الأربعاء 27 نوفمبر 2024 الموافق 25 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

دراسة: المرأة كانت وزيرة وكاهنة وقاضية وطبيبة في مصر القديمة

الخميس 14/يناير/2021 - 12:52 م
هير نيوز


رصدت دراسة للباحث الأثري، الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص في الآثار اليونانية والرومانية، دور المرأة في اتخاذ القرار في مصر القديمة.

وأوضح دقيل أن المرأة في مصر القديمة لم تكن ربة بيت ناجحة فقط، فلم يتوقف دورها عند مشاطرتها زوجها مهام البيت، أو أن تربي أبناءها فتذهب بهم مع الشروق إلى المدرسة وتنتظرهم بجوار المعبد عند نهاية اليوم، بل وصلت المرأة في مصر القديمة إلى مناصب عليا.

ويضيف أن المرأة في مصر القديمة لم تكن ملكة حاكمة مازال التاريخ يذكر عهدها بكل فخر واعتزاز، بل كانت أيضا وزيرة وكاهنة وقاضية وطبيبة وغير ذلك من مجالات الحياة. وقد دفعتها أعمالها ومهامها ومناصبها المختلفة في قدرتها على أن تكون لها اليد الطولى في اتخاذ القرارات المصيرية بالبلاد. 

وتابع: "ما زال التاريخ يحدثنا عن تلك المرأة التي استطاعت أن تحيي مصر من جديد بعد أن غزاها الرعاع من الهكسوس، فكان لمشورتها الدور الأبرز، إنها الملكة غير الحاكمة (تتي شري) والدة الملك (سقنن رع) الذي بدأ وبناء على مشورتها في الاستعداد لمواجهة الهكسوس، وبعد مقتل ابنها شهيدا في إحدى المعارك ظلت تؤازر حفيدها كامس حتى استطاع وأخيه أحمس استكمال المسيرة في القضاء على الرعاع وإخراجهم من مصر".

من جهته، علق خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء على هذه الدراسة موضحًا لـ"هير نيوز"، أن الملكة العظيمة (أحمس نفرتاري) كان لعزيمتها الخارقة وقدرتها الفائقة في تدبير الأمور أن تم تقديسها في القرون التالية. فالملكة أحمس نفرتاري الزوجة والأخت لأحمس الأول، كان لها دور كبير أيضا في اتخاذ قرار المعركة الفاصلة ضد الهكسوس بل كانت قائدة إحدى أهم الفرق العسكرية بالمعركة. كما أنجبت أحمس نفرتاري، الملك أمنحتب الأول وأعانته في اتخاذ القرارات السياسية خلال فترة حكمه.

ويشير الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى أن الملكة (تي) زوجة أمنحتب الثالث ووالدة الملك أمنحتب الرابع (أخناتون)، كانت امرأة ذات نفوذ ولا زالت آثارها تدل على ذلك، حتى إنها كانت تتخذ مع زوجها القرارات المرتبطة بالعلاقات الدبلوماسية مع الدول الأخرى وقد نالت احترام ملوك ومسؤولي تلك الدول. وظلت تقدم المشورة لابنها أخناتون كذلك، حتى قام بالدعوة لدينه الجديد، فاتخذت القرارات المناهضة له حتى انتصرت في النهاية لآمون، وانتهى عهد أخناتون وديانته بعد آلبت عليه كهنة آمون ومريديه بذكاء خارق.

يتابع أن "الملكة العظيمة نفرتيتي، وبالرغم من أنها لم تكن ملكة حاكمة أيضاـ إلا أنها كانت صاحبة رأي ومشورة أعانت زوجها أخناتون في اتخاذ كل القرارات المصيرية، وآزرته ووقفت بجانبه ضد كل الدعوات المناهضة له فكانت وفضلا عن وجودها كزوجة وفية له، فقد كانت أيضا السند والمعين طوال فترة دعوته لدينه الجديد، حتى وإن كانت علاقتهما معا قد أصابها للأسف ما يصيب الأزواج من فتور مع نهاية عهدهما".

وزاد: "أخيرًا وليس آخرا، كان لمشورة المرأة القدرة في اتخاذ قرارات مصيرية، فقد شاركت كلٌ من الملكة غير الحاكمة (تويا) والدة الملك (رمسيس الثاني) وكذلك زوجته الملكة (نفرتاري) في اتخاذ قرار السلام مع الحيثيين بعد معركة قادش الشهيرة، ودفعتا الملك نحو الموافقة على معاهدة السلام".