«هير نيوز» تنشر قصص ستات بـ100 ست| مدام منى تحدت الإعاقة وأكملت رسالتها للنهاية
الأربعاء 01/مارس/2023 - 08:31 م
وائل كمال
بطلة جديدة من بطلات الأم المعيلة في مصر، قاست وعانت وصبرت كثيرا من أجل بناتها، واجهت مشاكل تلو الأخرى حتى مرض زوجها وصارت وحيدة في معترك الحياة القاسي، ولكنها صمدت مثل الجبل، حتى تؤدي رسالتها وتتمها على أكمل وجه.
بطلة جديدة من بطلات الأم المعيلة في مصر
قصة اليوم لمدام منى السيد، من محافظة القاهرة، تروي قصتها قائلة: "أنا منى السيد، من أصحاب الهمم، عندى 61 سنة.. اتولدت طبيعية ولحد سنة كنت بمشى طبيعى، لكن أخذت مصل شلل الاطفال وعملى مضاعفات وأهلى توجهوا للأطباء لكن اتضح أن المصل فاسد، أدى إلى إعاقتى بشلل أطفال".
وأضافت: "أجريت لى عمليات كتير على مراحل العمر ولكن دون جدوى، والتحقت بالمدرسة زى كل الاطفال ولكن بمساعدة عكازين وجهاز شلل اطفال وكنت برفض إن اى حد يساعدني أو يشيلنى يودينى المدرسة... وربنا كان بيقوينى وعوضنى بذكائى".
وتابعت: "كنت طالبة مميزة ومتفوقة وكنت بتحدى إعاقتى إلى أن تجاوزت المرحلة الابتدائية والإعدادية وحصلت على مجموع يؤهلنى لدخول الثانوية العامة.. وبدأت مرحلة الحسم وتحديد المصير ..وكان كل من حولى يرى أن اعاقتى سوف تمنعى من اكمال درستى والتحاقى بالجامعة وخاصتآ انى اسكن فى شبرا والجامعة بالعباسية".
واصلت: "قضيت الثلاث سنوات بتعبهم وعذابهم ومعاناتهم فى طلوعى ونزولى السلم والذهاب للمدرسة والمشاوير ونظرات الناس المؤلمة بما تحمله من نظرات شفقة وعدم ثقة بااننى لا استطيع ان اكمل تعليمى وانا ارتدى جهاز شلل اطفال وعكازين".
وأكملت: "لكنى صممت أن اتحدى الإعاقة واتحدى هذا الفكر وكل هذا لاينقص شئ من عزيمتى ولا قوة ارادتى واقتناعى بأن الإعاقة إعاقة فكر و عقل وليست إعاقة جسد.. واننى لابد أن أكون ما اريد وليس ماتريده لى الظروف والحياة.. ولابد أن احقق طموحى والتحق بالجامعة وأحقق أهدافى".
وزادت: "بالفعل التحقت بكلية الآداب جامعة عين شمس وحصلت على ليسانس آداب قسم الدراسات اليونانى اللاتينية..
ولثقتى بربنا وبنفسى صممت انى لازم اكمل واكون شخصية فعالة فى المجتمع ولا ينقصنى شئ ولازم اكمل مسيرتى .. توجهت بنفسى للقوى العاملة الخاصة بالمعاقين بمجرد تخرجى واتعينت فى أكاديمية البحث العلمي مكتب براءات الاختراع بما يتناسب مع مؤهلى الدراسى".
وقالت مدام منى: "رغم انى كنت بسكن بشبرا والأكاديمية بشارع القصر العينى كنت بصر انى اتحمل تعب المواصلات والتزم بعملى رغم انى لاتستطيع المشى الابالعكازين وجهاز شلل الاطفال..وكنت موظفة مجتهدة والكل يشهد بهذا..وكنت بنال كل تقدير واحترام وحب من رؤسائى وزملائي بالعمل".
وأضافت: "تزوجت من شاب محترم يعرف ربنا وكان بيحبنى جدا وواجه مشاكل كتير من أهله لرفضهم زواجه منى بسبب اعاقتى ومعتقدين انى لا اصلح للزواج ولا اكون زوجة ولا استطيع الخلفة ولا اصلح أن أكون أم ولكنه أصر على الزواج منى وكان يعمل موظف بشركة ايديال وربنا اخلف ظنهم ورزقنى بولد وبنت بينهم وبين بعض اربع سنوات..واتولدوا طبيعى جدا وكانت الولادة طبيعية وكانت ده اول مكافأة من ربنا ليا".
وتابعت: "كان لازم اثبت لهم انى اصلح اكون زوجة وأم وموظفة ناجحة.. الولد اتولد الاول وعانيت فى تربيته لانى لا استطيع المشى سوى بالعكازين ولا أستطيع أن أحمله علشان اذهب به للحضانة لان مكنش معايا حد يساعدني أو يعنى على تربيته الا الله وإصرارى".
وواصلت: "اخذت إجازة رعاية طفل من الشغل.. ولما بلغ من العمر عامين واستطاع المشى رجعت شغلى تانى..
وكنت بصحى فى السادسة صباحا اجهز الاكل وأخذ إبنى اذهب به للحضانة واذهب للشغل وكان شغلى فى شارع القصر العينى وانا كنت اسكن فى شبرا وكم كنت اعانى من الزحام وركوب المواصلات.. ولكنى كنت لا أبالى واتحمل المجهود العضلي والعصبى والنفسى من نظرات الناس ليا بااننى لاتستطيع اكمال المشوار فى سبيل تحقيق ذاتى".
