"إلى حيث".. فيلم لبناني يكشف لغز جسد المرأة بكاميرا الميكرو
الجمعة 15/يناير/2021 - 03:59 م
شريف حمادة
ناقشت المخرجة اللبنانية باميلا نصور، في فيلمها التجريبي "إلى حيث"، بكل جرأة جسد المرأة بما يحمله من حساسيات فكرية ودينية قد تزرع في طريقه عواصف صاخبة، وهو ما أثار بعض الجدل خلال الفترة الماضية.
وتأكّدت هذه الجرأة بين لقطات بصرية جمالية تشي بحدود الجسد وتضاريسه وديالوج صوتي شعري بين رجل وامرأة، ويذهب الفيلم بالمتلقي إلى أماكن بعيدة تسير فيها بتصاعد صوتي حينا وتخافت حينًا آخر متنقلًا بين صوتي الرجل والمرأة، لتستعرض جملة من الأفكار العميقة والدفينة عن لغز جسد المرأة، مستخدمًة كاميرا الميكرو في تقديم جسد المرأة بطريقة نادرة، حيث مساحات من اللون والظل وانزلاقات ترافق انحناءات الجسد وتفاصيله بشكل قد لا يوحي أصلا بأنه جسد امرأة.
حاولت باميلا نصور، المخرجة اللبنانية مناقشة قضية جسد المرأة، مؤكدة ضرورة الحديث عن الجسد بطريقة مختلفة غير مزيفة ولا تقليدية كما هو موجود في السينما العربية وحتى العالمية.
وتؤكّد "باميلا" أن الفيلم كان جوابًا على نقطة استفزازية كثيرًا ما أحسّت بها، وهي عن كيفية النظر إلى الجسد بصورة عامة وخاصة جسد المرأة، قائلًة:" كوني سينمائية كنت متأكّدة أن الكاميرا يمكنها أن تجعلنا نرى الجسد بطريقة مختلفة عن الحالة التقليدية، فقرّرت تنفيذ الموضوع وتحديدًا عبر كاميرا الميكرو التي تجعلنا نرى ما لا نراه بالعين المجردة، ثم جاء الشعر ليكمل المهمة، فهو كما يقول جان كوكتو وسيلة لنقول ما لا يقال، لذلك لجأت إليه، فعندما تجتمع الكاميرا التي تخترق حدود العين في المشاهدة مع الشعر الذي يحفّز العقل والشعور، لحظتها يمكن أن نصل إلى أعماق بعيدة متجاوزين السطح بكثير".
وتقول "باميلا": "أنا كامرأة عربية سينمائية لا أعترف بالحدود وهي غير موجودة في حياتي، أنا مقتنعة بفكرة الجمال والعمق وليس لديّ إلاّ الكاميرا التي أفهمها والصوت هما اللذان يعبّران عني، عندما صنعت الفيلم الذى استغرق ما يقارب الأربع سنوات كان هاجسي العمل على التجريب والتحدي".
شارك الفيلم في العديد من المهرجانات المحلية في لبنان، وكذلك في العديد من الدول، وحقّق الكثير من الجوائز العربية والعالمية، حيث حصل على جائزة أفضل مخرجة للفيلم القصير، وجائزة أفضل موسيقى تصويرية للفيلم القصير وجائزة أفضل مونتاج للفيلم القصير في مهرجان جوائز "جرالها" العالمية الشهرية الذي يقام في مدينة كوريتيبا البرازيلية.
وكان قد حقّق قبلها جائزة أفضل مخرجة للفيلم التجريبي في مهرجان البرازيل الدولي للسينما المستقلة الشهرية، وجائزة أفضل فيلم قصير فني لأول مرة في مهرجان "إف.إف.تي.جي" الأمريكي، وهو مرشّح أيضًا للمشاركة في العديد من المهرجانات السينمائية العربية والعالمية في العام الجاري.