إجابة غير متوقعة في تفسير «الجنة تحت أقدام الأمهات»
ساعات قليلة ونحتفل بعيد الأم في مصر والمنطقة العربية، والذي يتزامن مع 21 مارس من كل عام، ونجهز الهدايا والزيارات للأمهات كتعبير ولو بسيط عن الامتنان والشعور بالحب تجاههن.
رغم كل ذلك إلا أن هناك أسئلة تبادر الأذهان عن صحة الأحاديث الواردة في بر الأم، ومنها حديث "الجنة تحت أقدم الأمهات" كما جاء في تساؤل إلى دار الإفتاء.
دار الإفتاء بدورها أجابت: إن حديث "الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الأمَّهَات" رواه ابن عدي في "الكامل" من طريق موسى بن محمد المقدسي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الأمَّهَات؛ مَن شِئن أَدْخَلْن، ومَنْ شِئن أَخْرَجْن"، قال ابن عدي: موسى بن محمد المقدسي منكر الحديث.
نصف الحديث الأول
وأضافت، أن نصف الحديث الأول "الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الأُمَّهَاتِ" من حديث أنس رضي الله عنه، برواية أبي بكر الشافعي في "الرباعيات"، وأبي الشيخ في "الفوائد"، والقضاعي، والدولابي، عن منصور بن المهاجر عن أبي النظر الأبار عن أنسٍ رضي الله عنه مرفوعًا به، ومن هذا الوجه رواه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"، وذكره السيوطي في "الجامع الصغير".
وأشارت إلى أن الإمام المناوي قال في "فيض القدير بشرح الجامع الصغير": "قال ابن طاهر: منصور وأبو النظر لا يعرفان، والحديث منكر".
كما جاء في الإجابة على التساؤل، أن هذا الحديث وإن كان لفظه ضعيفًا إلا أنه ورد بمعناه حديثٌ آخر صحيح؛ رواه الإمام أحمد في "مسنده"، والنسائي -واللفظ له- وابن ماجه في "سننهما"، والطبراني في "المعجم الكبير" بإسناد حسن.
عيد الأم
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وأقره المنذري، من حديث معاوية بن جاهمة: أنه جَاءَ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ، وَقَدْ جِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ، فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ»؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَالْزَمْهَا؛ فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلِهَا».
وأوضحت أن المعنى هنا هو التواضع للأمهات وإطاعتهن في خدمتهن وعدم مخالفتهن إلا فيما حظره الشرع سببٌ لدخول الجنة؛ قال الإمام المناوي في "فيض القدير": "الأمهات يُلتمس رضاهن المبلغ إلى الجنة بالتواضع لهن، وإلقاء النفس تحت أقدامهن والتذلل لهن" .
واختتمت بأن الحديث وردت فيه رواياتٌ كثيرة، منها ما هو صحيحٌ، ومنها ما هو ضعيفٌ؛ فيقوي بعضُها بعضًا، وهو صريحٌ في الحض على بر الأم والتواضع لها.
اقرأ أيضا..