الفنانة القرطاجيّة سناء هيشري: «لوحاتي تمثل نضال المرأة.. وأحرص على استخدام الألوان الصارخة»
السبت 17/ديسمبر/2022 - 09:22 م
محمد الدريدي
المرأة بصمة خالدة تصنع التاريخ و تُغير المستقبل وتستطيع بعزيمتها فعل المستحيل، والدلالة على ذلك رسمتْ الفنانة سناء عدّة لوحات تُمثّل نضال المرأة العربية من قوّة و حكمة و سعي للوصول إلى أعلى المراكز لترك بصمة في التاريخ.
واليوم ترسم لوحة تعكس شخصيّتها وألوان تمنح بُعد آخر هي مرآة لِروحها تكشف عن العالم الذي بداخلها من خلال التشكيل الذي رسمتهُ على لوحة الكانفاس والمزج الثلاثي بين عالم الحيوان والزهور والإنسان، قطعة فنّيّة يسودها الغموض لها شخصيّة و روح مُميّزة ،تحمل عدّة رسائل خفيّة.
تروي قصتي
قالت الفنانة سناء: جزء من هذه اللوحة يحكي عن قصّتي وما أعيشه من تحدّيات في مجال الفنّ التشكيلي، لا أسميه صعوبات بل هي مواقف ودروس عظيمة ونضال من أجل الفنون التي تُظهر مدي تقدّم ورقيّ الشعوب.
وتابعت، أن هناك تحدّيات كثيرة جعلتْ مني فنانة ابحث عن شيء مُختلف ومُميّز عكست ذالك علي لوحتي و ألواني الحارة تارة والباردة تارة أخرى والتباين الذي يجعل الرسم فيه عمق كما أُؤمن أنّ اللوحة الفنّيّة التي لا تمتلك طابع و هويّة لا مُستقبل لها ، لذلك اخترت تشكيلة مُميّزة في لوحاتي الجديدة لِتكون لها شخصيّة مُميّزة .
فمن المعروف أن النمور تُحبّ العزلة جدّا و تُعتبر من الحيوانات المميزة والفريدة من نوعها، تعرف ما تُريد وكيفيّة الحصول عليه، تمتلك طباع مختلفة عن بقيّة الحيوانات و لها كرامة عالية وسمات مميزة، صفات جميلة و فريدة لهذا الحيوان الذي اخترتُه ورسمتُه عدّة مرّات وجعلتُه جنبا لجنب مع المرأة .
و تعمّدت على أن تكون خلفيّة لوحتي مليئة بالزهور و النباتات التي تعمل على بعث السعادة في النفس وصفاء وراحة عند النظر إليها، قوّة سحريّة لعالم الأزهار والنباتات التي رسمتُها بطريقة تجريديّة بِمُختلف الألوان، تلك الألوان التي اعتبرها شيء فريد أكثر من البصمة، وهي التي تكشف عن شخصيّة الفنّان ومزاجه ومشاعره.
الألوان لها تأثير كبير على نفسيّة الإنسان
لذلك ابتعدت كل البعد عن الألوان الكئيبة لِتكون للوحتي مكانة خاصّة فبالنسبة لي لا تكتمل رسمة جميلة و زاهية على اللوحة إلا بوجود الأحمر و الأزرق و الأصفر و الأُرجواني و الأخضر فبدون هذه الألوان تكون اللوحة كئيبة و مُملّة و لا معنى لها و يعكس ذلك علي المشاهد ، لأن الألوان لها تأثير كبير على نفسيّة الإنسان.
واستكملت حديثها: عندما أرسم اختار الألوان التي تبعث بالفرح والأمل وابتعد كل البعد عن استعمال الألوان الأحاديّة لِوحدها إلا إذا كانت مصحوبة بألوان زاهية و حارة فهذه الألوان الأحاديّة كالأبيض والأسود والرّمادي لن تكون سعيدة وجميلة وأنيقة إلا إذا مُزجت مع الأحمر والأصفر والأرجواني لِتُمثّل خلفيّة رائعة لرسوماتي.
وقالت:" كفنانة قرطاجيّة تونسيّة اعتبر نفسي مُميّزة جدّا، ما شاء الله والحمد لله لأنّي لا اقبل ابدا أن تكون لوحاتي عاديّة بل أسْعي إلى أن تكون القطعة الفنية التي ارسمها مُميّزة و فريدة و ليست كبقيّة الأعمال الأخرى، مجهودات كبيرة أقوم بها من تجارب واكتشافات لخامات جديدة وتقنيات عالية واجتهد لِأرسم الجديد، بحيثُ أُقضّي أغلب وقتي في التعلّم و البحث واكتشاف أفكار وابتكار تقنيات حديثة و لا أقبل أن تكون أعمالي الفنّيّة مُماثلة للوحات أُخري، وهذا ما أتعبني لأنّه يحتاج إلي مجهود ذهني لأرسم لوحات مُميّزة تحمل طابعي الشخصي وبصمتي الفنّيّة بعين جديدة وبطريقة مُختلفة عن المألوف مُبتعدة كل البعد عن الطرق الكلاسيكيّة."
سناء هيشري فنانة تشكيلية، باحثة وأستاذة فنون جميلة، درستْ بالأكاديمية الملكية للفنون الجميلة ببروكسال.
اقرأ أيضًا..