«هير نيوز» ينشر قصص ستات بـ100 ست.. حكاية أسرة كاملة نموذج للتضحية وتستحق التكريم
الإثنين 13/فبراير/2023 - 08:31 م
وائل كمال
بطلة جديدة من بطلات الأم المعيلة في مصر، قاست وعانت وصبرت كثيرا من أجل ابنتها، واجهت مشاكل تلو الأخرى، ولكنها صمدت مثل الجبل، حتى تؤدي رسالتها وتتمها على أكمل وجه.
بطلة اليوم من قصص المرأة المعيلة، يروي قصتها إبراهيم العجرمي، من محافظة الإسكندرية يقول: "كانت جارتي سمراء جميلة، كبرت أمام عيني.. تمنيت أن تكون من نصيبي، فاتحتها برغبتي في الزواج منها فوافقت على الخطوبة، كانت سعادتي لا توصف بعد موافقة الجميع وتمت الخطوبة وسط فرحة الأهل والأصدقاء والأقارب".
وأضاف: "مرت سنة من أجمل سنوات عمري ولكن دائما ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، لقد تعرضت خطيبتي لحادث سقوط من سطح المنزل أثناء نشر الغسيل أدى إلى كسر بالعمود الفقري نتج عنه شلل نصفي مع عدم التحكم بعمليه الإخراج".
وتابع: "كان ذلك في عام 98 ولأنني أحبها تمسكت بها وأخبرتها بأنني أريد أن نعقد قراننا فبكت وأبكتني معها وطلبت مني نسيانها وأن أبحث عن فتاة سليمة لأتزوجها وأمسكت بيدها وقلت لها إنني لن أتزوج غيرك وأنا على استعداد أن أخدمك طوال عمري، وبدأنا في جلسات العلاج الطبيعي حيث كنت أحملها لجلسات العلاج لأنها كانت لا تستطيع الجلوس فوق الكرسي المتحرك وفي عام 2000 تم عقد قراني عليها".
وواصل: "بدأنا في إعداد عش الزوجية وأجرينا عدة جراحات لتثبيت الفقرات المكسورة حتى تسطيع حبيبتي وزوجتي الجلوس بعد تركيب شرائح ومسامير".
واستكمل: "في عام 2004 نقلتها إلى شقتي وحملتها إلى داخل الشقة وقالت لي (كان نفسي أن تحملني كما يفعل العرسان في الأفلام وليس لأنني لا أستطيع السير".
وزاد: "غادرنا أهلنا ولم نر أي منهم لمدة 6 أشهر وتقاسمنا أعمال المنزل، كنت أعمل أنا الأشياء الصعبة وهي الأشياء التي كانت تسطيع فعلها، وكنت أعمل فرد أمن، أحضر لها الطعام وأضعه بجوارها وأعمل لمدة 10 ساعات وحين أعود أرى على وجهها أجمل ابتسامة، رغم الآلام والشعور بالوحدة في غيابي".
وقال إبراهيم: "علمنا أن طبيبا عالميا سيحضر للقاهرة، وذهبنا إليه، وبعد الأشاعات والتحاليل قال لي لا يوجد علاج حتى الآن لعلاج زوجتك، وأحبطني حينما سألته عن الحمل وهل تسطيع زوجتي الإنجاب..
فقال من الصعب عليها الحمل، وعدنا إلى البيت وكنت أذهب بعينة كل فترة للتحليل حتى لا أغضبها، وحين أعود أقول لها سوف يرزقنا الله في المرة القادمة".
وأضاف: "بعد عامين ذهبت للتحليل كالعادة ولم أصدق أذناي حينما قالت لي الدكتورة إن حبيبتي حامل وهرولت إلى البيت، وقبل أن أخبرها سجدت لله حمدا وشكرا، وبكت هي من الفرحة، واشترطت الطبيبة على زوجتي أن تظل نائمة على ظهرها طول فترة الحمل، وكنت أخدمها بكل سعادة طوال هذه الفترة".
