حين يأخذنا رمضان في رحلة
الأحد 02/أبريل/2023 - 12:33 ص
حنان الغامدي
هبت نسائم الرحمة ، وأنبلج نور في سماء الحياه أي نور عظيم هذا الذي انبعث! وأي روحانية تلك التي تجلت ، وأي نسائم رقراقة تلك التي تهب من الداخل! إنها تخترقنا بهدوء دون إستئذان، تتسلل لأرواحنا لتُنعشها ، تمر على جرح فيُشفى وتصل إلى كسرٍ فيُجبَر! تسيل كسلسبيلٍ داخل الصدر فيشرق! عجبا كيف نستسلم لها فتحلّق بأرواحنا كأنْ لم نعش يوما هما ولا كدرا! كيف تفعل بنا ذلك وهي الخفيفة اللطيفة!
رمضان ... إنه مهرجان القلوب والجوارح ، مهرجان السباق إلى تلك الأبواب المشرعة، إلى تلك النسائم الفردوسية .
غاب عنا عاماَ ، ولكنه عاد ، عاد ليذكرنا بالبهجة والسلام وبلياليه المضيئة البراقة، أصواتا مختلطة هنا وهناك في كل زوايا المعمورة صوت الأذان وعذوبة أصوات الائمة يصدحون بصلاة التراويح ، ضحكات الأطفال المتناثرين كاللؤلؤ هنا وهناك! وضحكات أحبة اجتمعوا ليحيوا تلك الليالي المضيئة بتفاصيلها البهيه التي تنيرلنا سماوات دروبنا .
عجبا للوُسعِ والفضاء الرحب الذي يفتحه الإيمان في النفس! عجبا للروح حين نغذيها بالروحانية عجبا للمشاعر الغامرة التي نجد فيها سراً ما نجهله ..لكننا نعرفه بأثره!
ثم.. عجبا كيف لمضغة صغيرة اسمها "القلب" أن تحلق بصاحبها إلى أعلى درجات الروحانية ، تجعلنا كطيراً حراً يحلق عالياً دون حدود .
رمضان ...الشهر الذي اختاره الله تعالى أن تشرِّعَ فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران طيلة أيامه ولياليه! ذلك الحدث السنوي العظيم الذي تهب فيه نسائم الرحمه، تتلقفها القلوب المتلهفة بشوقاً وحنين .
ثم.. تخيل بعد كل تلك الروحانية التي ايقظت أرواحنا ، أن ثمة مفاجآتٍ عظيمة ً! أعدّها تعالىّ خصيصا للصائمين! عطايا ...لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرت على قلب بشر!