الأربعاء 27 نوفمبر 2024 الموافق 25 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«عالم أزهري»: جهل الشيوخ وراء مقولة «المرأة ناقصة عقل ودين»

السبت 16/يناير/2021 - 06:01 م
هير نيوز


قال الدكتور مصطفى راشد، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء الإسلام من أجل الإسلام: "إنه بسبب حديث مزور منسوب للرسول صلى الله عليه وسلم، مروي عن أبو سعيد الخدري الوارد في كتاب مزور منقطع السند منسوب للبخاري قوله: (يا معشرَ النِّساءِ تصدَّقْنَ فإنِّي أراكنَّ أكثَرَ أهلِ النَّارِ)، فقُلْنَ: ولمَ ذلك يا رسولَ اللهِ؟ قال: (تُكثِرْنَ اللَّعنَ وتكفُرْنَ العشيرَ، ما رأَيْتُ مِن ناقصاتِ عقلٍ ودِينٍ أذهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحازمِ مِن إحداكنَّ يا معشرَ النِّساءِ)، فقُلْنُ له: ما نقصانُ دِينِنا وعقلِنا يا رسولَ اللهِ؟ قال: (أليس شَهادةُ المرأةِ مِثْلَ نصفِ شَهادةِ الرَّجُلِ)، قُلْنَ: بلى، قال: (فذاك نُقصانُ عقلِها أوَليسَتْ إذا حاضتِ المرأةُ لم تُصَلِّ ولم تَصُمْ)؟ قُلْنَ: بلى، قال (فذاك نُقصانُ دِينِها)".

وأضاف "راشد" في تصريحه لـ"هير نيوز"، ما يناقد هذا الحديث، أن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل ماعدا الأمور التجارية لما يغلب عليها عمل الرجال، أيضًا الدورة الشهرية خلقة من الله لإعمار الكون وهو فضل للمرأة لأستمرار البشرية وتحميل المرأة ذلك بالنقصان هو اتهام لله حاشا له بنقصان خلقته.

وتابع: "للأسف المشايخ بسبب جهلهم شاعوا قصة نقصان النساء وربما صاغ هذا الحديث رجل انكوى من المرأة بكفران العشير وعدم الوفاء وقلة الأصل وهي صفة للأسف تطول غالبية النساء وبعض الرجال لكن في الحقيقة الناس سواسية بحسب الخلق، وأنه ليس هناك تفاصيل في إنسانيتهم بين رجل وامرأة إلا بما يجري على ذلك من أسس مكتسبة أساسها التقوى والعمل الصالح، لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً) [النساء:1].

فالرجل والمرأة من نفس العنصر، خلقهما الله زوجين متجاذبين حتى يخلق من اجتماعهما نسلًا جديدًا; قال سبحانه: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) [الأعراف:189].وكرم الله عز وجل الرجل والمرأة بالتكليف دون تمييز، وترتيب الثواب والعقاب على الطاعة والمعصية، فهما متساويان في الثواب والجزاء والمؤاخذاة; قال تعالى: ( أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) [آل عمران:195].

وساوى سبحانه بين الرجل والمرأة على مستوى الحقوق; فقال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [البقرة:228].

والإسلام الحنيف حرص على عدم التمييز بين الرجل والمرأة، ولم يفضل جنسًا على حساب آخر، حيث جعل لكل منهما حقوقًا وواجبات مع مراعاة الاختلافات الجسدية والنفسية والاجتماعية بين الرجل والمرأة. فلا فضل لأحدهما على الآخر بسبب عنصره الإنساني وخلقه الأول، ويقرر الإسلام أن جنس الرجال وجنس النساء من جوهر واحد وعنصر واحد وهو التراب. والإسلام منح الرجل والمرأة حقوقًا تناسب طبيعة كل منهما، بل توسعت العقيدة الإسلامية مثل باقي الآديان في هذا الشأن لتقرر مبدأ وحدة الجنس البشري، وأن الاختلاف بين البشر سواء في الأرزاق أو مصادر الدخل أو الأعمار أو الألوان أو الأعراق أو الحقوق أو الواجبات، إنما يهدف إلى إعمار الكون في إطار من التعايش والتعاون والتكامل، لذا ولكل ماتقدم يتساوى الرجال والنساء وفكرة النقصان ماهي الا كذبة كبرى مرجعها التزوير الفاضح وجهل المشايخ.