وأكملت: "دخل المدرسة وكنت اقوم بنفسى بمذاكرته ومتابعته فى المدرسة.. وبعد أربعة سنوات رزقت بالبنت وواصلت رحلة الكفاح وكان بيزداد عليا الحمل لأنهم أصبحوا طفلين.. والمجهود مضاعف وبداخلى احساس قوى بأن المسئولية بتزيد ولازم اكون قدها.. إلى أن وصل ابنى للشهادة الاعدادية وكان عمره 14عام والبنت فى الشهادة الابتدائية وكان عمرها 10ٱعوام ..عاندنى القدر للمرة التالتة .. اتخصخصت شركة ايديال اللى كان زوجى بيشتغل فيها وصفت موظفيها وخرج معاش مبكر وأنا كنت أبلغ من العمر 38 عاما، وزوجى 42 عاما وظل يبحث عن عمل دون جدوى ومن الزعل حدث له نزيف فى الام العنكبوتية بالمخ وكان بيحصل على 87, جنيها معاش".
وتابعت: "ذهبنا للدكتور وحوله للمستشفى ودخل المستشفى وظل بالمستشفى شهر وخرج فى عز امتحانات ابنى وكان وقتها بيمتحن الشهادة الاعدادية ..وكنت اذهب لزوجى بالمستشفى وارجع المنزل المغرب اذاكر لى ابنى وأجهزة اكل لزوجى لتانى يوم..واصحى اصلى الفجر واراجع لى ابنى ويروح الامتحان وانا انزل اروح لزوجى بالمستشفى بمدينة نصر".
وأكملت: "فضلت كم سنة أصارع مع الحياة ما بين علاج زوجى وشغلى وتربية اولادى بإصرار بإكمال مسيرتى كاأم ووقوفى جنب زوجى فى مرضه ونجاحى فى عملى.. ومن هنا بدأت قصة كفاحى الحقيقية..كان لازم اقوم بدور الاب والام لأن ظروفة الصحية فى هذا الوقت لاتسمح بأنه يمارس عمل آخر ولا يقوم بدوره كأب لأنه ممنوع من المجهود والانفعالات".
وأضافت: "اتجهت لربنا وطلبت منه القوة والصبر وقوة التحمل لانى حسيت أن الحمل تقل عليا اوووى مع ظروفه الصحية..والظروف المادية وقتها لجاءت بأن اساعد بيتى وزوجى بأن اقوم بجوار شغلى بااشغال يدوية بالمنزل حتى استطيع التغلب على هذا الظروف الذى أمر بيها".
وقالت: "مع كل هذه الظروف كنت بجاهد من اجل تحقيق التوازن النفسى والجسدى لتحقيق هدفى بإنى اكمل مسيرتى معهم كاام وأن اصل بهم الى بر الأمان بتعلمهم واجعل منهم أشخاص متوازيين صالحين للمجتمع .فكنت ..فى الوقت ده حسيت بأن قوتى العضلية بتضعف وحدث خشونة بفقرات الرقبة والفقرات القطنية وتاكل فى مفصل الفخد ولااعوجاج اللى فى العمود الفقرى عندى بيزيد".
وزادت: "رغم كل هذا لم أشعر بلحظة ضعف ولم اكره اعاقتى ولكن كنت بزداد يقين بأن ربنا هيقوينى ويعينى وان من جد وجد..وقتها حسيت بانى لازم أستعين بربنا وأكمل واجتهد ..كنت بذهب لمراكز تأهيل مهنى لعمل علاج طبيعى لتقويه عضلاتى والعمود الفقرى حتى استطيع اكمال رسالتى كاام وزوجة إلى ان اكرمنى الله بشفاء زوجى بعد سنتين مع الالتزام بالعلاج مع توفير الحياة الهادئة بعيدا عن العصبية والانفعالات.. ووجهت كل طاقتى واهتمامى له ولى أولادى ومذاكرتهم وأصبحت الآم والاب والمدرس والدكتور وكل مسئوليات الحياة إلى أن وصلت بيهم للجامعة".
وتابعت: "فى الوقت ده بدأت أشعر بضعف ووهن شديد فى العضلات والمفاصل بس لازم اكمل. استعنت بالله وبكرسى متحرك وربيتهم تربية يشهد بها الجميع ووقفت جنبهم وعلمتهم وانا على الكرسى المتحرك إلى أن حصلوا على مؤهلات عالية ..حصل الولد على بكالوريوس تجارة خارجية ويعمل حاليا مدير حسابات بااحدى الشركات والبنت على بكالوريوس خدمة اجتماعية وكانت تعمل والان فى هذا المجال ولكنها تركت العمل بناءآ على رغبة زوجها لأن اولادها وبيتها أكثر احتياجآ لها".
واختتمت: "ربنا قدرنى واكملت رسالتى وتزوجوا من أسر محترمة جدا، واصبحت تيته لى أربعة احفاد زى القمر الحمدلله...وأنا وصلت فى شغلى لكبير اخصائيين بدرجة مدير عام بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا مكتب براءات الاختراع..وخرجت على المعاش من شهر 12سنة 2021".
ولأن حضرتك ست ب١٠٠ست تم اختيار قصتك وحابين نتشرف بتكريمك، من ضمن ٣٠ أم معيلة بطلات فى حياة أبناؤهم
فى احتفالية السنة السادسة يوم المرأة المعيلة.
يذكر أنه سوف يتم تكريم هذه البطلة من مبادرة بداية جديدة للتأهيل النفسى للمطلقة والأرملة وأبنائها ودعم المرأة المعيلة باحتفالية يوم المرأة المعيلة للسنة السادسة خلال شهر مارس.