ادعمي جوزك| كيف تواجهين ساعات عمله الطويلة خارج المنزل؟
الجمعة 03/مارس/2023 - 05:32 م
وائل كمال
مع اضطراب الأوضاع الاقتصادية العالمية، يضطر رجال كثر إلى العمل في أكثر من وظيفة لتلبية الحاجات المالية للأسرة، وغالبا ما تقع الزوجات في حيرة حيال الأمر، أو يواجهن صعوبة في تفهمه، أو في التعامل السليم مع الفجوة الناجمة عن غياب أزواجهن عن المنزل.
ولتخفيف أثر غياب الزوج معظم الوقت، يقدم المتخصصون النفسيون بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الزوجات في التعامل مع مشاعر افتقاد أزواجهن، بل ودعمهم في ظل عملهم لساعات طويلة وأهمها ما يلي:
تذكري سبب غيابه
عندما تنهال عليكِ المشاعر السلبية الناتجة عن غياب زوجك معظم الوقت، حاولي تذكير نفسك بالسبب الأساسي الذي دفعه إلى العمل لساعات إضافية، وأن انشغاله هو تضحية منه بوقته وطاقته ودليل على استعداده لفعل ما يلزم من أجل تلبية حاجات الأسرة، وليس إهمالا منه.
عبري عن مشاعرك
لا يعني تفهمك انشغال زوجك أن المشاعر السلبية ستختفي، بالطبع سيظل غيابه مؤثرا، وقد يخفف عنكِ أن تعبري له عما تشعرين به، وعن حاجتك إلى أن يمضي معك مزيدا من الوقت.
ويمكنكما التفكير معا لإعادة ترتيب الأولويات، حسب ما تحتاج الأسرة إليه، وإذا ما كان من الممكن التخلي عن بعض الرفاهيات لتخفيف الضغوط المادية وتقليل ساعات عمل زوجك.
ضعي بعض الحدود
إذا كان زوجك يعمل من المنزل بدوام جزئي أو كامل، يصعب تفريق وقت العمل عن وقت الأسرة. لذلك، قد يساعد وضع بعض الحدود في منع ذلك، ومنها:
تحديد مساحة من المنزل مخصصة للعمل، ومحاولة عدم العمل خارجها.
تحديد ساعات العمل وساعات الراحة ومحاولة الالتزام بها قدر الإمكان.
الاتفاق على عدم استقبال مكالمات العمل خلال وقت الأسرة.
حددي وقتا للأسرة
بدلا من الشعور بالإحباط بسبب عدم وجود الوقت الكافي، حاولي التركيز على الاستفادة قدر الإمكان من الوقت القليل الذي يمضيه زوجك مع الأسرة.
تحدثي معه حول جدول عمله وكيف يمكن إيجاد وقتٍ ثابت -ولو قصير- خلال الأسبوع للأسرة معا، والحرص على الالتزام بهذا الوقت وعدم التفريط به. وقد يكون وقتا يسيرا، مثل التجمع على وجبة الإفطار أو العشاء، أو تمضية صباح يوم عطلة الأسبوع معا، وذلك لإعادة الروابط وتخفيف تأثير غياب الزوج.
واتفقي مع زوجك على عدم استخدام الهاتف خلال هذا الوقت المحدود، وأن يكون وقتا مخصصا بالكامل للأسرة.
تجنبي المقارنات
تحدث المقارنات بشكل تلقائي عندما نرى ما نفقد موجودا عند الآخرين، ولكن حاولي عدم الاسترسال مع هذه الأفكار التي تفاقم مشاعرك وتسبب لك شعورا بعدم الرضا عن حياتك الزوجية. وتذكري أن الظروف تختلف من أسرة لأخرى، وفكري في ما تحبينه في زوجك، وتذكري أن غيابه عن المنزل هو بسبب حرصه على راحة أسرته.
حاولي التركيز على الاستفادة قدر الإمكان من الوقت القليل الذي يمضيه زوجك مع الأسرة (بيكسلز)
استثمري وقتك
وكذلك، فإن تأجيل كل ما تودين القيام به حتى يتفرغ زوجك لك لن يكون فعالا مع ساعات عمله الطويلة. لذلك، حاولي استثمار وقتكِ في ما تحبين، بدلا من تمضية الوقت في انتظاره. ولا تؤجلي تنفيذ خططكِ حتى يتفرغ زوجك، إذ يمكنك القيام ببعضها، واحفظي بعضها الآخر للوقت الخاص بكما.
استعيني بدعم خارجي
إذا تفاقمت الخلافات بينك وبين زوجك، بسبب عمله لساعات طويلة، يمكنك الاستعانة بدعم خارجي من معالج نفسي لمساعدتك في إدارة حياتك الشخصية والزوجية، والتعامل مع تأثير غياب زوجك.
ومن المهم أيضا أن تكون لكل منكما شبكة دعم خارجية من الأهل أو الأصدقاء، وذلك لتلقي الدعم والتعاطف من مصادر متعددة، وعدم الاعتماد على مصدر واحد، حتى لا يشعر كل منكما بالإجهاد.
كيف تقدمين الدعم لزوجك؟
يتأثر زوجك أيضا بتمضية معظم وقته في العمل وافتقاده غالبية الأحداث التي يمر بها أطفاله في غيابه، ومن ثم فإنه يحتاج أيضا إلى تلقي الدعم للتخفيف عنه ومساعدته على الاستمرار، ويمكنك فعل ذلك من خلال التخفيف عنه بالقيام بالمهام المنزلية التي لم يعد لديه وقت للقيام بها، ويمكنكِ الاستعانة بأحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو خدمة مدفوعة.
وتقول جينيفر بيتريلييري، أستاذة مساعدة في المعهد الأوروبي لإدارة الأعمال (INSEAD)، لموقع "هارفارد بيزنس ريفيو" (Harvard Business Review) إن اهتمام المرأة بنفسها وصحتها النفسية من أهم العوامل التي تساعدها في تقديم الدعم لزوجها وأولادها بشكل أفضل.
وتضيف بيتريلييري ناصحة الزوجة بأن تستمع إلى زوجها "عندما يشاركك بعض الضغوط التي يواجهها خلال العمل، ولا يعني ذلك أن تكوني نصف مستمعة، بأن تستمعي وتومِئي برأسك فقط بينما تقومين بعمل آخر. حاولي منح زوجك اهتمامك الكامل وركزي في ما يقوله. ولا تحتاجين دائما إلى إيجاد الحلول له، إذ يكفي في بعض الأحيان أن تستمعي إليه وتعربي عن اهتمامك وتعاطفك".