«الأرثوذكس» يحيون عيد الغطاس في جنوب سيناء (صور)
الخميس 19/يناير/2023 - 09:01 م
أبوالسعود أبوالفتوح
اختتم المسيحيون "الأرثوذكس" احتفالاتهم بعيد الغطاس المجيد، اليوم الخميس، في العاصمة طور سيناء، وأقيمت صلوات عيد الغطاس بكنيسة مارجرجس الكائنة بدير القديس جاورجيوس بتل الكيلاني، والتابعة لدير سانت كاترين، ويعد “الغطاس” من الأعياد المهمة في تقويم الكنيسة الأرثوذكسية، إحياء لذكرى معمودية المسيح في نهر الأردن على يد "يوحنا المعمدان" .
تعميد السيد المسيح في نهر الأردن
وشارك عدد من السائحين الأجانب، من جنسيات مختلفة، والعشرات من المسيحيين "الأرثوذكس"، بعيد الغطاس، في كنيسة ماجرجس بالعاصمة طور سيناء، وقالت “سوزان فارس” من أهالي مدينة طور سيناء لـ"هيرنيوز" : يوافق اليوم 19 يناير عيد الغطاس المجيد عيد الظهور الألهي من دير مار جرجس للروم الأرثوذكس ، ويجرى الاحتفال به كل عام ويخرج جموع الشعب المسيحي إلى شاطئ النهر للاحتفال بالعيد، مشيرة إلى أنه لتميز موقع الدير الذي يقع بالقرب من خليج السويس فمن ضمن مظاهر الاحتفال الخروج إلى الشاطئ واستكمال مراسم الاحتفال هناك ، لافتة إلى أن الاحتفال في جميع أنحاء العالم يجرى بنفس الطقوس حتى في البلدان التي يكسوها الجليد.
“عيد الأنوار”
ويحتفل مسيحيو مصر بعيد الغطاس عن طريق صناعة الفوانيس والشموع الضخمة وكان يسمي هذا اليوم من الأعياد “عيد الأنوار” ، وفقا لدراسة أثرية للدكتور على أحمد الطايش أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة.
أشارت الدراسة إلى أن هناك منطقة تسمى قصر الشمع بمنطقة مصر القديمة بجوار الكنائس الأثرية، حيث كان الأقباط يصنعون الفوانيس والشموع وكان عيد الغطاس عيدًا قوميًا تحتفل به مصر احتفالًا رسميًا وشعبيًا بلغ حده أن حاكم مصر نفسه ورجال حكومته وأُسرته ومعاونيه كانوا يشتركون فيه ويأمرون بإقامة الزينة وإيقاد النيران وإضاءة المشاعل وتعميم الأفراح الشعبية في كل مكان، وتوزيع المأكولات على الأهالي مع الصدقات على الفقراء وكان الناس يغطسون في النيل تبركًا بهذه المناسبة السعيدة.
أكلات “الغطاس”
وأشار خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، إلى أن إلى أكلات عيد الغطاس تشمل القلقاس والقصب لأنه رمز لمعمودية المسيحي، ففي القلقاس مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية إلا أن هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلى مادة نافعة مغذية، ومن خلال “ماء المعمودية“ يتطهر المسيحي من سموم الخطية كما يتطهر “القلقاس” من مادته السامة بواسطة ماء الطهي.
وأوضح أن القلقاس لا يؤكل إلا بعد خلع القشرة الخارجية، فبدون تعريته يصير عديم الفائدة، فلا بد أولًا من خلع القشرة الصلدة قبل أكله وفي المعمودية يتم خلع ثياب الخطية لارتداء الثياب الجديدة الفاخرة، ثياب الطهارة والنقاوة.
أما القصب فهو يرمز للمعمودية، فهو كنبات ينمو في الأماكن الحارة وربما يذكرنا ذلك بأن حرارة الروح يجعل الإنسان ينمو في القامة الروحية ويرتفع باستقامة كاستقامة هذا النبات، ونبات القصب ينقسم إلى عقلات وكل عقلة هي فضيلة اكتسبها في كل مرحلة عمرية للوصول إلى العلو والقصب قلبه أبيض وحلو الطعم.