«هير نيوز» تنشر قصص ستات بـ100 ست «المرأة المعيلة»| سونيا تحدت شلل الأطفال لتدعم ابنها
بطلة جديدة من بطلات الأم المعيلة في مصر، قاست وعانت وصبرت كثيرا من أجل ابنها، واجهت مشاكل تلو الأخرى وصارت وحيدة في معترك الحياة القاسي، ولكنها صمدت مثل الجبل، حتى تؤدي رسالتها وتتمها على أكمل وجه.
بطلة قصة اليوم هي سونيا عفيفي، من طنطا محافظة (الغربية)، قالت: "أنا سونيا أحمد عفيفى أم من مدينة صغيرة في دلتا مصر (طنطا) عمري ٥٠ سنة، أمى رحمة الله عليها قالت لي إني في سن سنة ونصف كنت بدأت أمشى بالفعل، ولكن أصبت بشلل أطفال في الساقين، وبعد جوله طويله من العلاج بين مصر وفرنسا لأن والدى رحمة الله عليه كان مدرسا معارا في الجزائر، فارسلنى لمدة ٦ شهور للعلاج في فرنسا
استقر الحال في النهاية إنى اتحرك خارج البيت باتنين Helper في إيدى واتنينBar في رجلي
وداخل البيت باتحرك بكرسى متحرك".
وأضافت: "من صغرى ربتنى أمي على إنى زى أى بنت لازم أخدم نفسى بنفسى، وأعمل كل شغل البيت
علشان كده كان الكرسي المتحرك وسيلة تمكنني اتعلم واعمل كل شغل البيت وفى نفس الوقت كنت بدرس وحصلت على ليسانس حقوق واتعينت فى عمل إداري في جامعة طنطا".
وتابعت: "كنت معتادة على النشاط لدرجة إني قبل الزواج كنت بتدرب في بعض الجرائد الإقليمية، وبشارك في أعمال تطوعية مع جمعية خيرية وبعدين تزوجت وحصل لي ٣ حالات إجهاض كنت على وشك اليأس أن يكون عندى طفل ثم أنجبت وحيدي مؤمن".
وواصلت: "كان منذ مولده طفلا جميلا يأخذ القلب والعين، هادئ جدا لكن أنا اللى ماكنتش فاهمة إنه غير متواصل مع المحيط اللي حواليه وده سبب هدوئه وعند نهاية العام الثاني من عمره بعد ما أتقن المشى
انطلق في الحركة في كل اتجاه بدون هدف أو إدراك للمخاطر فى وقت أنا كنت وصل عمرى ٤٠ سنة
واجلس على كرسي متحرك".
وأكملت: "مطلوب إنى ألاحق طفلا عنده فرط حركة بدرجه مرتفعة جدا على مقياس فرط الحركة، والوقت ده كان أخطر مرحلة مرت علينا، لأن الكهربا كانت دائمة الانقطاع، كنت احتفظ بكبريت وشمع في أحد الأدراج وكان لايترك شيئا إلا وعبث به، وأشعل أعواد الكبريت، وكان في الدرج أوراق فتحول الأمر إلى حريق قريب جدا من أسلاك الكهرباء".
وقالت: "استنجدت بجارتي لأني كنت وحدي، وأنقذته جارتي وهو يمشي وحده في شارع مجاور لبيتنا
اتشخص بعدها بالتوحد ولأن طنطا مدينة صغيرة ومن ١٠ سنوات كان التوحد نادرا فكنت بتابع مع أستاذ في المجال في القاهره واستمريت في المتابعة رغم مشقة السفر على مدار ٧ سنوات ٤ مرات في السنة وطول السنين دي أنا بجتهد رغم ضعف قدراتي إنى أنفذ كل توجيهات الطبيب والأخصائيين كان لازم أعلمه كل حاجه فى الحياه خطوه خطوه وبصبر لا ينتهى وجهد فوق طاقتي".
وأضافت: "لكن سنة بعد سنة كانت نتائج جهدي بتظهر كان ممكن أعلمه سلوك واحد على مدار سنة بدون كلل أو ملل زي التخلي عن الحفاض والقراءة والكتابة وكنت مكملة في طريقي، لكن وفاة أمي كانت شديدة الأثر لأنها كانت سند ودعم ليه أصبت بسكته دماغية رغم إنى لا أعاني من ضغط وسكر أو سمنة وكانت نتيجتها أن ذراعي اليمين توقف عن الحركة والنطق أصيب بضرر بالغ والساق اليمنى التي كنت أعتمد عليها في الحركة أكثر أصبحت حالتها أسوأ".
وتابعت: "على مدار عام ومع ابتهالى إلى الله أن يرفع عني البلاء لأن ابنى لازال بحاجة إلى، ومع اليقين بالله تعافيت وكانت برأي مختلف الأطباء معجزة، خاصه مع حالة شلل اطفال، فذلك فضل الله العظيم
والآن ربنا كلل هذا الجزء من مشواري بكل خير".
وواصلت: "ابنى انتظم في الدراسة بنظام الدمج وهو الآن في الصف الأول الإعدادي، وعمره ١٢ سنة،
واكتشفت فيه موهبة الرسم، وبنميها على يد رسامة محترفه بتديله كورس رسم، وكمان هو محب للرياضة سباحه وفيتنس وبادر به باستمرار وعندى لمستقبله طموح كبير بإذن الله".
وتابعت: "منذ حوالي عامين، عملت جروب على فيس بوك، وآخر على واتساب لنقل التجربة والخبرة
للأمهات ودعمهم إذا أصابهم إحباط خاصه لو حسوا إن محدش جنبهم بيدعمهم بعمل بث مباشر مع الأمهات واصور فيديوهات لابنى وأنا معاهم علشان أشجعهم واطمنهم إن النتايج خير بإذن الله واتعرفت على أمهات من مختلف المحافظات ومن دول عربية، وعرب في أوروبا وأمريكا بقينا كلنا عيلة كبيرة، بيجمعنا نفس الهموم والطموح".
واختتمت: "دي قصتي وده الجزء اللي مضى منها، انا بفضل الله سند لابني لحد ما يقف على أرض صلبة واطمن عليه دعواتكم لينا".
يذكر أنه سوف يتم تكريم هذه البطلة من مبادرة بداية جديدة للتأهيل النفسى للمطلقة والأرملة وأبنائها ودعم المرأة المعيلة باحتفالية يوم المرأة المعيلة للسنة السادسة خلال شهر مارس.