«هير نيوز» تنشر قصص ستات بـ100 ست «المرأة المعيلة».. عزيزة حولت مرضها إلى قوة من أجل أبنائها
بطلة جديدة من بطلات الأم المعيلة في مصر، قاست وعانت وصبرت كثيرا، واجهت مشاكل تلو الأخرى، وصارت وحيدة في معترك الحياة القاسي بعد انفصالها عن زوجها، ولكنها صمدت مثل الجبل، حتى تؤدي رسالتها وتتمها على أكمل وجه.
بطلة قصة اليوم هي عزيزة يحيى يوسف، من محافظة القاهرة، تقول: "لما حسيت إن في حاجة في صدري وجعاني زي أي أم بيبقي ليه أولويات ومش بتحط في دماغها، كلمت ابني الكبير قالي لازم تكشفى فراح مستشفى بهية يحجزلي، روحنا في اليوم اللي حددوه وعملوا اللازم من كشف وأشاعات وأخذ عينة، أنا كل ده بعمل الإجراءات ولا كنت بفكر في أي حاجة غير إني بطمن مش أكتر".
وأضافت: "مشينا وبعد أسبوعين اتصلوا وبلغونا بميعاد تاني، ولما روحت كنت أنا لوحدي لأني قلت لابني خليك في شغلك، لأني قلت لو خير خلاص تمام ولو مش، يبقي بلاش هو يسمع حاجة مش كويسة، المهم أنا ربنا الحمدلله كتبلي المحنة دي".
وتابع: "طبعا الدكتور بلغني إن عندي سرطان في الثدي الأيمن وممكن يكون راح في حتة نانية لأنه من النوع الشرس ولازم آخد كيماوي موجه وده حاجة مكلفة على المستشفي قالولى هما هيدوني الملف بتاعي لاتجه بيه لمعهد الأورام".
وواصلت: "أنا بقيت ماشية حاسة إني في كابوس ومش عارفة أطلع منه، مش عارفة إيه إحساسي بالظبط اللي أوصفه.. بقيت أروح هنا وهناك عند دكتور أورام، أسأل حد، ادخل النت، روحت بهية تاني قلتلهم اعمل إيه دوخت وبقت دموعي نازلة لوحدها أقول لولادي لا بلاش، أقول لزوجي لا، أقول لإخواتي لا،
تعبت أوي".
وأكملت: "في الآخر جمعت ولادي وزوجي قلتهم وسهلت عليهم الأمور، قلتلهم أنا ربنا بعتلي هدية وأنا عايزة أحافظ عليها وأنتم معايا، أنا لما هموت هموت شهيدة، بالمحنة اللي هو كتبهالي، أنا عايزاكوا تبقوا معايا أقوى زي ما أنا معوداكم".
وزادت: " مشيت في طريقي واتكلت على الله سبحانه وتعالي، وبدأت المشوار والرحلة، ورحت المعهد
دفعت عشرة جنيه ووقفت في الطابور وبدأوا معايا الكشف والأشاعات من الأول، ولما روحت بعد ما طلعت التحليل والأشاعات، الدكتور قالي بصي ياحجة انتي ملكيش عملية، إنتي عندك الموضوع شرس وكمان إحنا لقينا بؤر في الكبد فإحنا إنشاء الله هنبدأ جلسات كيماوي في التجمع الأول".
وأضافت: "كنت نفسيا مش قادرة أوصف، فوقت واستمديت بقوتي من الله وصلبة امي الله يرحمها وجمدت قلبي.. ورحت لسمسار أعرفه في المنطقة اللي ساكنة فيها وقولتله لازم تجيبلي شقة دلوقتي بأي ثمن.. أنا كان معايا فلوس وديعة شيلاها للزمن وجه وقتها.. فعلا تاني يوم أنا روحت فكيت الوديعة
وهو لقالي شقة ايجار جديد غالية شوية بس قلت مش مهم، وبسرعة عملت العقد وجبت حد ينظفها
وطلعت قلت لولادى مين هييجي معايا الشقة الجديدة، قالولي كلنا".
