، وإطلالة الفتيات الخالية من أي تبرّج أو تأنّق أو افتعال.
أما في طليعة ما جذب الأنظار إلى «صبايات»، فهي فرادة الفكرة التي تقوم عليها الفرقة؛ 10 فتيات لم يتخطّين الـ23 من العمر، يغنّين ويعزفن ويُقدّمن التراث الموسيقي الشرقي في إطار من البهجة والبساطة، وفق نصار، فإن «صبايات» تحرص على هذه الميزة وتسعى إلى ترسيخها من خلال الحفاظ على طابعها الأنثوي.
تؤكد أنّ «الباب لن يُفتح أمام الشبّان، فالفرقة نسائية حصراً». وتوضح أنّ بعض الاستثناءات يحصل عندما يضطررن إلى الاستعانة بزميل من الجامعة لمرافقتهنّ على آلة موسيقية معيّنة، لكن ذلك لا يعني أنّ العازف الزميل يتخطّى صفة «الضيف» في الفيديوهات أو الحفلات.
الطابع الأنثوي
تتألف الفرقة حالياً من 10 مواهب هنّ، إضافةً إلى ماري لوستي نصار، إيلينا نوفل، وإيلينا ندّور، وجويا عطا، وجويا عوّاد، وتينا البويز، وغنوة زيدان، وريتا ضاهر، ومارييلا مارون، ولارا تحومي. يتحصنّ بالكيمياء التي تجمع بينهنّ لمحاولة تحقيق حلمٍ اخترق جدران معهد التربية وصدح أعلى من نغمات بيانو الصف.
الشهرة المستجدّة مُغرية، لكنها لم تضلّل الفتيات عن هدفهنّ الأساسي: «نريد أن نكون صوت أغنيات الزمن الجميل»، تقول نصار. «راجعين يا هوا»، و«لما بدا يتثنّى»، و«بالساحة تلاقينا»، و«بين العصر والمغرب»... رغم أنهن محسوبات على الجيل الصاعد، فإنّ «صبايات» يستقين من أرشيف الطرب الأصيل والفولكلور العربي واللبناني. يخصّصن مساحةً كذلك للأغنيات العصرية، وغالباً ما يدمجن في الفيديو عينه أغنيتَين منتميتَين إلى حقبات مختلفة.
راقت هذه الخلطة المتابعين، من بينهم عدد كبير ممّن لم يتخطّوا الـ25. فاجأ هذا التفاعل «صبايات» وزادهنّ إصراراً على رؤيتهنّ: «هدفنا هو إيصال الأغنيات الأصيلة»، تشدّد نصار. وتضيف: «من الضروري أن يتعرّف الجيل الجديد إلى هذه الأعمال المهمة، وسعادتنا كبيرة بأننا استطعنا التأثير في مَن يصغروننا سناً، وهم يتجاوبون معنا كثيراً. لم نتصوّر أبداً أنّ فيديوهات قصيرة صوّرناها بهدف التسلية، سيكون لها هذا الأثر».
ليست الأصوات الجميلة وحدها التي جذبت المستمعين، بل القدرات الموسيقية التي تتمتّع بها صبايا الفرقة. منهنّ مَن يعزفن البيانو والساكسوفون والآلات الإيقاعية، فيما تتفرّغ الأخريات للغناء. ومن بينهنّ مَن يؤلّفن كلاماً وألحاناً كذلك، غير أنّ الموعد لم يحن بعد لإصدار أغنية خاصة. تُعلّق نصار: «يجب أن نثبت أنفسنا أكثر قبل خوض هكذا تجربة، ثم إننا سنحتاج إلى إدارة أعمال وإلى إنتاج إذا أردنا أن نُطلق إصدارات خاصة».
تتنوّع المواهب داخل فرقة «صبايات»
كل ما تختبره فرقة «صبايات» حالياً جديدٌ عليها؛ من اهتمام الناس ومتابعتهم، إلى اللقاءات الإعلامية، وليس انتهاء بالحفلات. منذ أقل من 3 أسابيع فقط، اعتلين الخشبة للمرة الأولى بصفتهنّ الرسمية، وكان ذلك في شارع الجمّيزة ببيروت لمناسبة عيد الموسيقى.
تتزايد العروض من أجل إحياء حفلات وأعراس ومهرجانات في المدن والقرى اللبنانية. سحرُ البدايات جميل، لكنه لا يخلو من تحدّيات، فصبايا الفرقة لسن قادرات على التفرّغ تماماً للنجومية؛ لكلٍ منهنّ وظيفتها والتزاماتها بعيداً عن المشروع الغنائي. ومن بين الصعوبات كذلك أنّ كلاً منهنّ تقيم في بلدة، فتحول المسافات دون تمكّنهنّ من تكثيف التدريبات. توضح نصار: «نحاول أن نلتقي مرة أو اثنتين قبل الحفلة، ثم تتدرّب كل واحدة منفردة في بيتها».
ممّا تكتشفه «صبايات» مؤخراً كذلك، ضغوط الانتماء لفرقة موسيقية تضمّ مجموعة كبيرة من الفتيات. تعلّق نصار ضاحكة: «في كل الفِرَق تحصل خلافات، فكيف إذا كانت الفرقة مؤلّفة من 10 بنات؟». لذلك لجأت الشابات إلى استراتيجية تقسيم الأدوار، إذ تتولّى كل واحدة مسؤولية محدّدة كالتسويق، والتواصل مع الإعلام، واختيار أغنيات الحفلات، والشؤون اللوجيستية وغيرها. أما عندما يحتدم الخلاف وتتضارب الآراء كثيراً، فيعتمدن سياسة التصويت.
لكن الأصوات تتناغم وتندمج في صوت واحد من جديد، عندما يحين وقت الغناء. وفي هذه اللحظة تحديداً، تعود لتتّضح ميزة «صبايات»: خلطة من العفوية والروح المرحة والفن الحقيقي، وانعكاسٌ لصورة لبنان الحلوة.
اقرأ أيضا..
ونقدم لكم من خلال موقع هير نيوز، أخبار وتقارير، صاحبة المعالى، منوعات، فن وثقافة، كلام ستات، بنات، هير فاشون، حوادث، رياضة، صحتك، مال وأعمال، توك شو، مقالات، دنيا ودين.