منها «متلازمة فومو».. أسباب نفسية تدفع المراهقين للمشاركة في التحديات القاتلة على الإنترنت
في أغسطس الماضي، هز العالم خبر وفاة مراهق بريطاني بسبب مشاركته في تحدي "التعتيم"، والمعروف أيضًا باسم "لعبة الاختناق" والذي يقوم على فكرة خنق الشخص لنفسه إلى درجة فقدان الوعي.
هذا التحدي، واحدًا من عشرات التحديات القاتلة التي ظهرت مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تسببت في حالات وفاة عديدة حول العالم، ولكن ما هو تفسير علم النفس لمشاركة المراهقين بهذه التحديات القاتلة؟!
وفقًا لعلم النفس، هناك عدة أسباب تجعل المراهقين يشاركون بحماس في تحديات السوشيال ميديا القاتلة، بالرغم من معرفتهم لمخاطرها..
سوء تقدير القواعد
أوضحت الدكتورة جريتشن بريون ميسيلز، عالمة السلوك، أن سن البلوغ هو الوقت الذي يتحول فيه عقل الطفل إلى شخص بالغ. وفي ذلك الوقت، يبدو العالم أكثر تعقيدًا بالنسبة لهم مما هو عليه بالنسبة إلينا كبالغين. لذا فهم لا يعرفون بالتحديد ما هو الطبيعي وما هو غير الطبيعي.
وهنا يأتي دور الآباء والأمهات في محاولة إقناع اطفالهم بأن هذه التحديات القاتلة هي أشياء غير طبيعية وأن مشاركتهم بها أمر غير مقبول بالنسبة إلى القواعد الإنسانية.
متلازمة فومو (الخوف من الضياع)
متلازمة فومو، أو الخوف من الضياع، هو القلق الذي نشعر به عندما نستبعد من التجارب الممتعة والمجزية. وأظهرت الدراسات الحديثة أن هذا الخوف يتزايد بشكل خاص في مجتمع اليوم.
بالنسبة للمراهقين، يعد التواجد بدون هواتفهم وبعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي سببًا كبيرًا للقلق، وتشير ورقة بحثية نُشرت عام 2020، إلى أن هذا الخوف يلعب دورًا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدى المراهقين، والذي يمكن، لسوء الحظ، أن يتطور إلى إدمان كامل للإنترنت.
في دراسة نشرت في Human Factors in Healthcare ، أراد الباحثون فحص الدافع وراء المشاركة في تحديات الإنترنت الخطيرة. وعند سؤالهم عن ذلك، ذكر المراهقون الذين شاركوا في الدراسة، شعور الخوف من الضياع كأحد العوامل المحفزة.
الانتماء إلى الجميع
تقول بريتاني موريس، أخصائية اجتماعية سريرية من فرجينيا، إن الأطفال والمراهقين هم الأكثر عرضة لهذه التحديات الخطيرة بسبب الحاجة إلى الانتماء، حيث أن الإنسان خلال سنوات المراهقة يبحث عن وسائل لقبوله بين المجتمع الحيط به. وللأسف، فإن السوشيال ميديا هي أسرع مجتمع يمكنهم الشعور بالانتماء من خلاله.
تشير دراسة بحثية أُجريت عام 2017، إلى أن المراهقين يجدون صعوبة أكبر في التحكم في السلوكيات الإندفاعية إذا كانوا مع أقرانهم أو في حالة وجود مشاعر عالية. وذكر المؤلفون أيضًا أن وسائل التواصل الاجتماعي لديها القدرة على التأثير على مهارات اتخاذ القرار لدى المراهقين من خلال ربطهم بأقرانهم. ولذلك عندما يشارك أصدقاؤهم في مثل هذه التحديات، فإنهم يريدون أن يشعروا بأنهم ينتمون إلى المجموعة.
الشعبية الكبيرة
سبب آخر مهم جدير بالذكر هو بالطبع "الشعبية"، ومن منا لا يريد أن يشعر بإعجاب الآلاف من الناس؟.. لهذا، لا يجب أن نحكم عليهم لأنهم يريدون أن يكونوا مشهورين.
وجدت دراسة أجريت عام 2016، ونشرت في مجلة Psychological Science أن المراهقين أكثر ميلًا للبحث عن الشعبية. والحقيقة أنهم يفضلون الشهرة حتى وإن كانت عن طريق سلوكيات محفوفة بالمخاطر.
صعوبة التفكير السليم
في النهاية، من المهم النظر إلى المنظور البيولوجي أيضًا. فلا تزال أدمغة المراهقين والأطفال تتطور وتنضج. ولهذا السبب، ليس لديهم القدرة الكاملة لفهم المخاطر التي تشكلها هذه التحديات.
ويشرح دسرين إن دودلي، أخصائي علم النفس السريري ومستشار جودة الصحة العقلية، كيف يواجه المراهقين صعوبة في التفكير في جميع العوامل التي تشارك في هذه التحديات، وأنهم غير قادرين على اتخاذ قرار سليم.
اقرأ أيضًا..