ياسمين هلال رياضية تسعى لتغيير مفهوم التعليم بجهود شخصية
الإثنين 27/فبراير/2023 - 12:48 م
أمل هلالي
شغلت العديد من النساء على مدار أزمنة طويلة العديد من المناصب والمهام الصعبة، فكانت قضيتهن واحدة وهي أن لا يتم تهميشهن ولا يقتصر دورهن على مهام معينة يحددها المجتمع، إيمانًا منهن بمواجهة التحدي والصعاب الذي يفترضه المجتمع بحكم العادات والتقاليد.
فبرزت النساء في مجالات عديدة، وأثبتن أن لا شيء يمكن أن يقف أمامهن، واستطعن أن يحولن العقبات والصعاب إلى جسور عبرن من خلالهن إلى أهدافهن وطموحهن.
وخلال حديثنا عن المجال الرياضي لا ننسى الرياضية الشابة ياسمين هلال التي آمنت بدور المرأة الكبير في حقها في التعليم وتحقيق العدالة فيه، والتي لخصت أحلامها في أن تنشيء مؤسسة تهدف إلى تغيير مفهوم التعليم في مصر.
من هي ياسمين هلال؟
ياسمين هلال، شابة في الثلاثين من عمرها، غيرت مجال عملها أكثر من مرة، فبعد أن تخرجت في قسم الهندسة الطبية بجامعة القاهرة، عملت بمجال هندسة الاتصالات، بجانب اشتراكها فى بطولات دولية كبطلة كرة سلة مع منتخب مصر وتحقيق 38 ميدالية، وحاليا تدير أهم مؤسسة غير هادفة للربح بحسب برنامج المرأة للمجلس الإقليمى للغرف التجارية الأمريكية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذى أهداها جائزة أفضل سيدة فى مجال المؤسسات غير الهادفة للربح عن مشروعها "علمنى ــ Eductae Me"
وتهدف هذه المؤسسة إلى تغيير مفهوم التعليم في مصر من خلال نموذج تعليمي متطور، وتمكنت من إدارة مدرسة مجتمعية في منطقة الطالبية، وتعمل على تقديم برامج تدريب وتطوير للمعلمين والطلاب في عدد من مدارس الجمهورية، وغيرها من الخدمات الاستشارية التعليمية.
بداية مؤسسة علمني
ياسمين بدأت "علمني" بهدف تحقيق العدالة في التعليم، حيث قالت: "كان نفسي إن كل طفل في مصر بغض النظر عن بيئته وموارده يقدر يتعلم بجودة كويسة"، واستطاعت هذه المؤسسة الصغيرة من تكوين فريق عمل شغوف تخدم مئات الآلاف وتوفر فرص عمل وتطوع.
كانت البداية في 2010، عندما قابلت ياسمين رجل لم يتمكن من إكمال بناته الثلاثة تعليمهن لأنه غير قادر على المصروفات المدرسية، مما أثار هذا الأمر حفيظتها وتمكنت حينها من تأسيس مؤسسة "علمني" لإعادة المتسربين من التعليم لمدارسهم، وفي وقت قصير نجحت المؤسسة من إرجاع ١٣٥ طفل من أطفال منطقة الطالبية لمدارسهم.
وفي عام 2012، كبرت مؤسسة علمني وأصبحت مؤسسة رسمية غير ربحية، حيث استمرت الرحلة إلى أن تم توقيع المؤسسة لمذكرة تفاهم مع وزارة التربية والتعليم لتوسيع نطاق برامجها في المدارس الحكومية.
وحصلت مؤسسة علمني على جوائز كثيرة، منها جائزة أشوكا للإبداع في تحدي الشبكات 2010، وجائزة مبادرون مصر 2013، وجائزة اليونسكو-حمدان بن راشد آل مكتوم للممارسات والأداء المتميز في تعزيز فعالية المعلمين 2020.
وبعد أعوام من تركها لرياضة كرة السلة، تمكنت ياسمين من اللعب مجددًا في نادي الجزيرة، وبدأت في تحدٍ من نوع آخر لزيادة الوعي بأهمية كرة السلة في مصر عن طريق عملها كمستشارة للأعمال للـ NBA في مصر، وهي الآن تحلم بشغلها الجديد في تغيير شكل رياضة كرة السلة في مصر، لأن تحقيق العدالة في التعليم لا يقل أهمية عن تحقيق العدالة في ممارسة الرياضة.