«هير نيوز» تنشر قصص ستات بـ100 ست| ميرا سليم نموذج للتضحية من أجل ابنة شقيقتها الراحلة
الثلاثاء 07/فبراير/2023 - 08:01 م
وائل كمال
كلمة التضحية سهلة عندما نستمع إليها، ولكن من يعيشها ويكون بطلا فيها هو من ذاق صعوبة الحياة ومعاناتها، فالمرأة المعيلة في مصر رغم أن ما يتبادر إلى أذهاننا عندما نستمع إلى هذا اللقب، هي الأم المكافحة أو الزوجة الصبورة، أو الابنة البارة بوالديها، إلى أن بطلة قصتنا هذه المرة نموذج رائع للمرأة التي تضحي بنفسها وحياتها من أجل ابنة شقيقتها الراحلة، إنها قصة وفاء نادرة تستحق أن نسلط الضوء عليها في يوم المرأة المعيلة.
بطلة قصتنا هي ميرا سليم، من محافظة القاهرة تقول: "اسمي ميرا سليم عندى 34 سنة، غير متزوجة، أعول ابنة شقيقتي الكبيرة الراحلة، رحمها الله "مريم"، فأختي كانت لي بمثابة أمي الروحية".
وأضافت: "عام 2014 توفيت شقيقتي الكبرى نتيجة سلسلة من الأخطاء الطبية في أحد المستشفيات الحكومية أثناء ولادة طفلها الثاني (محمد) وقد خصص لها الإعلامي وائل الإبراشي حلقة ببرنامجه، وسلط الضوء عليها لأن وفاتها كانت نتيجة خطأ طبي".
وواصلت ميرا: "بعد وفاتها مباشرة اختفى زوجها متعمدًا، تاركا لنا ابنتها الأولى مريم 9 سنوات، ومحمد حديث الولادة والسبب: التنصل من مسؤوليتهما".
وتابعت: "تبنت شقيقتي الثانية (محمد) الرضيع.. بينما توليت أنا مسؤولية (مريم) من كل شيء.. بذلت كل ما بوسعي للحفاظ عليها في المدرسة الخاصة التي أدخلتها أمها إياها وعدم نقلها إلى إحدى المدارس الحكومية، رغم ارتفاع مصروفاتها ولكن كنت أدخر من عملي لتغطية ما يكفيها من مصروفات وأدوات دراسية وملابس وغيرها..اليوم مريم في الصف الثالث الثانوي متقدمة دراسيا وتحلم باستكمال دراستها في جامعة مرموقة".
وقالت: "كان التحدي لي أننى قررت استكمال دراستي في نفس وقت التكفل بمريم.. ما جعلني أعمل في أكثر من وظيفة في نفس وقت دراستي والحفاظ على حضوري لمحاضراتي كل جمعة في التعليم المفتوح.. إلى أن تخرجت من كلية التجارة جامعة القاهرة (تعليم مفتوح) تخصص تمويل واستثمار بنوك.. ولكن للأسف فاتني سن القبول في البنوك بسبب سني، رغم أنه تخصص دراستي".
واستكملت: "لم أفكر في الزواج لأن مريم بمثابة ابنة لي وأنا الأم لها، وفكرة اختيار زوج يتقبل وجودها معي صعب..والاصعب الخوف عليها، فهي أمانة أخذت عهدا على نفسي أن أحافظ عليها، كانت إحدى عروض الزواج أن اتخلى عنها والسماح لها بالعيش في سكن طالبات".
واختتمت: "لا أخفى عليك أمرا لا أتخيل إذا تزوجت وهي معي كيف سأضمن أنها لن تتعرض لأي مضايقات، أصبحت مما اسمعه فى هذه الأيام من قصص رهيبة يصيبنى بفزع على ابنتي (مريم) اسعى بكل الطرق للحصول على وظيفة مناسبة لى في صميم عملي.. ولازالت (مريم) هي الدافع لي في الإصرار على تحقيق حلمي والسعى الدائم للوصول إلى النجاح".
ولأن ميرا سليم ست بـ100ست، تم اختيار قصتها، لتكريمها ضمن 30 أم معيلة، بطلات في حياة أبنائهم، فى احتفالية السنة السادسة ليوم المرأة المعيلة، الحدث الأول في الوطن العربي.