وواصل: "جاء موعد الولادة، وذهبنا إلى المستشفى بسيارة إسعاف ودخلت غرفة العمليات، وظللت أصلي وأدعو لها وكانت جراحة صعبة لها، ورزقنا الله بطفلة جميلة مثل أمها، وزادت سعادتنا وكنت أرى في عين زوجتي فرحة وهي تحمل ثمرة حبنا، وزادت الأعباء، وزاد تحملي وأصبت أنا بتضخم بعضلة القلب وارتجاع بالصمام الميترالي والضغط والسكر والقدم السكري وأجريت جراحة في القلب لتركيب جهاز صدمات ومنظم لضربات القلب".
وتابع: "حملت زوجتي مرة أخرى، وخدمناها أنا وابنتي، وجاء موعد الولادة، وكادت أن تموت بسبب جهل الطبيب الذي كان يتابعها وحينما اتصلت به وأخبرته بآلام وزوجتي فقال لي إن ميعاد الوضع بعد يومين وطلب إعطاء زوجتي حقنه مسكنه للآلام ولأنها لا تشعر بالجزء الأسفل ولأنها تضع حفاضات كبار السن ومع المسكن لم تشعر بخروج رأس المولود الذي توفي".
وأضاف: "أردت حملها إلى المستشفى، إلا أنني فشلت وخرج الجهاز من جسدي وكدت أموت أنا الآخر ورفضت سيارة الإسعاف حملها إلا بعد نزول الطفل ولم نجد أي طبيب ليكمل الولادة ووجدنا داية قامت بقطع الحبل السري وطلبت الذهاب إلى المستشفى لأن حالة زوجتي خطيرة وهنا شعرت بالعجز لأنني كنت أحملها إلي أي مكان وكنت أسبق دائما بخطوة".
وواصل: "أنا أصبحت لا أقوى على السير، وأنا في انتظار الموت المفاجئ لأن التضخم يزداد في الجدار الداخلي للقلب، ولن أستطيع إجراء أي جراحة لارتفاع السكر، دعواتكم لنا".
وزاد: "الآن ابنتنا وقرة أعيننا مريم بالصف الثاني الثانوي، وهي النور في نهاية طريق معتم هونت علينا مشقة الحياة، مريم طفلة بدرجة ربة منزل، وهى أم لأمها ولي.. منذ أن أتمت عامها الثامن وقع على عاتق مريم مسئولية البيت، فأصبحت رغم صغر سنها، بمثابة ربة منزل تتولى شراء الطعام وطهيه بنفسها، وتهتم بنظافة البيت وترتيب محتوياته وتهتم بأدويتي، وتحمل على عاتقها من مهام شتى، وما إن تنتهي من مسؤولياتها المنزلية حتى تتجه نحو الكتب للمذاكرة.. مريم حلمها أن تصبح مهندسة".
واختتم: "أرسلت القصة لأنني أتمنى تكريم من تعول أمها وأبيها وأعلم أنها صغيرة السن على هذا التكريم وسط قصص أمهات عظيمات، ولكن أراها أمي وأمًا لوالدتها".
وعندما وصتنا القصة وجدنا أبطالها أم و أب ربوا وزرعوا فى ابنتهم الحنية التى بيحصدونها حاليا، وحرصوا أن تكون من المتفوقين أيضًا.. والقدر جعلها تتحمل مسئوليتهم .. قصة مختلفة و عظيمة، وسيتم تكريم البنت ووالدتها اللى ربتها وكذلك الأستاذ إبراهيم فله منا تكريم خاص.
يذكر أنه سوف يتم تكريمها من مبادرة بداية جديدة للتأهيل النفسى للمطلقة وأبنائها ودعم المرأة المعيلة
باحتفالية يوم المرأة المعيلة للسنة السادسة خلال شهر مارس.