وتابعت: "اخدتهم ونزلنا نشوف الشقة، وولادي وأصحباهم بدأوا ينزلوا حاجات معينة من الشقة القديمة للشقة الجديدة وبعد ما فرشنا الشقة طلعت تاني لطليقي وقولتله أنا هسيبك في الشقة وهسيبلك حاجات فيها
بس أنا طالبة منك طلبين، أول حاجة الشقة دي من حقي، بس أنا مش هاخدها، إحنا هنسيبها لمحمد ابنى البكري يتجوز فيها تعويضا عن المرار اللي شافه معانا، وتاني طلب، ياريت متضايقنيش في مصاريف العيال واتقي الله".
وواصلت: "طبعا الطلب اللى بخصوص محمد لسه بدري عليه.. ومصاريف العيال الصغيرة بهدلني عقبال ما كان بيديني مصاريفهم، مرة يبعت، مرة يقلل، كلمت أختي عاشان تيجي معايا فعلا جات معايا أول مرة
وآخر مرة وأخدت الجلسة وكنت حاسة إني ما زلت في الكابوس، هو إيه اللي بيحصل الكيماوي شيء مخيف، أنا ماشوفتش أختي تاني وليا إخوات تانية جم يشوفني بصوا عليا ومشوفتهمش تاني بعد أسوع من الكيماوي، فوقت شوية".
وأكملت: "روحت أخدت القسيمة بتاعتي علشان أبدأ أعمل إجراءات معاش والدي.. طبعا قابلت صعوبات كتير.. بس رحمة ربنا كانت دايما موجودة، عملت المعاش أخيرا وكان ولادى الصغيرين في المرحلة الابتدائية.. والكبار كان اللي لسه بيمتحن في الكلية.. والتاني بيدور على شغل..
قلت لنفسي انتي في اختبار كبير اوي وولادك لسه قدامهم كتير".
وزادت: "كنت بستمد قوتي من ربنا سبحانه وتعالي وكنت بروح أزور الأطفال اللي عندهم المرض في المعهد وأجبلهم سندوتشات وأفطر معاهم وأعمل كل حاجة في حياتي، عادي جدا ولا كأن عندي أي حاجة كنت باتجاهل السرطان".
وقالت: "جه ميعاد الجلسة التانية بعد 21 يوما بدأت يوم جديد في حياتي بعين جديدة ومنظور جديد ورحلة اخيرة، الفجر صليت ونزلت وقفت في الفرن أجيب عيش وروحت أجيب فطار واسيبهم لولادي.. وكنت عملالهم غداء وأخدت فطار ليا وعصير وماية والسبحة والمصحف في شنطتي ولبان وملبس لزوم الرحلة واعتمدت على الله".
وأضافت: "روحت المعهد وهناك بنسلم الكارت ونقعد نستني الأتوبيس تبع المستشفي المكيف علشان يودينا التجمع.. كنت وأنا بركبه بحس كأنى رايحة عمره.. كنت بحب أركب ورا كان بيبقي في زعيق وصوت من كل الناس علشان اللي عايز يقعد هنا واللي عايز مرافق يركب جنبها وانا مع نفسي ورررررا، نزلت المعهد اللي في التجمع بدات اتعامل وأصاحب كل الناس خليت عندي بدال الأخت مليون أخت واخ ..
وكنت بقول لأولادي إن خالتكم معايا".
وتابعت: "كنت مشهورة في المعهد إني مش معايا حد فكان اللي في المعهد يقدمولي أي خدمة وربنا كان معايا على طول وعديت ال 14 جلسة بالطريقة دي... كان كل مرة اتعلم حاجة جديدة واتعرف على ناس جديدة واسمع حكايتهم ويسمعوا حكايتي ونضحك ونهرج ونبكي وناكل ونشرب.. ونركب الأتوبيس علشان نرجع تاني على موعد.. كنت بدعم ولادي وأقويهم علشان ميضعغوش، كنت على اتصال بوالدهم علشان نفستيهم مع إني كنت بتعب جدا من أسلوبه بس كنت بصل الرحم من وقت للتاني".
