الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

"قطعوا رأسها وحملت جسمانها الملائكة".. قصة القديسة سانت كاترين بذكرى وفاتها

الأربعاء 07/ديسمبر/2022 - 05:48 م
هير نيوز

تعد ذكرى وفاتها "القديسة كاترين" عيدا لدير سانت كاترين في محافظة جنوب سيناء، ويقيم الرهبان في السابع من ديسمبر، عيد استشهادها كل عام ؛ لتخليد سيرتها والتيمن والاقتداء بها في الحياة الروحية، وتأتى القديسة" كاترين" بالنسبة للكنيسة في المرتبة الثانية في مصاف القديسات بعد السيدة العذراء، وعلى مدى يومين يحتفل رهبان دير سانت كاترين، بعيدها، بدأ من مساء اليوم.



تسامح الأديان

قال الدكتور عبدالرحيم ريحان، المدير العام للبحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى،: إن من أهم شواهد تسامح الأديان الذى شهده كل العصور الإسلامية في مصر تنفيذا لعهد الأمان، من الرسول الكريم لرهبان مصر، هو تكريم رفات القديسة كاترين التي عذبها الرومان، وتكريم جسدها ورفاتها في العصر الإسلامي وحمل اسمها أشهر دير في أرض سيناء المباركة.


.

القديسة كاترين ابنة كوستاس

وأشار ريحان إلى أن القديسة كاترين هى ابنة كوستاس من عائلة نبيلة عاشت بالإسكندرية أيام حكم الإمبراطور الرومانى مكسيمانوس (٣٠٥- ٣١١م)، وتحولت للمسيحية في ظل حكم وثنى ومن أجل أن ينتزعها الإمبراطور من المسيحية، أصدر أوامره إلى ٥٠ حكيما من حكماء عصره أن يناقشوها ويجادلوها في سبيل دحض براهينها عن المسيحية، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، وجاءت النتائج عكسية لدرجة أن هؤلاء الحكماء ما لبثوا أن انضموا إلى صفوف المسيحية، وحذا كثيرون حذوهم وكان من بينهم أقرباء للإمبراطور من رجال البلاط، فلجأ مكسيمانوس لتعذيبها، وأمر أن تصنع عجلات يبرز منها مسامير ورؤوس سكاكين مدببة ليضعونها فيها ولم يؤثر هذا على إيمانها، مما دفع أحد الجنود لقطع رأسها.


.

قصة ظهور جسمانها

وأكد المدير العام للبحوث والدراسات الأثرية، أن روايات رهبان دير سانت كاترين تشير إلى قصة ظهور جسمانها بعد مضى خمسة قرون على استشهادها، وأن الملائكة حملوا بقايا جسمانها ووضعوها فوق قمة جبل قرب الدير، فصعد الرهبان للجبل ليجدوا بقايا الجسمان عند صخرة بهذا الجبل، الذى سمى جبل سانت كاترين، والذى يرتفع ٢٦٤٢ مترا فوق مستوى سطح البحر، وقد نقلت حسب المعتقد الراسخ بين رهبان الدير من الإسكندرية إلى هذه الصخرة بواسطة الملائكة ثم نقل الرهبان رفات القديسة من الجبل للكنيسة الرئيسية بالدير، ومنذ ذلك العهد أطلق على الدير اسمها، وكان يطلق عليه دير طور سيناء، ووضعت رفات القديسة في صندوق ذهبى بمذبح الكنيسة.

وأشار إلى أن شهرة القديسة كاترين ذاعت في جميع أنحاء أوروبا، خصوصا بعد أن حمل سمعان المترجم الذى يتحدث خمس لغات، رفات القديسة إلى منطقة الرون وترينس بفرنسا، وكتب في العصر الفاطمى ٣٨٦-٤١٠هـ، ٩٩٦-١٠١٩م في القرن العاشر الميلادى كتابه "استشهاد القديسة كاترينا المنتصرة شهيدة المسيح المعظمة".

.

دير طور سيناء

وأكد "ريحان" أن دير طور سيناء أصبح منذ ذلك الحين معروفا للجميع كدير سانت كاترين، وتدفقت المعونات إلى الدير من كل حدب وصوب وانتشر تكريم القديسة كاترين، ورسمت صورها في الشرق والغرب وأداة تعذيبها وهى عجلة التعذيب، وما يزال بالدير حتى اليوم الكثير من صور القديسة يحيط بها مشاهد تمثل بعض أطوار حياتها واستشهادها، حفظت طوال العصور الإسلامية وحتى الآن في وقت حطمت الأيقونات المسيحية في أوروبا والعالم المسيحى في الفترة من ٧٢٦ إلى ٨٤٣ ميلادية،

ونوه ان رفات القديسة كاترين يحفظ الآن بدير سانت كاترين في صندوق من المرمر أعد عام ١٢٣١ ميلادية، يوجد بمذبح الكنيسة الرئيسية "كنيسة التجلى"، أما كف القديسة فقد وضع في صندوق من الفضة الخالصة أهداه قياصرة روسيا للدير عام ١٦٨٨ميلادية.

وفى العصر الإسلامى- كما يقول ريحان - أصبح لدير سانت كاترين مقار سينائية متعددة تأسست في جميع أنحاء العالم وأعطوها اسم القديسة كاترين، منها المقر السينائى المهم في مدينة هراقليون بكريت، الذى تخرج فيه عدد كبير من شخصيات الكنيسة المهمة، ويحتفل يوم ٥ نوفمبر من كل عام بعيد ميلاد القديسة كاترين.


..اقرأ أيضًا

بروفات مكثفة لحفل افتتاح مشروع «دهب سكوير»


 

ads