وواصلت: "كنت بخرج وأسافر مع أصحابي الجديدة اللي زيي، اللي حاسين بيا خلصت الكيماوي وأخذت الهرموني، وفي إشاعة من الأشاعات اللي بتتعمل كل فترة اكتشفوا إن السرطان جاي في الرئة وتحت الإبط وقفوا الهرموني وبدأت آخد الكيماوي بس أقراص".
وأكملت: "أنا بقي بدأت أفكر إن ولادي لازم يرتبطوا علشان يبدأوا حياة جديدة ويتلخموا في حاجة وأنا كمان أكون فرحت بأي حاجة.. وفعلا محمد ابني خطب.. ووالده مشي من الشقة زي ما اتفقت معاه.. ومحمد جالوا شغل حلو في خدمة العملاء في بنك وبدأ يوضب شقته.. ومعاذ خلص الكلية ودخل الجيش
وولادي الصغيرين بقوا في المرحلة الإعدادية، محمد جالوا كورونا وكنت معاه أنا وخطيبته كنا بنروح في عز الشمس المستشفى وأكون صاحية من الصبح بعملوا الأكل".
وزادت: "كنت أفرشلوا السرير في المستشفي.. كنت ناسية خالص إني مريضة، مرة أنا وخطيبته
مرة أبوه وأخوه.. وبفضل الله مافيش حد حصلوا حاجة وهو الحمدلله خف، واتجوز بعد ما خف.. وكنت عايزة أفرح وأفرحهم وبعد كده جبت معاذ واديتوا كل اللي معايا من الوديعة قولتلوا كمل ياحبيبي وجيب شقة، طبعا إحنا بنجيب إيجار قديم على قدنا والحمد لله خطب وفرحت ودخلت الفرحة في قلوبنا كلنا الحمد لله".
وقالت: "هو حاليًا خلص الجيش وربنا رزقه بشغل في البنك الأهلي خدمة عملاء وأنا لسه باخد الكيماوي،
والحمدللله علاقتي كويسة بأبوهم علشان خاطر أنا في بنت وولد محتاجين ليه ومعاذ بيكمل تجهيز شقته ادعوا له معايا ربنا يوفقه في العفش والفرح ولسه مستمرة الرحلة مع مهند وميار وبفضل الله وحده بقدر اطلع من محنتي، دي لأن قدام المحنة، في منحة ربنا بيبعتها".
وأضافت: "في الرحلة بتاعتي دي أنا اتعلمت حاجات كتير بفضل الله، أنا بقيت أختم القرآن كل شهر عربي، وبقيت أهتم بأولادي أكتر، بقيت أحس بالغير أكتر من الأول، بقيت أقوى، خليت ضعفي هو قوتي
بدال ما أفضل أحكي سلبيات بقيت أقول إيجابيات وده بينعكس على حياتي أنا أولا.. بقيت حاسة إني أقرب إلي الله".
واختتمت: "أنا بشكر كل حد خلا بيا، وموقفش جمبي، بشكر كل حد قسى عليا، بشكر كل حد بخل عليا بأي حاجة ولو بكلمة طيبة، بشكر اللي بكاني.. لأنهم دول الناس اللي ساعدوني أبقى قوية، أنا لغاية الآن الحمدلله بروح المعهد لوحدي، ويارب يرزقني بحسن الخاتمة".
يذكر أنه سوف يتم تكريم هذه البطلة من مبادرة بداية جديدة للتأهيل النفسى للمطلقة والأرملة وأبنائها ودعم المرأة المعيلة باحتفالية يوم المرأة المعيلة للسنة السادسة خلال شهر مارس.